ممكن نعود لقضية الاقتصاد؟

القضية مضحكة، وبرأيي تافهة.
حق الإضراب والاعتصام في بلد "ديمقراطي" مفروض حق مقدس أليس كذلك؟
الأموال والمساعدات في هكذا قضايا تتحملها الدولة بالضرورة، السنيورة كم مليون جمع باجتماع باريس؟ ذكروني بالمبلغ الموعود.

أذكر أنه بفرنسا بعام 96 لفترة ستة أسابيع وفي عام 2006 لأسبوعين حدثت اضرابات عامة شرسة، أثرت على الاقتصاد ولكن من يجرؤ أن يهاجم مبدأ ديمقراطي أصيل وهو حق المواطن بالاعتصام والاضراب.
قضية المصاري هذه تافهة، وابتزاز سياسو/اقتصادي ساذج جداً، يعني أي اضراب أو اعتصام أو معارضة تكلف مصاري بالطبع، ولكن هل هذا يعني أنها مرفوضة؟ هل هذا يعني أن الديمقراطية "خطأ"؟ ارسولكم عبر يا جماعة، بدكم ديمقراطية ولا لأ؟ ولا مفكرين الحرية والديمقراطية ببلاش؟ :) ثم أنها على المدى الطويل غير مكلفة فعلاً لأن الحسابات تكون غالباً خطية قصيرة المدى، بينما الاقتصاد يُحسب بشكل آخر متوسط وبعيد المدى، مثلاً من لا يصرف بفترة بسبب مشاكل معينة سيصرف أكثر بفترة أخرى بشكل أكبر، الخ .. يعني أصلاً المصاري موجودة توزيعها التقسيمي على السنة و/أو على سنوات هو المختلف، وهو بكل حال غير مضمون في المجال التجاري الاستهلاكي، لا يوجد هنا بهذه الحالة خسارة نهائياً، بل مجرد ريع مختلف عن المتوقع، الأمر هو وهمي تماماً، لأنه أصلاً ناتج عن تفكير مسبق عن ريع لفترة معينة ونتاج حسابات عن توقعات للفترة اللاحقة يعني لا خسارة ولا ما يحزنون والأرقام الخيالية الموضوعة هي مفتعلة وبشرح مثال بالهامش تحت*، المهم الشغلة معقدة شوي والأرقام هاي دوماً اعتباطية نزقة.
وبعدين يا جماعة طالبوا السنيورة يدفع من الملايين الموعودة بكثرة وغزارة باجتماع باريس.

أخيراً خسارات حرب تموز يجب مطالبة إسرائيل بها، ونحمد الله والطبيعة وزيوس أن هناك حزب الله ليدافع عن بعض ماء الوجه وعن لبنان، شي بيجنن وكأن حزب الله هو من دمر لبنان وليست طائرات إسرائيل المسنودة أمريكياً، ولما بيقول حزب الله أنه دفع لكل خاسر من الجنوب من أموال نظيفة (وبرأيي هي كذلك) جاءت من إيران بيتهم القوم حزب الله بالعمالة، بالله شو، طيب لماذا لم تتحرك السعودية وبقية الدول العربية التي غطت السنيورة بالمصاري منذ يومين مع فرنسا وأمريكا؟ وهل ستقولون أن السنيورة عميل، والذي قبل بمساعدات مالية من شي كذا عشرة دولة غمروه بعطفهم المادي التمويلي العظيم؟

تحياتي
(f)

*أخي المواطن، تخيل أنك في مجمع استهلاكي، القوة الشرائية لزبائنك هي مائة دولار، متوزعة بين أربعة زبائن الأول معه خمسة دولارات والثاني عشرين دولار بينما الثالث معه ثلاثين دولار والرابع 45 دولار.
المجمع به خمسة محلات القوة الشرائية موزعة فيه بنسب متوازنة كل واحد لديه عشرين بالمائة من القوة الشرائية للناس.
هذه القوة الشرائية بشكل متوسطي هي بقيمة 100 دولار للموسم وكل موسم مشكل اقتصادياً من ثلاثة أشهر، ولكن تختلف القوة هذه بحسب السنوات والمواسم، فعملياً بيصرف هالناس بالصيف وبفترة أعياد عيد الميلاد أكثر من العادي وبشكل أقل بالشتاء والخريف.
مرة في سنة كان فيها اعتصامات وحرب عبلد من هالبلاد نقصت القوة الشرائية بقوة كبيرة تقريباً شي 40 بالمائة يعني شي أربعين دولار، ببلد مجاور نقصت كذا مليون دولار، ولكن تعوضت ببقية المواسم فالناس خبت فلوسها ولكنها طلعتها بالمواسم اللاحقة، وكانت مهووسة بدها وعاوزة تصرف اللي بجيبتها، خصوصاً مع تكاثر الدعايات والتحريض الواعي لمساعدة الوطن.
وهكذا على المستوى المتوسط أي السنة الواحدة لم يتغير أي شيء بالفعل الشرائي، لكن على مستوي أسبوعين من الاضرابات "خسرت" الناس المتاجرة كذا دولار، ومع إنهم ربحوهم لاحقاً، لكنهم تباكوا وضحكوا عالناس وقالولهم خسرنا ولهيك مضطرين نطرد العمال عندنا، واللي كنا بنطردهم عادة بالشتاء ونرجع نشغلهم بالصيف. يا حرام الشوم شو الرأسمالي مسكين ما بيقدر غير يتأفف من فعل الديمقراطية التي تخسره "صفر" دولار بالسنة، وبشكل وقح جداً. :D
الله يعينو شو مسكين هالبرجوازي الآدمي اللطيف :(