{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الليبراليون الجدد والديمقراطية : الإيمان حيث يتوجب النقد
آمون غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 700
الانضمام: Jan 2004
مشاركة: #1
الليبراليون الجدد والديمقراطية : الإيمان حيث يتوجب النقد
خطفوها
يشتكى الكثير من الأصوليين الإسلاميين ومعهم الكثير من المسلمين العاديين من أن جماعات العنف الإسلامي قد اختطفت الإسلام وأساءت إليه ، واشتكى قوميون عرب أن البعث الصدامى قد اختطف الفكرة العروبية وأساء إليها ، ويشتكى مناضلون فى بلدان عربية محتلة أن حركات المقاومة المسلحة اختطفت قضيتهم وأساءت إليها . ومثل هؤلاء وألئك يحق لليبراليين العرب أن يشتكوا فهناك من اختطف الليبرالية العربية وسطا على تراثها وأساء إليها وما زال يفعل ذلك بفجور لا حدود له ، وأى فجور أكثر من أن يكتب احدهم أن "لا حرج من الاستعانة بالقوات الأجنبية للتخلص من الاستبداد وإقامة الديمقراطية" ؟؟ ، وأقصد هؤلاء القوم الذين يتكاثرون تكاثر الجراد منذ سنوات قليلة وأُطلق عليهم ـ أو أطلقوا على أنفسهم – لقب "الليبراليين الجدد" ، ومؤخراً عين المغترب العربى فى أمريكا شاكر النابلسى كمتحدث عنهم أو زعيم لهم وبدأ زعامته بتدبيج "مانفيستو" فضائحى تشيب لهوله الولدان : نص من عشرين بنداً ليس فيه فقرة واحدة يمكن أن تؤهل كاتبها لاجتياز امتحان اللغة العربية فى الصف الثانى الاعداى (المتوسط) .

المانيفستو
أخذت هذه الكلمة (المانيفستو) معنى اصطلاحيا يربطها بالفكر الثورى منذ أن استخدمها ماركس فى بيانه الشهير تماماً كما ارتبطت عبارة "البيان رقم 1" بالانقلابات العسكرية العربية الشهيرة هى الأخرى ، لكن لا عجب أبدا أن يستخدمها "ليبرالى جديد" ليطلقها على عدة هتافات مستهلكة أعاد صياغتها بطريقة بالغة الرداءة ، ذاك أن "الليبرليين الجدد" يملكون نَفَساً ثورباً لا تخطئه عين يجسده إيمانهم الساذج بأن البلدان العربية يمكن بين عشية وضحاها وفيما يشبه "ضربة معلم" او صدفة سعيد أن تتحول إلى بلدان ديمقراطية ناجزة ، ومرد ذلك أن "الليبراليين الجدد" قد تلقفوا مسميات وعناوين بعض أنبل قضايا الليبرالية : الديمقراطية ، حقوق المرأة والأقليات ، الحريات الفردية ..الخ ، ثم حولوها إلى عقيدة بكل إطلاقية العقائد وإلحاحها على التجسد واقعاً معاشاً وخطوطاً ينتظم فى هديها الاجتماع الانسانى ، وإذاك تحول الليبرليون الجدد إلى مبشرين : يحملون "الخلاص" على الطريقة المسيحية فإن قبله "الضالون" كان بها وإلا فـ "الفتح" على الطريقة الإسلامية ، فتح يتولاه السيد الأبيض نبع الحكمة وحامل شعلة النور . وطالما تحولت دعاوى وطروحات الليبرالية إلى عقيدة فلنتوقع بعد "المانفسيتو" تشكيل خلايا ثورية أو حتى منظمات جهادية ، مثلا : كتائب البطل شاكر النابلسى ، أو سرايا ابو فولتير الكويتى (الاسم الحركى لأحمد البغدادى) .

الديمقراطية
لها سحر يعود جزئياً إلى مميزاتها الذاتية المؤكدة وجزئيا إلى بلاوى الاستبداد ، لكن نخطىء كثيراً إذا سمحنا لسحرها أن يأخذ بعقولنا ويُنسيا بعض الحقائق الأساسية المتعلقة بها :

- الديمقراطية فى نهاية المطاف منتج بشرى أفرزته تجربة بشرية ممتدة وهذه حقيقة أولية تنزع عنها أى قداسة مزعومة ، وهى بصفتها تلك ليست فوق النقد وقبولها ( كلها او بعضها ) كما رفضها ( كلها أو بعضها ) هو ما يحسمه الاجتهاد وإعمال العقل لجهة جدواها بالمقارنة بغيرها من نظم حكم وليس (القبول أو الرفض) فعلاً إيمانياً قوامه التسليم المطلق .

- الربط بين الديمقراطية والتقدم واعتبارها شرطاً له هو ربط متعسف وربما لا يعبر عن أكثر من وهم من الأوهام التى صنفها فرنسيس بيكون تحت مسمى "أصنام العقل" (Idola mentis) ، وواقع الحال أن نظرة ولو خاطفة لتطور النظام الديمقراطى فى مركزه الغربى تدل بوضوح على أن التقدم (فى التصنيع والأفكار والأنساق الاجتماعية ..الخ ) كان شرطاً للديمقراطية وليس العكس ، فليس للديمقراطية أى فضل فى ظهور الحركة الفكرية الهائلة التى تسمى "عصر التنوير" فى أوربا ، ولكن عصر التنوير هو ما مهد الطريق أمام التطور الديمقراطى ، وليست الديمقراطية هى ما أنتجت الثورة الصناعية ، ولكن الثورة الصناعية هى ما خلقت طبقة وسطى جديدة صارت بمثابة العمود الفقرى للنظام الديمقراطى ، وخارج المركز الأوربى هناك تجربة النمو الأسيوى الضخمة التى توالت فصولها فى العقود الأخيرة ، ولم يكن من بين "النمور الأسيوية" نمراً ديمقراطياً واحداً ، فكوريا الجنوبية ـ مثلاً ـ حققت طفرتها الصناعية فى ظل نظام استبدادى ، وسنغافورة حققت معجزتها التنموية فى ظل حكم مستبد يقوده كيوان لى ، وها هى الصين الكنفوشية – الشيوعية تحقق معدل فى التنمية يدور حول 10% وتغزو بضائعها الصناعية أسواق العالم وتطور أبحاث فضائية متقدمة وهى ليست ديمقراطية بأى معنى وهذا ما لم تفعله الهند الديمقراطية . وفى العالم العربى لم تمنع الديمقراطية اللبنانية تقاتلاً أهلياً مريراً غرق فيه هذا البلد لعقد ونصف ، وفى المقابل وفر الاستبداد لسوريا قدراً من الاستقرار والاندماج الوطنى لم تعرفه سوريا فى تاريخها الحديث .

- الديمقراطية كما هو واضح ليست فكرة مجردة (مثل "الإخاء الإنسانى" مثلاً) بل نظام يراد له أن يتجسد فى واقع المجتمعات العربية فى صورة مؤسسات وعلاقات وممارسات وقيم ، وطالما هى كذلك فإنها تفترض فى المجتمع الذى يتبناها قدرا من الاستعداد المسبق فى التعامل مع مؤسساتها وهضم ما تيسر من قيمها والقبول بأحكامها ومعايير ممارستها ، وبهذا المعنى يكون الحديث عن الديمقراطية ناقصاً ما لم يشمل فهماً ما لظروف المجتمع الذى يراد فرضها عليه (وهى مفروضة لأنها ليست جزءاً من تجربتنا التاريخية) ، وبالتالى لا يوجد مطلب ديمقراطى واحد يمكن سحبه على عالم عربى واحد ، فليست الديمقراطية هى هذا العلاج السحرى (إن كانت علاجاً على الإطلاق) القادر على إشفاء جميع المعتلين مهما كان سبب وظروف اعتلال كل منهم . ومن هذا المنظور (منظور التطلب الديمقراطى) لا يوجد عالم عربى واحد ، بل توجد مجتمعات عربية القليل منها بالفعل قادر على الحركة خطوات على الطريق الديمقراطى ، والبعض منها يحتاج أولاً لإصلاح نظمها المستبدة بغرض تهذيب استبداها وتحسينه (سوريا مثلاً) بل ومنها من يحتاج إلى تطوير أنظمته الحاكمة بغرض تصييرها أنظمة مستبدة (السعودية الإقطاعية مثلاً) ، وفى كل الأحوال لا يوجد مجتمع عربى واحد جاهز لتحول ديمقراطي جذرى ومفاجىء على طريقة "هنا والآن" .

ليس معنى كلامى هذا بأى حال أن نرضى بما هو قائم أو أن نتخلى عن مطالبنا المحقة فى الديمقراطية ، لكن معناه فقط أن نكون أكثر حذراً وأكثر اهتماماً بالتفاصيل وأقل إيمانا وخشوعاً ونحن نتحدث عن الديمقراطية وإلا انتهى بنا الأمر إلى نوع الهتافات الفارغة الذى يجيد الليبراليون الجدد الصدح بها ، ويسىء هؤلاء كثيرا لحركة التطور الديمقراطى العربى حين يحولون الديمقراطية إلى مجموعة مسلمات عقدية (dogmas) نازعين عنها طابعها الاجرائى ونسبيتها القيمية وخضوعها لحساب المصلحة والجدوى ، والأسوأ من ذلك استعدادهم لقبول احتلال قوات أجنبية لبلدان عربية بغرض مقرطتها . قاتل الله "الليبراليين الجدد" أنى يؤفكون .


08-21-2004, 07:50 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الليبراليون الجدد والديمقراطية : الإيمان حيث يتوجب النقد - بواسطة آمون - 08-21-2004, 07:50 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الشاطر: النساء عورة يتوجب عدم كشفها.. ومرشحات الإسلاميين يضعون ورود مكان صورهم fahmy_nagib 7 1,794 11-15-2011, 04:00 PM
آخر رد: على نور الله
  راحة الإيمان و نار الإلحاد Sniper + 11 3,252 10-18-2011, 10:34 PM
آخر رد: ATmaCA
  نقاش سياسي عن الاسلامية والعلمانية والديمقراطية... إلخ ... ممتع ومفيد جدا العلماني 37 8,684 06-20-2011, 11:01 AM
آخر رد: observer
  الطريق إلى الإيمان لـ زميلنا "مسلم" إبراهيم 64 18,464 11-16-2010, 07:50 PM
آخر رد: مسلم
  ما هي الحدود بين الشتم و النقد ؟؟ يرجى مشاركة الجميع ... فلسطيني كنعاني 22 5,674 10-28-2010, 04:15 PM
آخر رد: جابر بن حيان

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS