إيراني قح ..

لاتخش ذلك .. لن نتهم إيران إلا بماتقوم به .

القصة الحقيقية لما حدث في النجف

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

الأقاويل التي انتشرت بشأن القتال العنيف الذي انفجر قرب النجف في وقت مبكر من هذا الأسبوع، أثارت العديد من الأسئلة بشأن أداء قوى الأمن العراقية.

شاركت في المعركة قوات عراقية مدعومة بهليكبترات وطائرا ف 16 في واحدة من أقوى المعارك منذ بداية الحرب في مارس/ آذار 2003 مع ما سمته الحكومة "مخابئ مليشيات" militants hideous بتهمة تدبير مؤامرة لشن هجوم مكثف على مدينة كربلاء، حيث احتفالات عاشوراء.

ذكرت التقارير أن القوات العراقية قتلت بحدود 250 من هؤلاء "المليشيات". وصرّح الزعيم علي نوماس المتحدث باسم قوات الأمن العراقية في النجف أن أكثر من 250 جثة وجدتْ في أرض المعركة.

بينما صرحتْ حكومة العراق أن أعضاء في طائفة تُسمي نفسها "جند السماء" Soldiers of Heaven كانوا يخططون لاغتيال كبار علماء المرجعية في النجف، لذلك استوجبت الحالة إيقافها. كذلك ذكر محافظ النجف أبو كيلل أن المجموعة التي تضمّنت عناصر من كلا المذهبين (الإسلاميين) كانوا يخططون للهجوم على زوار كربلاء في ذكرى عاشوراء، وتتمسك هذه المجموعة- حسب قوله- بأن المؤسسة الدينية/ المذهبية في النجف كافرة ويجب تدميرها. وادعى كذلك قائلاً: "هناك مؤامرة لقتل قادة ديننا في هذا الوقت." وحسب ادعائه، كان بين قتلى المليشيات مصريون، سودانيون، سعوديون وأفغان.

من جهة أخرى اقتبست الغارديان The Guardian عن الزعيم علي جيريو المتحدث باسم شرطة النجف قوله: إن ما يسمى "جيش السماء" Army of Heaven هو بقيادة الشيخ أحمد حسن اليمامي، وأن مناصريه يعتقدون بقرب ظهور "المهدي"- عقيدة مذهبية على شاكلة عقيدة ظهور المسيح. نشأت قبل حوالي السنتين في مدينة الكوفة وواجهت تحديات من جيش المهدي الذي يتزعمه مقتدى الصدر. وهو أيضاً لديه مليشيا وقاعدته في الكوفة. ويعتبر هذه مجموعة بدعية/ هرطقية heretical .

في افتتاحية لـ طاهر جميل Dahr Jamail- مراسل ومصور صحفي أمريكي مستقل- يستطلع حقيقة هذه القصة الرسمية كما قيلت من قبل الحكومة، مستنداً في مناقشته لسبر كنه الحقيقة على تحقيقات مستقلة أجرتها Inter Press Service في العراق.

كيف حصل "جنود السماء على هذه الكمية الكبيرة من الأسلحة، وما إذا كانت روايات الرسميين موثقة بإظهارهم مهارات مثل هذه المليشيات؟ كيف ولماذا انفجرت هذه المعركة الضخمة في قرية عراقية Zarka التي تبعد بضعة كيلومترات شمال شرق النجف؟

ما اتفق عليه الشهود وقادة رجال الدين أنه بعد انتهاء هذه المعركة العنيفة بساعات - والتي دارت يوم الأحد 28 يناير/ ك2- وجدوا جثث قتلى لأكثر من 200 شخص وأعداداً من قتلى القوات العراقية.

"كنا متجهين للمشاركة بإحياء ذكرى عاشوراء، التي نشارك فيها عادة كل عام، عندما هوجمنا من قبل جنود عراقيين،" حسب قول جابر الحواتمي زعيم عشيرة الحواتمي لـ IPS. وهذه القبيلة عربية تنتمي إلى مذهب (الأغلبية).

"تصورنا أنه واحد من الأخطاء التي تُرتكب عادة من قبل الجيش العراقي بقتل المدنيين، عليه تقدمنا نحو الجنود لنشرح لهم أنهم قتلوا خمسة من جماعتنا بدون سبب. لكننا اندهشنا عندما انهال علينا المزيد من رصاصهم."

يذكر جميل هناك الكثير من (الشيعة) العرب في جنوب العراق يرفضون الإيراني المنبع (السيستاني) ويعتقدون أن رجال الدين العرب أولى بهذه القيادة الدينية.

يعتقد زعماء الحواتمي والغزالي أن هذه الهجمات الدموية قرب النجف نُفذت من قبل جنود مدعومين من الحكومة بغية زيادة نار النزاع الطائفي بين المذهبين (الإسلاميين) في المنطقة.

كان موكبنا (موكب عزاء الحسين) قريباً من موكب الحواتمي في طريقنا إلى النجف عندما سمعنا إطلاق نار كثيف. عليه هرعنا لمساعدتهم لأن قبيلتنا مرتبطة بحلف قوي معها،" حسب اقتباس IPS من أحد أبناء قبيلة الغزالي.

"لدى قبيلتنا اعتقاد جازم أن الإيرانيين يثيرون حرباً طائفية في العراق التي هي ضد عقيدة المسلمين. عليه أعلنا حلفنا مع إخواننا (السنة) ضد أي عنف طائفي في البلاد. هذا لم يجعل حكومتنا، الخاضعة للإيرانيين، سعيدة."

كذلك اقتبست IPS عن جاسم محمد- فلاح- من المنطقة بقوله إن "طائرات الهليوكبتر الأمريكية شاركت في العملية. جاؤوا إلى هنا حالاً لقتل الزوار ودون تردد، لكنهم لم يتواجدا لمساعدة العراقيين في أي شيء يحتاجونه. نحن فقط راقبناهم وهم يقتلون مجموعة بعد مجموعة ممن انحشروا في هذه البساتين." من جهة أخرى، قال شهود عيان إن معظم الضحايا قُتلوا من قبل الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية.

حيا الضباط الأمريكيون "شجاعة وإقدام" الجنود العراقيين، وهم عموماً من طائفة (الأغلبية) في مواجهتم "المسلحين".. وذكر أحدهم أن أداء هؤلاء الجنود كان مثيراً للاعجاب!

على أي حال، من الواضح أن حكومة العراق الدُميّة للولايات المتحدة فشلت في جعل العراقيين يُصَدقون كذبة معركة النجف، وفشلت أيضاً في تصديق زعمها أن ضحايا موكب القبيلتين ينتمون للقاعدة.

مممممممممممممممممممممممممممـ

Philipe Khan, The real story of what happened in Najaf, Aljazeera.com,1 February,2007.