بسم الله الرحمن الرحيم
ترددت في البداية كثيرا قبل أن أخوض في هذا الموضوع ونصحني الأصدقاء بألا أفعل ولكنني عزمت في النهاية أن أطرح مافي جعبتي وليكن ما يكون وخصوصا أن خريجا مثلي استوعبته كلية الطب الغجري أو البشري كما يسمونها 6سنوات وكان من طلابها المنضبطين بها وهاأنا الآن أخرج منها ونفسي مملؤة بالاشمئزاز والقرف مما رأيت وسمعت وشاهدت وسأذكر ما حوته ذاكرتي وذاكرة طالب الطب العتيد من حوادث وذكريات القليل منها حلو (وذلك لكي لا أجحد جامعتنا حقوقها ) ومعظمها مر إن لم يكن لي فلغيري من الأصدقاء والطلاب وسأبدأ الآن بسرد الوقائع لكي لا أطيل عليكم :
1- اليونسكو يتقدم باعتراض ضد الجامعة بشكل عام وكليتنا(السابقة) بشكل خاص ويهددها بسحب الاعتراف منها وذلك لعدم تناسب أعداد الطلاب مع عدد المدرسين حيث أنني في استطلاع أجريته قد رأيت أن أعداد الطلاب تزداد باستمرار مع مرور الزمن رغم التخلف الذي حصل في السنة الفائتة والذي سمي بالتثقيل(جعل الله حياتهم مثقلة بالهموم وحسابهم ثقيلا يوم الدين) فقد تبينت من السؤال أن أعداد طلاب السنة الأولى قد ازداد عن العام الذي سبقه حتى أن الطلاب باتوا يحضرون وقوفا لا التزاما بقول أحمد شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
ولكن لعدم وجود أماكن للجلوس على أرضية المدرجات.
2- الجامعة ترد على اليونسكو بإرسال 200 من الخريجين الذين يملكون معدلات عالية (عذرا للغلط) إلى ألمانيا و الصحيح فقد أرسلت طلابا نفخر بهم وأهلوهم من رجالات الدولة والمجتمع الذين أحسنوا تعليم أولادهم وابتعثوهم بتلفون الوساطة أو بالرشوة والنقود والنفوذ ليعودوا لنا محملين ومحملين للعذاب دون أدنى فهم.
3- انتشار الرشاوى والوسائط في الأوساط الجامعية سواء بالنقود أو الجمال النسائي الجذاب أو القرابة (فهو إما ابن ضيعتي أو سليل ديانتي ومذهبي ) وما يدفع فهو لدكتور المادة أو للجنة الامتحانات أو لأستاذ مادة العملي والستاجات (الذي إذا ما رأيته خلال عامك الدراسي رأيته ملتصقا بالجميلات من الفتيات)
4- اذا اضطرتك الظروف يوما أن تدخل إلي كلية العلاج للبشرية فإني أريد منك أن تنظر إلى موظفي هذه الكلية لترى العرجاء والفكحاء وموظفة البرامج ذات العيون الحول مما يشكك بأنك قد دخلت إلى المكان الصحيح.
5- ربما اضطرك حظك السيئ يوما لمراجعة شؤون الطلاب أو لجنة الامتحانات وحينها أقول فليكن الله في عونك وينصرك فإنك سوف تبقى منتظرا قدوم الموظف أو الموظفة بعد انتهاء وجبة فطورهم التي ربما استمرت إلى آخر فترة دوامهم الذي من المفترض أنه يبدأ من الساعة (11-1)ظهرا ولكن ربما كان الغلط منا وكان دوامهم من الساعة(11-1) مساء دون أن ندري وبذلك أنصح بتصحيح مواعيد الدوام للموظفين لكي لا يشتبه الأمر على الطالب وأريد أن أنوه للقارئ الملاحظ بأن الموظف يملك وقتا كافيا قبل فتح شباك الخبز أقصد الامتحانات ليفعل مابدا له ، فلماذا هذا التعدي على حقوق الطالب المسكين الذي إن لم يكن مدعوما كان عاجزا ولاحول له ولا قوة ؟
6- أورد ذكرى حدثني عنها الكثير من طلاب الطب البشري، يقولون خيم شبح الحصول على شهادة الثانوية العامة (البكاء لوريا) على منزلنا واجتهد الأهلون في تأمين الجو الدراسي لأولادهم كل بطريقته وبذل كل منهم طاقته ووسعه ليحصد النجاح والتفوق ونال المجتهدون نصيبهم وكنت مع رفقائي منهم ونلنا أعلى العلامات وبذلك تأهلنا للدخول لكلية الطب البشري وعندما دخلنا إليها ظننا أننا نخبة طلاب عامنا وأننا سوف نحظى بالتقدير والاهتمام من قبل طاقمنا التدريسي ولكن الذي فاجأنا هو لامبالاة تامة وتقصير شديد وسوء في الأخلاق ونظرات عدوانية وكأنني قد أكلت مال أهلهم أو طالبت بما ليس لي رغم أني لا اطلب إلا المعاملة الحسنة التي لن تنقص من كرامة الدكتور وستشعرني بكرامتي ومكانتي كطالب صار قاب قوسين أو أدنى من الحياة العملية الهادفة لخدمة المجتمع كما يقولون أي على تماس مباشر مع طلاب العلاج والدواء من بني البشر.
7- قرأت قبل عدة سنوات عن دخول ظاهرة التعليم الموازي إلى كلياتنا التي كانت تفتخر سابقا بأن التعليم فيها مجاني وأنا بهذا لست ضد فكرة الموازي ولكني اعرض التناقض في الكلام ، المهم في الأمر أنك إذا قبلت بالفكرة وماتدره من نتائج مفيدة للوطن والجامعة والعلم وجدت نفسك وسط أفكار معدومة النتائج فبحكم عمل والدي وسفره الدائم إلى البلدان المختلفة وعمله ومداخلاته في جامعات متعددة وجدت أن التعليم الموازي في الدول الأخرى ساعد على تطوير الجامعات وتزويدها بالمعدات والأدوات الحديثة التي تخدم العلم والطالب بعكس ما يحدث في بلدنا الحبيب، فإنك إذا دخلت إلى مخابرنا العريقة وجدتها ترزح تحت نير التخلف والقدم وكأن ما دفع من قبل طلاب التعليم الموازي ذهب على الملذات كما يقول –علاء الدين الأيوبي – في الشرطة في خدمة الشعب.
8- تذكرت ملاحظة سمعتها من أحد الدكاترة وهي أن الطالب لا يجب أن ينال الدرجة التي يستحقها ولكنه يحصل على أقل مما يستحق بعلامة أو أكثر وذلك وفقا لمزاج الدكتور المدرس للمادة وأظن أن هذا لكي لا يتعود الطالب على البطر والتفاخر بالعلامات ، فلماذا كل هذا الغبن والتحاقر ؟
9- أخيرا أحب أن أذكر أن هذا الهم عام وهو نتاج 6 أعوام من العذاب والذل والإهانة ، كما أنه ليس محصورا فقط في كليتنا ولكنه منتشر في كل الكليات ، كما وأحب أن أشيد بعلم رجل اعتبرته وأصحابي من أفضل دكاترة كليتنا وأتقدم له بجزيل الشكر والتقدير وهو الدكتور : -فواز أسعد- .
10- أرجو ممن يطلع على هذا الموضوع إبداء الرأي والمساهمة في إظهار الحق سعيا نحو جامعة سورية افضل –ودمتم- .
THE GHOST
-----

هذا الموضوع لايمت لي بصلة وإنني إنما أنشره بناء على رغبة صديق عزيز 00