قط في مدرسة البنات
أنا قط من سلالة القطط العربية المهجنة ، و لدت بالقرب من مدرسة للصغار و هناك تلقيت أنا و أمي أسوء معامله .... الرجل العجوز المكلف بحراسة الدرسة رمى أمي بحجركبير فماتت ، العجوز قتل أمي لأنها طلبت الطعام من أجل أن تصنع لي الحليب الذي أحبه و أنام بعد أن أشرب منه قطرات قليلة فلم تكن أمي تجد طعاما كافيا لتدر بالحليب من اجلي . بعد موت امي بقيت وحيدا أمام المدرسة أتعرض للضرب حينا وللركل أحيانا أخرى ولم اسلم من الأطفال الذين كانو يعبثون بي اذ يشدوا ذيلي بقوة شديدة . مرت أيام طويلة لا انعم فيها بالراحة الى مع احد العاملات في المدرسة .... إذ كانت تقدم لي الحليب كل يوم وتضعني في حجرحها لتلاعبني وقت استراحتها ، وشاء القدر أن أترك تلك العاملة لتاخذني يد اخرى الى حيث لا ادري ... مشيئة الله أخذتني هذه المرة الى مدرسة للبنات في المرحلة الثانوية ، ادخلت الى احد الفصول وهناك حدثت ضجة كبيرة و كأن القيامة قد قامت الآن لكن ذلك لم يدم طويلا أذا جاء صوت من آخر الفصل :

- لم الصراخ ؟إنه مجرد قط صغيير !!

توقفت الأصوات الصاخبة و جاء صوت آخر ليقول :

- أنت تحبين القطط لذلك لا تخافين منها .

- وهل تخافون أنتن القطط ام أنكن ترين انها مخلوقات قذرة يجب التخلص منها

- نحن لم نقل ذلك الآن و إن تكن هي الحقيقة .

- اسمعن جيدا . قد تعتقدن ان هذ القط وسخ ... وهو بالفعل كذلك ..... أعطني إياه قليلا لألمسه ( قالت ذلك وهي تقترب مني ) يااااه انه قط في غاية الروعة والظرافة .... أريد أن آخذه معي للبيت لأرعاه إن كنت لا تمانعين .

- لا أمانع ... فقد أردت أن ألعب به فقط .

- إذا فهو من الآن صديق لي و قد أسميته ظريف... إنه بحاجة للرعاية و الاهتمام ... مازال الوقت مبكرا لبدء الحصة الرابعة ، سأذهب و أحضر له ماء .... اهتمي به لحين عودتني خذي اسيقيه هذا اللبن فانا لست بحاجة اليه ... ظريف أشد عطشا مني .

تناولتني يد أخرى و قدمت لي اللبن وسمعت صوتا يقول : ألنها رئيسة الفصل يجب أن نضيعها في كل شيء ... و أنت ياوش النحس اشربه كله و إلا ....

- و إلا فإن رئيسة الفصل ( سندريلا ) لن تقوم بطلب رحلة لنا هذا العام ... وهي إن قالت تفعل

وبدأ السب و الشتيمة و الشائعات و الفتن و أنا أسمع كل شيء و لا أحرك ساكنا ، تمنيت بعد ذلك لو أني خرمشت أجسادهن .

لكن صديقتي جاءت و قالت بصوتها الدافيء الذي تغلغل الى مسامعي :

أووه .... تعبت كثيرا حتى وجدت صندوقا مناسبا يليق بمقام رفيق رئيسة الفصل سندريلا المغرورة .

أعتادت صاحبتي أن تخبر من كان يغتابها أنها قد سمعت طرفا من أطراف الحديث بأسلوب غير مباشر ويدعو للفرح والسرور والغبطة .... كانت صديقتي متسامحة دوما وهذا ما جعل مديرة الفصل أن توكل لها مسؤوليه رئاسة الفصل
ولا أخفيكم انني أخرمش يد صديقتي دوما ولا تغضب مني بل تعانقني وتقول : جميل أن نشعر بالألم من قبل الاصدقاء ... وكانت أول مرة خرمشت فيها يدها الناعمة هي عندما ارغمتني على الاستحمام


تحيه حمراء