
تسائل

ما فائدة حوار الأديان. الى أين قد يقودنا

أرواد منذ مدة عدة ملتقيات عربية للحوار...

رغم أني لا أعتبر نفسي من "المتدينين" ـ أيماني لا دخل له بهذا النقاش ـ الا أن ساحات الأديات تلفت أنتباهي.. الى أن أصبحت عندي مثل السوسة.. ربما مثلي مثل أغلبية الشعوب العربية التي يشكل الدين جزئا اساسيا من مقوماتها و يشغل أفكارها.

أحترم الأديان جميعها. و مع أحترامي لجميع العقائد و الأفكار.. ألا أني أنتهيت الى حالة من النرفزة من العديد من الأفكار و النقاشات المطروحة.

من الواضح أن أنتشار الأنترنيت الواسع أعطانا ما لم نكن نحلم به من الحرية بالرأي، لا أخفي عليكم أن زياراتي لحوارات الأديان علمتني الكثير ، دفعتني للتفكير بالكثير من المعتقدات..

قبل الأنترنيت كنت اسمع بالكثير من الداعين للديانات أو المبشرين أن صح أستعمال هذه العبارة، و لكني أكتشفت أيضا مواقف لم أكن أتوقعها من الملحدين الذين لم يكن لهم صوت بالماضي.. يبدوا أن لهم مكان كبير بمجتمعنا و لكن الكبت الفكري و محاربة الممنوع خنق اصواتهم لعقود..

بعبارة أخرى، أعتقد أنه مازال أمام المبشرين الكثير من المشاغل لأقناع الغير مؤمنين بأفكارهم

كم سأكون سعيدا لو وصل أكبر عدد ممكن من شعوبنا الى القناعة بالديانات و تعلقوا بما بها من خصائل حسنة ، الصدق و الأمانة و المعاملة الحسنة، هل أختفت هذه المثاليات من قاموس الأديان و لم يبق به سوى التبشير و المعجزات و الجهاد و الحجاب .

ما يصدمني و ينرفزني هي مواقف المبشرين الذين يدعون لمعتقداتهم على حساب الديانتات السماوية الأخرى...

أنظروا الى العديد من الحوارت التي لا همّ لها ألا النقد اللازع بين أصحاب مختلف الديانات و الملل.. فها هو المسلم يبحث عن العلل بالمسيح و المسيحي يبحث عن الأيات القرأنية التي يظهر ظلم رب المسلمين و ما الى هنالك و لا يلبث الحوار أن يشتد و ينقلب الى شتائم...

بالله عليكم هل نحن بحاجة لهذا....

بأيام ترفف به أعلام الغزات على ضفاف دجلة و الفرات.. بأيام يصل بها الظلم الذي يلمّ بأخواننا الفلسطينيي لقمته . بأيام تزيد بها مأسات الشعب الجزائري يوما عن يوم.
بأيام يزيد بها فقر الشعوب العربية يوما عن يوم و يبعدون عن ركب الحضارة أكثر فأكثر. و أموال البترول العربي هي هم و شغل الغزات الأساسي... و نحن ماذا نفعل...؟؟

ننشط حوار الأديان...

المسيحي يبحث عن عيوب المسلم و المسلم ينتقد المسيحي و يكذب معتقداته .. ناهيك عن الخلافات بين السنة و الشيعة و العلوية و و و و .

هل رأيتم نقاشاَ واحد يبحث عن النقاط التي تجمع بين الأديان. أم أنه لا يهمنا من الحوار سوى البحث عن التناقضات...

بأيام لم يعد بها للمثاليات من مكان نرى العديد ينادي بدياناته فقط للقضاء على الديانات الأخرى... ربّنا أحسن من ربكم و كتابنا أصدق من كتابكم و معتقداتنا أصح من معتقداتكم .... هذا هو الهم الأساسي لحوار الأديان.

ببلد الغربة الذي أعيش به صرت أخجل من أن أعلن عن أسمي الأسلامي ، لأن الغرب لم يعد يعرف من الأسلام سوى الجهاد و الحجاب و رمضان...

لم أعد أرى للقيم الدينية التي علمني اياها الحاج والدي من أثر...


محمد السوري