{myadvertisements[zone_1]}
رأي للدكتور محمد شحرور في وصف مريم بـ ((يَا أُخْتَ هَارُونَ )) و خطا المستشرق الألماني
thunder75 غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,703
الانضمام: Feb 2002
مشاركة: #1
رأي للدكتور محمد شحرور في وصف مريم بـ ((يَا أُخْتَ هَارُونَ )) و خطا المستشرق الألماني

... لقد وقع أحد المستشرقين الألمان، في وهم الخلط بين الأخ والأخت بالنسب، والأخ والأخت في الدين والسلوك والقصد، حين قرأ قوله تعالى:

- (يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا) مريم 28.

فأعلن أن القرآن لا يوجد فيه دقة تاريخية. فهارون أخو موسى من أمه، والمسافة الزمنية بينهما وبين مريم تبلغ حوالي ألف عام، وعليه فإن القرآن أخطأ في النسب (ينطلق المستشرق طبعاً من أن القرآن من تأليف محمد). ونقول نحن لهذا المستشرق:

إن اللغات الألمانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية تسمي رجل الدين أباً، وتسمي الراهبة أختاً، فهل يفهم مستشرقنا من هذا أن راعي الكنيسة نكح أمهات الناس، فولدن له الناس وصار أباهم، وهل يفهم من هذا أن الراهبة قد ولدتها أمه فأصبحت أخته؟

لقد أوضحنا في صفحاتنا السابقة أن الوالد شيء، والأب شيء آخر، وأن الأخ والأخت في النسب شيء، وفي العقيدة والسلوك والقصد شيء آخر، فإن اعتقد مستشرقنا أن هذا هو ذاك ، فذلك شأنه.

ولكن، إن كانت مريم في التنزيل الحكيم ليست أخت هارون بالنسب، فأخته بماذا؟ قد يقول قائل: أخت بالانسانية، أو أخته بالإيمان بالله. نقول: فلماذا هارون بالذات؟ لماذا لم يقل يا أخت موسى، وهو الأدق الأقرب إلى معارف الناس؟
إن تحديد هارون بالذات، يدلنا على أن ثمة "توخياً" في هارون، وتماثلاً في السلوك والقصد يجمع بينه وبين مريم .. فما هو؟

إذا عدنا إلى التنزيل الحكيم، ودأب منهجنا دائماً العودة إليه دون غيره، نجده يرصد خبر موسى، بدءاً من الولادة، في قوله تعالى:

- (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ..) القصص 7. ثم يتبعه في نشأته:
- (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً ..) القصص 14.

ثم يروي خبر قتله رجلاً ممن عدوه، وتوجهه إلى مدين هارباً، وزواجه ثم سيره بأهله بعد انقضاء الأجل، ورؤيته للنار، ونزول الرسالة عليه، وتكليم ربه له.

لكننا نجد التنزيل يقدم هارون كأخ لموسى من أمه، بعد نزول الرسالة إلى موسى، أما قبل ذلك فلا ذكر له، كما نفهم من قوله تعالى:

- (ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون ..) يونس 75.
- (وأوحينا إلى موسى وأخيه ..) يونس 87.
- (ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) مريم 53.
- (واجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي) طه 29، 30.
ونجد التنزيل الحكيم يذكر أم موسى، لكنه لا يذكر مطلقاً أباه، أو والده، كما يذكر أن له أختاً، وذلك في قوله تعالى:
- (وقالت لأخته قصية فبصرت به عن جنب ..) القصص 11.

ونمضي مع التنزيل الحكيم، لنجد أن موسى وهارون ولدا في وقت كان فيه آل فرعون يستحيون نساء بني إسرائيل ويقتلون أبناءهم. وهذا سبب خوف أم موسى على وليدها. ونفهم أن سبب عدم خوف أم موسى على ابنتها، نابع من أن التقتيل كان يطال أبناء بني إسرائيل وليس بناتهم. لكننا لا نفهم أبداً سبب عدم خوف أم موسى على ابنها الثاني هارون!!

هنا ننتبه إلى أن التنزيل الحكيم ذكر صراحة أن هارون هو أخو موسى من أمه. وهذا يوضح لنا الأساس عند اليهود في اعتبار النسب للأم وليس للأب.

وحين ننطلق في إثبات من رحم الأم وليس من صلب الوالد، يتساوى لدينا الابن الشرعي والابن غير الشرعي طالما الأم واحدة، ويتساوى لدينا وليد الزواج ووليد الزنا. وكان هذا أمراً وارداً عند بني إسرائيل قبل موسى. فالزنا ونكاح المحارم جرى حظره ومنعه أول مرة في رسالة موسى، وكان متروكاً للأعراف. إضافة إلى أن النسب للأب تقدم في سلم الحضارة، فاليتيم هو فاقد الأب في المجتمع المتحضر، وهو فاقد الأم في المجتمعات البهيمية أو المتخلفة حضارياً.

من هنا نستنتج أن أم موسى تعرضت لاستحياء واحد من آل فرعون، وجاء هارون نتيجة لهذا الاستحياء [COLOR=darkblue](1). أما موسى فهو ابن أمه من واحد من بني إسرائيل.

وهذا يفسر لنا سبب خوفها على موسى وعدم خوفها على هارون. ويفسر لنا خوفها من قومها وهجرها لهم. وقدومها على آل فرعون مطمئنة على وليدها هارون.

هذا ما حصل تماماً مع مريم وابنها عيسى المسيح. يوم جاءت قومها تحمله. فالقوم يعلمون أنها نقية عذراء لم تتزوج، وكان أول ما خطر ببالهم، أنهم تذكروا ظهور أم موسى وهي تحمل هارون. وهذا سبب وصفهم لها بأخت هارون.

قد يقول قائل: لو أن الأمر هكذا، لكان الأجدر بهم توجيه الخطاب والصفة إلى عيسى المسيح، فهو أخو هارون من هذه الزاوية. نقول: وهل كان قوم مريم يعلمون سلفاً أن المسيح يتكلم في المهد، وأنه سيجيبهم عن سؤالهم المستنكر، إلا بعد أن أشارت إليه، وقال إني عبد الله؟

وهذا يفسر لنا قولهم لها (ما كان أبوك امرأ سوء). أي أنهم يعتقدون أن عملية بغاء قد حصلت، ولد نتيجتها عيسى.

وهذا يفسر أيضاً سبب رغبة موسى، في أن يشد الله أزره بأخيه هارون، لما له من مركز عند آل فرعون ودالة عليهم باعتباره منهم. كما يفسر لنا سبب استهداف فرعون لموسى وحده باللوم دون هارون، علماً أننا نتصور أن المتكلم الداعي في مجالس فرعون هو هارون وليس موسى، لقوله تعالى: (وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي رداءاً يصدقني إني أخاف أن يكذبون) طه 36.




[COLOR=darkblue](1) الاستحياء كما نفهمه هو الاغتصاب وليس الزنا. فالاستحياء اغتصاب جنسي يتم دون رغبة أو طلب من الطرف الأنثوي.


المصدر

http://www.shahrour.org/bookListPages.php?...url=drasat3.jpg
11-13-2004, 12:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
رأي للدكتور محمد شحرور في وصف مريم بـ ((يَا أُخْتَ هَارُونَ )) و خطا المستشرق الألماني - بواسطة thunder75 - 11-13-2004, 12:14 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  عمر مريم رضي الله عنها عندما أنجبت المسيح عليه السلام muslimah 108 25,588 05-19-2014, 11:54 PM
آخر رد: الوطن العربي
  اللهم صللللللل على محمد وآلللللللل محمد الوطن العربي 18 2,272 03-29-2013, 01:03 PM
آخر رد: vodka
  مريم نورعن دون قصد تلمح أن مصير سوريا متعلق ب11 مؤمن مصلح 3 1,230 03-09-2012, 08:11 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  إشكال عقائدي لا حل له سوى الإعتراف الصريح بموت عيسى بن مريم عليه السلام. جمال الحر 36 12,200 11-10-2011, 06:44 PM
آخر رد: جمال الحر
  الشيخ محمد الزغبي يرى النبي محمد للمرة 47 ويرى إبراهيم وموسى وعيسى مؤمن مصلح 10 5,787 02-17-2011, 07:34 PM
آخر رد: K a M a L

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS