سيزيف
عضو فعّال
  
المشاركات: 231
الانضمام: Sep 2003
|
أكذوبة السلاح الفلسطيني في لبنان.. .لجانب حضرة الزميل كامل .
يزعم عجائز فلسطين في الشتات من الذين ولدوا في فلسطين ان حجم حبة البرتقال في فلسطين يوازي كبر بطيخة متوسطة الحجم . و هذا الوهم الحلم , متغلغل في ادمغتهم حد الإستفحال و يتناقلونه من جيلٍ لجيل . و معلوم ان هذا الامر ممكن في ظل التطور المذهل في الهندسة الجينية , الامر الذي كان غير متوفراً في زمنهم , و رغم الكلفة الباهظة لأبحاث معالجة البرتقال ليصبح بحجم البطيخ , إلا انه يبقى اسهل و اقل كلفة من نزع البرتقالة العملاقة من ادمغة الفلسطينيين . فكان ان انفجر صراع مسلح بين الفلسطينيين و الاسرائيليين في اماكن تواجدهم في دول الطوق فجر معه منطقة الشرق الأوسط برمتها في حروبٍ لم تبقِ و لم تذر , خاض الفلسطينيين خلالها الكثير من المعارك مع الدولة الإسرائيلية , و اكثر منها مع الحلفاء و الاصدقاء والاقرباء . و انتهت الامور بعد انقراض الاتحاد السوفياتي و نشوء النظام احادي القطب و انقلاب المعادلة كلّاً لصالح اسرائيل إلى ما يشبه الهزيمة المرحلية للفلسطنيين فاستجابوا للضغوط الدولية التي اجبرتهم على تسوية سلمية ووقعوا على اتفاقية اوسلو المجحفة صاغرين صابرين ريثما تهب ريحهم مرة ثانية . و شاء القدر ا ن تكون آخر حروبهم مع الجيش اللبناني في العام 1991 و ليس مع اسرائيل لتطوي مرحلة و تفتح الباب لمرحلة جديدة , و لقد انكفأت المنظمات الفلسطينية إُثر هذه الحرب الى داخل مخيماتها وأسلمت اسلحتها الثقيلة الى الدولة اللبنانية و انخفض تأثيرها في الساحة السياسية اللبنانية إلى الصفر , أو ما تحته إذ اصبحوا الشماعة التي ارادت الطوائف اللبنانية ان تعلق عليها حروبها الداخلية الصغيرة فيريح امراؤها ضمائرهم و يتنصلوا من اخطائهم و يفتتحوا بدورهم مرحلة جديدة بعد اتفاق الطائف . فلماذا بقي السلاح الخفيف أذن بيد الفلسطينيين في لبنان رغم ضعفهم و عدم قدرتهم حتى على حماية هذا السلاح , إن من الناحية العسكرية او من ناحية تأمين الغطاء السياسي له ؟
إن بقايا السلاح ا لفلسطيني في لبنان , هي لبنانية سورية بالتبني ,منذ اضحى هذا السلاح يتيما بعد ان تضاءلت الحاجة اليه فلسطينياً بعد اتفاق الطائف و دفع المنظمات الفلسطينية الى داخل مخيماتها , ثم انتفت هذه الضرورة كليّا بعد اتفاق اوسلو و اصبح عبئاً على الفلسطينين عامةً و قيادتهم السياسية خاصة . بل و يعلم الجميع أن هذا السلاح المزعوم لا يتضمن اصلا سوى بنادق آلية لا تساوي اكثر من صفر في الحسابات العسكرية , فكيف يستمر في الوجود اذن ؟ آلعجزٍ في وزارة الدفاع اللبنانية و من خلفها وزارة الدفاع السورية و هما اللتان اسقطتا العماد عون بجيشه العرمرم و جردت ميليشيات لبنانية من سلاحها رغم الامتداد الجغرافي و الاجتماعي الكبير لهذه المليشيات بين شرائح و طوائف الشعب اللبناني . طبعا لا . فما الذي يمده بالحياة اذن ؟
الاجابة ببساطة ان هذا السلاح قد تم تبنيه سرا من قبل واضعي السياسة اللبنانية و السورية ليتم استخدامه من قبل الطرفين لاسبابٍ داخليه و خارجية , يأتي في مقدمتها استخدامه كورقة في الصراع السوري الاسرائيلي تماما مثلما هي مسألة سلاح حزب الله ( و تذكر ان الدولة اللبنانية ترفض نشر الجيش اللبناني في مناطق الجنوب ) اما الدولة اللبنانية فحاجتها الى هذه السلاح هي لامرين هامّين , اولهما تهديد الطوائف اللبنانية المتمردة على هذ الدولة و من خلفها الباب العالي به , و ثانيهما التملص من مسؤولياتها الانسانية و الاقتصادية و الاجتماعية نحو اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تحت يافطة ان هذه التجمعات الفلسطينيية تشكل بؤر خارجة عن القانون و خارجة عن سلطة الدولة , و ربما يفيد بهذا المجال تذكيرك بالقوانين العنصرية اللبنانية الموضوعة حصراً للعنصر الفلسطينيي و المخالفة لكل الشرائع الدولية و الانسانية , و التي تجعل من لبنان الدولة العنصرية الوحيدة المتبقية في هذا العالم الصغير . فأين مثلا يمنع مقيم في دولة ما من العمل فيها سوى في لبنان ؟ و اين سوى في لبنان يتم التعامل مع بشر يعيشون فيه منذ اكثر من خمسين عاما بصفتهم غرباء دخلاء ؟ و اين سوى في ارض لبنان يمنع انسان من نقل ملكية منزله الى وريثه ؟
في معرض رده على سؤال عن السلاح الفلسطيني في لبنان أبان زيارته الاخيرة , اجاب ابو مازن بالحرف الواحد : ما حاجتنا إلى هذا السلاح و نحن ندعوا الى وقف عسكرة الانتفاضة في الداخل . و اقول انا لو قيّض للفلسطينيين في لبنان التنازل عن اسلحتهم , ستجد مظاهرة مليون اخرى ( ينظمها القطاع العام ) ترفع شعار مليون لا لتسليم فلسطينيي لبنان اسلحتهم !
|
|
01-03-2005, 12:54 AM |
|