{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مع الفلسفة ..... محاولات تبسيطية و"خربشات" ....
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #1
مع الفلسفة ..... محاولات تبسيطية و"خربشات" ....
هذه نتف من "مذكرات فلسفية" قد يكون بها بعض الفائدة، قررت نشرها ومتابعتها بقدر ما أستطيع، لعل بها بعض الزاد ولو شح .....

هي تجربتي مع الفلسفة وعالمي الثقافي عامة، قد لا تخلو من بعض التاريخ وبعض الأدب والكثير من "الذكريات الشخصية". وهي بعد ذلك بعيدة عن النهج الأكاديمي الجامد الموثق، مع أني سوف أعود في غمرتها إلى الكثير من الكتب التي تحت يدي. فضلاً عن هذا، فأنا لن أخضع في هذه السطور وما يعقبها إلى نظام بعينه في استعراض "الآراء الفلسفية"، اللهم سوى بعض "التاريخانية" التي تقضي بأن أبدأ من الفلسفة القديمة وأعبر حتى الحديثة.

المشوار طويل، قد استمر فيه وقد أهجره – كما هجرت غيره كثيراً من الأحيان -، ومع هذا فعلي أن أحاوله، لأني أرى به بعض المعلومات الأصيلة التي أريد مشاركتكم بها.

ملاحظة أخيرة: من خاض غمار "الفلسفة البحتة"، يعلم بأنها صعبة ومعقدة، محاولات أربابها التجريدية تدخل القاريء في متاهات وأنفاق من سوء الفهم والخلط، والدوران في حلقات مفرغة أحياناً ... ومع هذا فلسوف أطرق باب التبسيط واليسر في إيصال الأفكار المركزية آملاً أن لا أتجنى كثيراً على الفكر والدقة والموضوعية ...

حسناً، لنبدأ ...


(1)

أذكر بأن تعاملي مع "الفلسفة" بدأ بين حلم طفل صغير ودهشة طفل كبير.
كنت لم أتجاوز العاشرة من عمري عندما قرأت في كتاب مدرسي "نصاً عبرياً قديماً" مبسط اللغة طريف المحتوى، يحكي قصة "إبراهيم الخليل" في صغره مع آلهة آبائه وأجداده، ويروي كيف كان يسخر "إبراهيم" من "عبادة الأصنام" ويبحث عن حقيقة "الإله" الذي يعبده. إنها ذات القصة التي يخبرنا بها "القرآن الكريم" في "سورة الأنعام" (الآية 74 وما بعدها)، والمنقولة عن كتاب "مدراش رباه" اليهودي* ، ولكن ببعض التبسيط والتيسير الذي يجعلها تلائم عقول الأطفال الموجهة لهم.

لم أكن حينها قد أخذت بمقولات بعض البحاثة والتاريخيين، والتي تذهب إلى أن "قصة إبراهيم ونبوته وتوحيده" ليس إلا ضرباً من "حكايات موضوعة" من قبل "موسى وشيوخ اليهود حوله وبعده" (جان بوتيرو، "ولادة الله" طبعة جاليمار، فوليو الفرنسية). ولم أكن قد رجحت بأنه لو كان "إبراهيم " قد وجد حقاً فهو ليس أكثر من "وثن بن وثن" (بعبارة الإمام علي عن معاوية). فأنا وقتها طفل لم يتجاوز عمري العاشرة أو كاد، وما لدي من مخزون ثقافي يكاد لا يشتمل إلا على الموروث المدرسي البسيط الهزيل. لذلك فلقد أثر بي هذا النص كثيراً وقتها، وأرسى في ذهني "لا منطقية" الوثنيين وعقلهم القاصر وهذر أساطيرهم وخزعبلاتهم. وملأ - في نفس الوقت – نفسي وقلبي ثقة واطمئناناً على سلامة عقل "إبراهيم"، وتميزه بين أبناء بجدته بالنظر السديد الذي جعله ينأى عن عبادة الأصنام ويتجه بكليته نحو رب العالمين.

بعد سنوات قليلة اصطدمت بنفس الرواية، ولكن – هذه المرة - بلغتها العبرية القديمة الكأداء. وتشاء الصدف أن يعود " أبي"، في نفس ذلك اليوم الذي "تسليت" به بالنص العبري القديم لقصة "إبراهيم"، محملاً بسلسلة كتب صغيرة الحجم كثيرة العدد (تربو على العشرين كما أذكر) تحمل عنوان "نحو موسوعة فلسفية" للدكتور "مصطفى غالب" (على ما أذكراسمه).
كانت الكتب دائماً وأبداً "تثير شهيتي"، وكان من الطبيعي أن أتصفح مقتنيات "أبي" منها. وكانت المغامرة مع "موسوعة مصطفى غالب" مثيرة عجيبة. فلقد حملت كتبها المتعددة أسماء كنت قد سمعت بها (سقراط، أفلاطون، أرسطو) وأخرى كانت جديدة علي تماماً (هوبس، شبينوزا، ديكارت، كانت، هيجل، ديوي، سارتر وغيرها ) ... أما عندما رحت أقرأ بعض الكلمات والشذرات هنا وهناك، تيقنت من دخولي إلى عالم آخر لم أعهده. ولكني انتبهت – في نفس الوقت - إلى أنني لم أكن أفهم شيئاً أو أكاد، مما أراه من جمل مرصوصة** .

في اليوم التالي قلت في نفسي: "عليك أن تقرأ يا "علماني" محاولاً الفهم، أما لو فاتك الفهم فلعل في إكراه نفسك على القراءة ما يأتي بنتيجة معرفية تذكر" ...ولكن مع هذا، لم أستطع أن أفهم نصوص الفلاسفة التي جاءت في آخر كل كتاب من هذه الموسوعة ولا شرح "صاحب الموسوعة" لفكر الفلاسفة، بل كل ما استعطته من فهم هو سيرة حياة الفيلسوف المعروضة في الصفحات الأولى من كل كتاب لا غير.

كانت التجرية مشوقة مضنية، فبمقدار جهلي بالكلام المسطور، كان شيئاً ما يدفعني - رغماً عني - إلى الانبهار بهذا "الكلام الكبير".. ومن سيرة أصحابه عرفت أنهم أغنوا الفكر البشري وأمدوه بشتى الأسئلة والأجوبة العقلية التي تبحث في النواحي المعرفية المتفرقة. لم أكن بعد – طبعاً – قد مررت على جملة "أوغوست كومت" المشهورة القائلة بأن "الأفكار تحكم العالم"، ولكني قدرت من خلال ما وقع نظري عليه من "كلام كبير"، بأن وراء هذه العقول فهم ووعي لم أر مثله فيما سبق.
بعد ثلاثة أو أربعة أيام من الإصرار إلى دخول عالم الفلسفة عبر هذه "الموسوعة" عدت بخفي حنين وبدأ نشاطي بالتثاؤب والفتور. ولكني كنت منذ اليوم الأول قد تذكرت "قصة إبراهيم" وانا أقرأ واحداً من كتب الموسوعة يحمل إسم "سقراط"، وأذكر بأني تساءلت ببساطة وعفوية: ولكن "سقراط" كان وثنياً أيضاً ... ومع هذا فمن يقول مثل كلامه لا يمكن أبداً أن يكون بمثل هذا "الجهل" وتلك "السذاجة" التي صورت الوثنيين بها "قصة إبراهيم" لنا ... فما الخطب إذاً ؟؟ وكيف يعقل أن يكون هذا الفيلسوف الكبير مقتنعاً "بآلهة الأولمب" متعبداً لها ، في حين يستطيع فتى لم يشب عن الطوق مثل " إبراهيم " – وقتها - أن يهدم دين الأوثان بمنطق بسيط خفيف ظريف ؟؟

لعل هذه "الدهشة الفلسفية" الأولى ، والتي هجرتها بعد ذلك بوقت قصير، كانت الباب الذي ولجت منه إلى عالم الفلسفة البعيد المترامي


* تفسير الآية 7 من الإصحاح الخامس عشر من سفر التكوين
** هذا ما سيحدث لي في مرحلة لاحقة عندما أعثر صدفة على كتاب "لنيتشه".
05-09-2002, 05:29 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مع الفلسفة ..... محاولات تبسيطية و"خربشات" .... - بواسطة العلماني - 05-09-2002, 05:29 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حول موت الفلسفة .. الــورّاق 2 1,057 12-19-2011, 06:12 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  "هي دي مصر ياعبلة " طيف 8 3,072 03-06-2011, 09:37 PM
آخر رد: طيف
  الرد على كارل ماركس : الفلسفة وليدة عصرها الــورّاق 9 3,823 06-05-2010, 09:19 PM
آخر رد: السلام الروحي
  ماهو مضمون مفهوم " الحضارة"؟ طريف سردست 15 8,582 06-30-2009, 03:51 AM
آخر رد: tornado
  الحضارة بين الفلسفة والعلم The Holy Man 0 3,167 05-24-2009, 04:09 AM
آخر رد: The Holy Man

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS