في هذه الأوقات التي تطالعون بها هذا المقال ، ستكون حشود لبنانية مجتمعة في وسط بيروت تحاول إسقاط الحكومة اللبنانية " الموالية لسورية " وتهتف لخروج القوات السورية من لبنان على خلفية اتهامات لنا باغتيال الحريري ، ويكون وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم مجتمع مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.. ‏

‏

‏

‏

ليطلعهم ( حسب زعمه ) على ما وصفه بأدلة وفرتها الاستخبارات العسكرية على التورط السوري في التفجير الذي حصل قبل يومين في تل أبيب. ‏

‏

ويتصدر اخبار " رويترز " اليوم خبران احدهما يتكلم عن اسقاط تمثال لرئيسنا الراحل حافظ الاسد ، في الجنوب اللبناني ( المحرر ) ، والخبر الأخر يتضمن تهديدات مزعومة بالقتل وجهتها المخابرات السورية للعاملين في قناة العربية ، المخابرات التي اتهمت قبل يوم واحد على انها تدرب الإرهابيين الذين يذهبون الى العراق على " الذبح " في معسكرات في الاراضي السورية ، وفي نفس الوقت يخرج علينا خبر اذيع في كثير من وسائل الاعلام عن حديث غير منشور للرئيس الراحل رفيق الحريري لصحافية ايرلندية ، يحدثها الراحل الحريري فيه عن رئيسنا وكأنه بالفعل رئيس لدولة محتلة ، وينقل لها ( للصحافية ) ألمه بشأن اهانة ( شتيمة ) وجهها له المسؤول الامني السوري في لبنان .. ‏

‏

وبعد يوم واحد من اعترافات متلفزة مزعومة لمجموعة من الافراد ادعوا بانهم تلقوا الدعم والتدريب في سورية ، للقيام بأعمال إرهابية في العراق ، تتسابق وسائل الإعلام لنقل خبر يفيد بان سورية سلمت احد المطلوبين على اللائحة الأميركية إلى السلطات العراقية ، وهو فعل يحاول إلصاق تهمة اخرى بنا أكثر ما يراد منه ان يظهر تعاوننا مع الولايات المتحدة ، كما يحاول ان يصور البعض .. ‏

‏

قرار من مجلس الامن بالانسحاب تحت تهديد بفرض عقوبات دولية ، وعقوبات اميركية مفروضة ، موقف متعنت فرنسي ، وشراكة سورية اوربية متوقفة الى ما بعد الانسحاب السوري من لبنان ، وحتى استئناف مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية اشترطت خروجنا من لبنان ( تطبيق القرار 1559 ) .. ‏

‏

وتقرير آخر يعد في اطار التحقيق في حادث اغتيال الرئيس الحريري ، وتقرير يعد بشكل متزامن حول التواجد السوري في لبنان وتطبيق القرار 1559 ، والامين العام للأمم المتحدة ينتظر النتائج ليرفع بدوره التقرير الى مجلس الامن ؟؟!! ‏

‏

‏

‏

هذا هو الواقع الذي يجب ان نتعامل معه ، وليس من الأهمية في شيء ان نثبت او ننفي الاتهامات عنا ، وانما يجب قراءة ما وارئها ، وما ورائها اصبح واضحا ، انه بداية الهجوم على سورية ... ‏

‏

‏

‏

ربما كان لدينا الكثير الذي اختلفنا عليه في الماضي ، ومن الممكن ان نختلف على الكثير الآت في المستقبل ، ومن حقنا ان نختلف ، ومن حقنا ان نحمل آلام الماضي أمالاً للمستقبل ، ومن حق كل واحد فينا ان يحمل حلمه الصغير أمل يسعى لتحقيقه.. ‏

‏

ولكن الحب الكبير يبقى سورية ، والحلم الذي يجمعنا يبقى سورية ، ومستقبل أولادنا هو سورية .. التي يجب ان تُعلى فوق رؤوسنا جميعا .. ، تعالوا نحب سورية .. نصلي من أجلها .. ندافع عنها .. فهي اليوم بحاجة الى كل أبنائها.. بحاجة لكي نكون أبناءها ، أبناؤها وفقط .. حينها لن يستطيع أن يهزمنا أحد. ‏

‏

‏
الاثنين 28/2/2005 : لنصلي لسورية وندافع عنها .. بقلم : نضال معلوف

سيريا نيوز‏