{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مسرحية : وهابي وصاروخ صيني د. أنور عبد الله
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
مسرحية : وهابي وصاروخ صيني د. أنور عبد الله


شخصيات المسرحية
1_ المطوع جريبيع: المرشد الديني وإمام مسجد المعسكر.

2_ الملازم الأول سعيد: ضابط مسؤول عن الوحدة العسكرية.

3_ العريف محمد.

4_ الجندي جعيثن.

5_ الجندي سمير الحربي.

6_ الجندي مطلق المطيري.

7_ الجندي الزهراني.

8_ المطوع أبو سيف (رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

9_ المطوع أبو فوزان: مطوع أهل بريده.

10_ المطوع أبو سلوم: مطوع أهل الحوطة.

11_ أم صالح: زوجة المطوع "جريبيع".

12_ المقدم مفلح: قائد المعسكر.

13_ سالم "مؤذن المعسكر".

الزمان : أثناء اشتداد الحرب العراقية _ الإيرانية، ما بين نهاية عام 1987 وأوائل 1988 م.

المكان: في قاعدة عسكرية بأطراف صحراء منطقة "نجد".



المشهد الأول
ترفع الستارة عن مهجع جنود في قاعدة عسكرية حديثة في الصحراء، تحيطها سلسلة من التلال الرملية، على جهة اليمين في أقصي الزاوية ، ظهر بناء مسجد صغير، ترتفع مأذنته الشرقية عالية. للمسجد بابان، أحدهما يطل على المسرح والآخر في الخلف . أما الجهة اليسرى، فقد انتشرت فيها بعض المباني العسكرية الحديثة ، وتظهر الزاوية على يسار المسرح خالية لم تستغل بعد .. هناك في الوسط باب يؤدي إلى ساحة القاعدة العسكرية. وفي وسط المسرح يوجد عدة كراسي ومقاعد شرقية .. إلخ.

الجدران عارية من أية ألواح أو زينة ، ما عدا لوحة منظر طبيعي. يدخل جندي لاهثاً، يتبعه جندي ثان وثالث ثم العريف ، يرتمي كل واحد منهم على كرسي ، لحظات من الصمت.






الجندي الأول : (جعيثن) هذه ليست تمارين، هذه بهدلة يا جماعة.

الجندي الثاني : ( الزهراني) ربما بسبب الحرب بين العراق وإيران، فكلما اشتدت الحرب، كلما اشتد ضابطنا الجديد بتمارينه العسكرية الشاقة.

الجندي الثالث : (سمير الحربي) تتوقع يا عريف، بأن كل الوحدات العسكرية تتلقى نفس التمارين والتدريبات العسكرية الجديدة؟

ينهض العريف وهو يتطلع إلى وجوه الجنود، يخطو خطوات قصيرة ذهاباً وإياباً.

العريف : (محمد) هذه التمارين التي لم تتعودوا عليها من قبل ، ولا أنا بالرغم من قدمي في الجيش، لا تعود فقط لاشتداد الحرب بين العراق وإيران، بل بسبب مجيء هؤلاء الضباط الشباب، مثل ضابط وحدتنا الملازم أول سعيد _ يرفع صوته مفتخراً _ درسوا العلوم العسكرية، أخذوها دراسة وليست فراسة .[تعبير في الجيش السعودي يفرق بين من يأخذ رتبة عسكرية بدراسة أو من يأخذها بحكم الأقدمية ومركزه داخل القبيلة].

جعيثن : (مقاطعاً) وضابطنا القدامي "أبو محمد أبو إبراهيم ..، ألم يدرسوا ؟ أين هم الآن؟

العريف : (وهو يتطلع إلى الجهة اليسرى) متقاعدون عند أهلهم، كانوا ضباطا من "الغطغط" أو الأرطاوية. [الأرطوية اسم مكان في الصحراء ، استقرت فيه قسم من قبيلة "مطير" عام 1911، بعد أن دخلت في الدعوة الوهابية. والغطغط اسم مكان في الصحراء أيضاً استقرت فيه قبيلة عتيبة. ومن وسط هاتين الهجرتين تكون "جيش الإخوان _البدوي الشهير الذي لعب دوراً أساسياً في حروب توحيد البلد من 1911 إلى 1926].

جعيثن :ما معني ضابط غطغط يا عريف؟

العريف : يعني لم يتخرج من كلية عسكرية، ولم يدرس العلوم العسكرية الحديثة، بل إنهم خريجوا "الهجر _ البدوية".

جعيثن : مطوع معسكرنا "جرابيع" يقول، أن كل العلوم موجودة في جامعة الإمام محمد بن سعود، فلماذا لم يدرسوا الضباط في هذه الجامعة المباركة، أحسن لهم؟

العريف : يا جعيثن، جامعة الإمام محمد بن سعود، جامعة دينية وليست عسكرية.

جعيثن : على أية حال، كنت مرتاحاً مع ضباطنا السابقين، كانوا متساهلين، يغضون النظر عن أشياء كثيرة، يعطون الأجازات بسهولة. عكس مسؤول وحدتنا الجديد، متشدد وصارم ويعاقب على ..

العريف : (مقاطعاً وهو يضحك) طبعاً،طبعاً تفضل الضباط التقليديين، لأنك جندي كسول ، تنفر من الانضباط العسكري ومن التدريبات الميدانية، ولهذا "تكرشت" من أكل اللحم والرز "البسمتي"_ يضحك بعض الجنود _ ليس أمامك يا جعيثن إلا التمارين الجديدة لتنقذ نفسك من الكسل والترهل.





يتقدم "جعيثن" ويقف أمام اللوحة المعلقة على جهة اليسار، جعيثن يهز رأسه ويتمتم بكلام غير مسموع.

العريف : عجبك المنظر يا جعيثن؟

جعيثن : (وهو يتأمل اللوحة) سيعجب المطوع جريبيع أكثر !

العريف : المطوع جريبيع، سيعترض المطوع جريبيع على هذه اللوحة أيضاً؟!

جعيثن : بالطبع، سيقلب الدنيا على رأسنا، وسيتهمنا اتهامات كثيرة _ جعيثن يرفع صوته مقلداً صوت المطوع _ ها انتم جلبتم تماثيل وثنية قرب المسجد.

العريف : ياجماعة، هذه لوحة وليست تماثيل: اللات أو العزى أو هبل.

سمير : من الأفضل يا جماعة، خلع هذه اللوحة بسرعة إتقاء شر "الفتنة" !

العريف : (مندهشاً) أي فتنة هذه يا سمير ، منظر طبيعي يثير في النفس البهجة والانشراح، تسمونه فتنة؟!!

الزهراني : مطوعنا يقول ، كل فن حرام أو مكروه _ يعد بأصابعه _ فن النحت، الرسم، الموسيقي، السينما _ يلتفت نحو العريف _ لا تورطنا الله يخليك.

جعيثن : أنا من رأي سمير يا عريف، يجب التخلص من هذه اللوحة، قبل مجيء المطوع، وقبل أن يتهمنا بالعودة إلى "الجاهلية الأولى" _ يضحك سمير والزهراني _.

العريف : (متخاذلاً) أعوذ بالله، كل تهمة تهون إلا تهمة العودة إلى "الجاهلية الأولى" _ يتطلع نحو جعيثن _ لست مسؤولاً عنها، الملازم سعيد هو الذي جلبها.

سمير : لا يهم من جلبها ، المهم التخلص منها بسرعة.

العريف : (يتفرس وجوه الجنود) أليس من الأفضل، التريث قليلاً لأخذ رأي الملازم سعيد؟

جعيثن : هذه مسائل متعلقة بأمور دينية وأخلاقية ، لا دخل للضابط بها، هي من شؤون مطوعنا، وما الفائدة من سؤاله ، بعد أن يراها المطوع؟

(يسمعون خطوات قادمة لحظات صمت).

الزهراني : ربما يكون المطوع _ يتقدم جعيثن نحو المنظر، يحاول خلعه. العريف يتطلع إليه بصمت، يدخل الملازم سعيد يؤدي الجنود التحية، يرتبك جعيثن ويترك اللوحة.

الملازم سعيد : اسمع يا عريف، عليك تنظيف هذا المكان _ يؤشر بيده نحو اليسار، يتقدم الملازم _ ثم تحفر هنا _ يضرب الضابط برجله _ حفرة كبيرة وعميقة 3 x 8 م، ستكون "مربضاً" أو مخبأ لسلاح خطير، وعليك من الآن أن تمنع أي إنسان من الاقتراب من هذه المنطقة .

العريف (متسائلاً) هل يشمل هذا، المطوع "جريبيع"؟

الملازم سعيد : عندما أقول يمنع أي كائن، يعني الكلام، المطوع وغير المطوع.

(يدخل المطوع _ بزي وهابي _ يسمع كلام الضابط).

المطوع جريبيع : ماذا قلت عني يا ملازم سعيد؟



الملازم : لا شيء _ المطوع يحاول الذهاب إلى جهة اليسار. الملازم مواصلاً : ُيمنع من الآن يا مطوع الدخول إلى هذه المنطقة. يؤشر الملازم بأصبعه نحو جهة اليسار من المسرح .

المطوع : (يلتفت بدهشة) تمنعني من دخول هذه البقعة الناشفة، أمرك عجيب أيها الملازم.

الضابط : ( وهو متجهاً إلى الخروج) لقد نبهتك أيها المطوع ! يختفي الملازم.

المطوع : ( ينظر إلى العريف) ماذا أصاب ضابطكم اليوم؟

العريف : هل شاهدت شيئاً غريباً في سلوكه؟

المطوع : (بحدة) ألم تسمع ما قال لي ؟ إنه يمنعني من الدخول إلى تلك البقعة الجرداء. هل اكتشفتم فيها بترول؟

العريف : (يضحك) لا، لا يا مطوع، لم نكتشف شيئاً _ يتقدم العريف نحو المطوع يضع يده على كتفه _ مع احترامي العميق لك ولمهماتك الدينية إنه يجب ..

المطوع : (مقاطعاً) لا تنس المهمات الأخلاقية

العريف: عفواً المهمات الدينية والأخلاقية، أحب أن أخبرك يا مطوع لا يحق لك بعد اليوم الدخول إلى تلك البقعة _ يؤشر العريف بأصبعه إلى أقصى اليسار من المسرح.

المطوع : ما هدف هذا الإصرار منك ومن ضابطك؟

العريف : (يتقدم نحو الجمهور) بصراحة يا مطوع الخير، سوف نجلب سلاح خطير، خطير وسنضعه هنا.

المطوع : (باندهاش) بس، كل هذا التصرف الخشن، من أجل جلب سلاح خطير _ المطوع يقلد العريف _ فأنا أعرف جميع الأسلحة من (البندق إلى الدبابة).

العريف : أعرف ذلك، ولكني أنفذ الأوامر.

المطوع : (بحدة) الأمر لله وحده يا عريف، استغفر ربك، إن من أغضب مرشده الديني، أغلق الله أمامه أبواب الجنة.

العريف : (مبتسماً) ها الله، ها الله يا مطوع، لا تفعلها ، أنا في ذمتك !! يتقدم المطوع نحو جهة اليسار ، مستطلعاً يلتفت يميناً وشمالاً يشاهد المنظر المعلق على جهة اليسار _ تأخذه الدهشة لحظات _.

المطوع : (بانفعال) ها الله، ها الله، هذا أنت يا عريف، أخرتها تماثيل ومناظر تثير روائح الشرك أمام المسجد، وتكذب علي أيضاً "سلاح خطير، خطير سيجلب هنا!".

العريف : (مرتبكاً) دعني أفهمك يا مطوع.

المطوع : (بانفعال) اترك عنك هذا الرياء يا عريف؟

العريف : هذا منظر طبيعي، لا فيه روح ولا صورة إنسان أو حيوان . إنه منظر يثير البهجة و..





المطوع : (مقاطعاً) دع عنك زخرف الكلام، لا يثير في النفس البهجة والانشراح غير ذكر أسماء الله الحسنى.

العريف : إنه لا يتعارض والنواهي الدينية.

المطوع (بحدة) ماذا تقول يا عريف، هل جننت؟ هذا المنظر يتنافى والإرشادات الدينية، ويلهي قلوب الجنود عن ذكر الله المعبود. هيا يا عريف اخلع هذه الصورة الكريهة كفانا الله شرها.

العريف : كيف أخلعها والقيادة العسكرية هي التي وضعتها.

المطوع : لا تكذب علىّ يا عريف، فأنا منذ عشرين عاماً هنا ولم أر منظراً مثل هذا. هذه الصورة جلبها ضابطكم سعيد، أليس كذلك؟

العريف : صحيح إنه الملازم سعيد.

المطوع : إذاً فضابطكم هذا من أهل الخبر ضعيف الإيمان _ يضحك بعض الجنود _.

العريف : إذا سألني الضابط من خلع الصورة سأقول له "المطوع".

المطوع : قل له كما تحب، المهم لا أود أن أري مثل هذه في المعسكر. يلتفت المطوع نحو جعيثن.

المطوع : (مواصلاً) آمل با جعيثن ألا توجد مثل هذه البدع في بيتك .

جعيثن : لا إن شاء الله، البيت الذي فيه صورة لا تدخله الملائكة.

المطوع : عفاك الله وكثر من أمثالك. ألا تعلمون ماذا قال رسول الله أثناء فتح مكة؟

سمير : ماذا قال يا مطوع؟

المطوع : قال رسول الله : يا علي لا تدع صورة إلا طمستها.

جعيثن : يا مطوع الخير، لقد مضي وقت وأنت تجادل العريف في هذه المسألة، ونحن جالسون هنا على احر من الجمر ننتظر حديثك لهذه الليلة._ تظهر علامات الرضي والارتياح على وجه المطوع.

المطوع : لقد صدقت يا جندي الإسلام، لنترك الجدل الذي نهي عنه الشرع ولنناقش أمور دنيانا.

جعيثن : عن أي موضوع سوف تحدثنا اليوم؟

المطوع : حديثنا اليوم يا جنود الإسلام، حديث هام جداً، إنه موضوع الساعة . فقد شغل غالبية مسلمي هذا البلد الأمين، وكثر حوله الكلام والحديث والجدل في الصحف والمجلات وفي الراديو والتلفاز وهو : إجازة أو تحريم أكل اللحوم المجمدة القادمة من الخارج.

جعيثن : أشهد إنه حديث الساعة يا مطوع، كل مرة أدخل فيها هذه المحلات التجارية التي يسمونها "برساكت"

_ يضحك _

العريف : سوبر ماركت يا جعيثن، خمسين مرة قلتها لك، سوبر ماركت وليست برساكت.



جعيثن : كل مرة أدخل "سوبر ماركت" قلبي يضرب ويدي ترتعش، أخاف أن أقع في لحم الخنزير، أو لحم غنم غير مذبوح على الطريقة الإسلامية. ولا أخفي عليك يا مطوع أنني اشتريت منذ أكثر من ستة أشهر لحم غنم من غير بلد إسلامي. وقد أكلته أنا وزوجتي وأولادي، هل سيغفر لي الله يا مطوع؟

المطوع : شيء مخيف أن يأكل المسلم لحوماً أو مأكولات من بلد غير إسلامية. ولكن مادمت تجهل هذا ، فإن الله يأخذ بالنوايا . فلا ذنب عليك في هذه الحالة.

جعيثن : الحمد لله، لقد طمأنتني يا مطوع .

المطوع : لهذا أن خصصت حديث الليلة عن اللحوم المستوردة من الخارج. فإذا كان اللحم المستورد من بلاد كتابية، فلا خشية ولا خوف من لك، لأن الله حلل لنا ذبائح أهل الكتاب. أما إذا كان اللحم قادماً من بلدان وثنية وشيوعية، فهو حرام قطعاً.

الزهراني : ما هي البلدان الوثنية؟

المطوع : بلدان مثل الهند ، التايلند، الفلبين.

جعيثن : ولكن يا مطوع ، هناك عشرات الألوف من العمال التايلنديين والفلبينين في بلدنا ولحوم بلدانهم منشرة.

المطوع : نعم متواجدين في بلدنا كـ"عمال" وليسوا قصابين أو بياعين ولسنا مضطرين لأكل اللحوم التي يأكلونها .

العريف : وإذا كانت اللحوم المستوردة من أمريكا وأوربا، فهل يحق لنا شراءها وأكلها أم لا ؟

المطوع : يحق لكم شراؤها وأكلها دون حرج، لأنهم من أهل الكتاب ما عدا لحم الخنزير.

العريف : ولكن الأمريكيين أعداؤنا في السياسة.

المطوع : أعداؤنا في السياسة شيء ، وأكل ذبائحهم شيء آخر. فقد حلل لنا النبي محمد ، ذبائح أهل الكتاب.

سمير : هل يجوز للمسلم استخدام سيارة مصنوعة من إحدى البلدان الشيوعية؟

المطوع : كل شيء قادم من البلدان الشيوعية، يجب تجنبه وعدم وضعه في بيت من يؤمن بالله واليوم الآخر، لأنه سيفسد البيت ويثير الفتن بين الزوج والزوجة، ويجلب كل أنواع الشر، فلا تدخله الملائكة، وتكثر في أركانه الشياطين والمردة. خاصة إذا كانت الحاجات مصنوعة في "الصين" بلد آجوج والماجوج . فكيف يحق لمسلم غيور على إسلامه أن يركب سيارة من صنع الكفار_ والعياذ بالله.

جعيثن ينهض ويسحب مسدسه من حزامه ، ثم يرميه على الأرض.

العريف : (بحدة ) ماذا تفعل يا جعيثن؟ إنضبط واحمل سلاحك.

جعيثن : لا ألتقط سلاحي حتى يعطي المطوع "جريبيع" فتوى دينية.





المطوع : على رسلك يا عريف ، لا تغضب قد يكون معه حق. لماذا ألقيت سلاحك هكذا يا جعيثن؟

جعيثن : هذا السلاح من صنع بلد شيوعي يا مطوع، وأخاف أن يصيبني مكروه منه.

المطوع : (باندهاش) أعوذ بالله، كيف وصل هذا السلاح اللعين ؟ الذي أعرفه ، أن السلاح في قواتنا المسلحة، من إنتاج بلدان أهل الكتاب "أمريكا، بريطانيا، فرنسا".

العريف : ( متدخلاً) كيف عرفت أن هذا السلاح من صنع بلد شيوعي؟

جعيثن : ( يتقدم ويلتقط سلاحه ويخاطب العريف) انظر ما مكتوب هنا.

العريف : هذه كلمة "إنجليزية" وأنت لا تعرف اللغة الإنجليزية يا جعيثن.

جعيثن : صحيح أن لا أعرف ، ولكن جارنا الطالب عبد الله بن فوزان، قرأها لي.

العريف : ولكن عبد الله، طالب في مدرسة تحفيظ القرآن، ولا يعرف اللغة الإنجليزية .

المطوع : مادام عبد الله، طالبا في مدارس تحفيظ القرآن، فهو صادق ولا يجب تكذيبه.

العريف : طيب ماذا قال لك عبد الله يا جعيثن؟

جعيثن : قال هذه الكلمة "جيرمن" أحد بلدان المعسكر الشيوعي . (يتقدم العريف، ويمسك بالمسدس ويقرأ الكلمة ).

العريف : جيرمن ، تعني ألمانيا، وعلاقتنا معها قديمة وطيبة، تمدنا بالمكائن والمضخات ، وخاصة سيارات المرسيدس ، الأمراء والعلماء، يفضلونها دائماً، فهل يستخدمون سيارة شيوعية ؟!

المطوع : لا تتدخل في الشؤون الشخصية يا عريف، فما دمت متأكداً بأن "جيرمن" هي ألمانيا، وهي من أهل الكتاب لا داعي إذاً إتهامها بالشيوعية. وعليك أنت يا جعيثن أن تأخذ سلاحك وتحتفظ به ، بعد أن زالت الشبهة. هل هناك سؤال آخر؟

العريف : عندي سؤال.

المطوع : هات سؤالك يا عريف.

العريف : هل يحق لنا التحدث مع أهل القطيف ومخالطتهم؟

المطوع : من الأفضل للمسلم، عدم الاحتكاك بهم أو التحدث إليهم كثيراً، لأن القوم من بقايا قرامطة وروافض عصاة. لقد حاول علماؤنا الأجلاء منذ زمن طويل، إرجاعهم إلى الإسلام. ولم يفلحوا بعد . لذا نهي علماؤنا - حفظهم الله - عن مخالطتهم أو الزواج منهم. وإذا اضطررتم للكلام معهم، فاجعلوا كلامكم مختصراً ووجوهكم جادة عابسة، كي لا يتخيلونكم مهادنين في دينكم الحنيف ( يلتقط أنفاسه ثم يواصل): الله، الله، انتم جيش التوحيد، وعليكم المعتمد بعد الله لتوطين أركان الإسلام في هذا البلد.

جعيثن : وأهل الأحساء؟

المطوع : أهل الأحساء نصفان نصف عاطل، ونصف طيب، فاتركوا العاطل من الروافض وبقايا القرامطة والخوارج وتحدثوا مع النصف الطيب من أهل السنة .






الزهراني : هل يحق للمرأة أن ترد على التليفون في غياب زوجها ؟

المطوع : من المستحسن لها، عدم الرد، اتقاء "شر الفتنة" وإذا اضطرت ، يجب أن ترد باختصار، ووجه عابس و ..

العريف : (مقاطعاً) كيف ووجه عابس عبر التليفون _ ضحك _

المطوع : أعني بصوت جاد هكذا _ يقوم المطوع بحركة تشبيه، يرفع يده اليسرى إلى فمه _ بسم الله الرحمن الرحيم، أبو فلان غير موجود، وتغلق السماعة _ ينزل المطوع يده _ صوت المرأة يا جنود الإسلام عورة، يثير الرغبة والشهوة عند الرجال، فنبهوا زوجاتكم وأخواتكم وبناتكم ، أن لا يرددن على التلفون . إلا بشكل مقتضب جداً. سترنا الله وإياكم من كل عيب وعار.

(يدخل شخص بلباس مدني ينهض جعيثن)

جعيثن : (صارخاً) جاء المطيري من بانكوك ومانيلا (المطيري يضع يده على رأسه) والله اشتقنالك يا مطيري.

المطوع : ( يلتفت إلى الوراء) هذا أنت يا مطيري _ يهز المطوع رأسه _ كنت في بانكوك، وتقول لي ذاهب إلى مكة لأداء العمرة - يضحك بعض الجنود -

المطيري : - متلعثماً - والله يا مطوع، ذهبت خمس مرات إلى الحج ، وقلت هذه المرة أحب أشوف بلد ثاني.

المطوع : (بحدة ) اجعلها المرة السادسة، العاشرة، فهل هناك زيارة أفضل وأشرف من زيارة "مكة المكرمة" على وجه الأرض ، ألم أحذرك ، بأن لا تذهب إلى التايلند.

المطيري : صدقني يا مطوع، والله لم أدخل نادياً ليليا، ولم أزنِ، ولم أشرب خمراً، ولم أسمع موسيقي _ يضحك بعض الجنود _

المطوع : إذن لماذا ذهبت إلى هناك يا مطيري؟

المطيري : ذهبت لأصلي واهدي بعض الناس.

العريف : يمكنك أن تصلي في بلد الإسلام، هنا.

المطوع : وهل هديت أحد إلى الإسلام يا مطيري؟

المطيري : " آيه بله " _ باللهجة النجدية _ أشهد أني هديت رجلاً ونساءاً يا مطوع.

المطوع : كيف أهديتهم بهذه السرعة؟

المطيري : بسيطة، تزوجت ثلاثة نساء، واشترطت عليهن دخول الإسلام وكذلك أبائهن وأقاربهن.

المطوع : (باندهاش) بارك الله فيك، والله أنت "ولد هب ريح" لقد أهديت عشيرة كاملة إلى الإسلام. وهل أتيت بزوجاتك؟

المطيري : (مبتسماً) حينما قررت السفر من التايلند، وبكل أسف وحزن طلقتهن على سنة الله ورسوله _ يضحك العريف _





المطوع : اسمع يا مطيري، من علامات الساعة ، أن يطير الحديد _ وهذا ما حصل _ ويكثر الزنا والفساد _ وهذا ما هو ملموس في عالمنا _ ويبدأ طلبة العلوم الدينية، يكذبون على مطوعهم.

المطيري : (مقاطعاً) إنشاء الله أنا صادق ولا تقلب الدنيا علينا يا مطوع؟

المطوع : على أية حال ، لا يمكنك الدخول إلى المسجد إلا بعد أن تطهر نفسك.

جعيثن : سؤال أخير يا مطوع ، إذا تكلمنا عن الجن هل يسمعنا؟

المطزع : بالطبع، بالطبع، ألم تسمع أو تقرأ فتوى الشيخ (عبد الرحمن الجبرين) : نعم الجن يخالطون الإنس ويسمعون كلامهم ، ويتلبسون بالإنس، إذا تسلطوا كما يدل عليه الواقع، أنقذنا الله من شر الجن والمردة.

سمير : هل الساحر له صلة بالجن وما حكم الإسلام في الساحر؟

المطوع : لا شك في تحريم السحر، لأنه من عمل الشيطان ، فإن الساحر، بشر كغيره، ولكنه يستخدم الشياطين ومردة الجن_ لأغراضه الشخصية _ بعد أن يتقرب إليهم بالدعاء والذبح، والساحر مشرك وفي أعلي درجات الشرك، وحكم الإسلام فيه القتل.

العريف : وهل هناك مكان يتواجدون فيه؟

المطوع : الجن منتشرون في كل مكان، ولكن يقال أن مكانهم الأساسي ، بلاد كبيرة جداً متكونة من جزر عديدة، تسمي "آجوج وماجوج" بيننا وبينهم سور عظيم، يلعقون السور بألسنتهم من كثرتهم وهم يقولون بحيل الله، وقدرته _ يمد لسانه المطوع _ هكذا يا جنود. وعندما يصبح السور كـ"قشرة البصل" يقولون بحيلنا وبحيل ملك الجن، فيعود السور كما كان بقدرة الله جل ذكره. متي ينهار السور، يخرجون ويهيمون على وجوههم، وهي إحدى علامات الساعة.

العريف : هذا ما ينطبق على بلاد الصين.

المطوع : نعم الصين. انتبهوا منهم. فلا يحق لكم أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم، أو شراء بضاعتهم النجسة. (يهم بالخروج) ومن منكم خالف ذلك فالإسلام منه برئ في الدنيا وفي الآخرة. يخرج.

لحظات صمت ، تظهر علامات الخوف على وجه الجندي جعيثن.

المطيري : يا جماعة الخير، كل ما أشاهد المطوع "جريبيع" أتخيل أن "ساعة القيامة" حانت، وأن زلزالاً عظيماً سيحدث في هذا البلد.

العريف : دع عنك كلام المطوع يا مطيري، وهات سواليفك ومغامراتك في بانكوك ومانيلا، لننتقل من عالم جريبيع، عالم الجن والمردة، إلى عالم الإنسان _ يعود التوازن إلى جعيثن ويبتسم للعريف.

الزهراني : هيا يا مطيري ، كلنا مشتاقون لحديثك _ يتجمعون حول المطيري ، يتطلعون إليه _ هيا.





المطيري : افتحوا الراديو أولاً حتى لا يسمع المطوع حديثنا.



يسدل الستار









المشهد الثاني

ترفع الستارة عن المنظر نفسه، ما عدا الجهة اليسرى من المسرح حيث يظهر القسم الأعلى من "الصاروخ" الجنود منتشرين على المقاعد يذاكرون، يدخل العريف ، ينهض الجنود.

العريف : مستعدون للدرس أيها الجنود؟

الزهراني : نعم، عريف .. (يسمعون خطوات، يدخل الضابط يتجه إلى الصاروخ، يقف بجانبه).

الملازم سعيد : تعال هنا يا عريف، اصطفوا أيها الجنود (مشيراً بسبباته إلى جهة المعينة _الضابط واضعاً يده اليمني على الصاروخ _ تظهر علامات الجد والحيوية على محياه _ مواصلاً _ اسمعوا جيداً، أصبحتم تملكون اليوم أحدث وأخطر سلاح وبه تعززت _ بلا شك – قدراتنا العسكرية وسوف يحسدنا كثير من الأعداء على هذا السلاح الفعال( يتوقف برهة ، ثم يواصل) : بالأمس شرحت لكم نظرياً خصائص هذا السلاح واليوم سنري عملياً ما قلناه البارحة انظروا جيداً، هناك ثلاثة أزرار ، كل زر له لون خاص. وبالتالي له مهمة محددة. الأول "الأخضر" هذا يشير الضابط بيده إلى مكانه _ مخصص فقط لتوجيه الصاروخ نحو الشمال أو اليمين، إلى الأعلى أو الأسفل، يحرك الضابط مقدمة الصاروخ. الزر الثاني "الأصفر"مخصص لتحديد مسافة الهدف سواء كان الهدف على بعد مائة كلم أو ستمائة كلم.

العريف : (مقاطعاً) سيدي، يصل مدى هذا الصاروخ إلى ستمائة كلم.

الضابط سعيد : يصل لأكثر من 1000 كلم ، فهو من صنف الصواريخ المتوسطة المدى، فباستطاعتك وانت هنا في "صحراء نجد" أن نضرب مدينة جدة على البحر الأحمر. وإذا وجه الصاروخ نحو الشرق، فإنه يضرب أي نقطة في المنطقة الشرقية: القطيف، البحرين، بل يصل حتى داخل الأراضي الإيرانية أو العراقية. أما الثالث "الأحمر" فهو معد لإطلاق الصاروخ.




العريف : ما هي القوة التدميرية لهذا الصاروخ؟

الضابط : يستطيع أن يدمر نصف مدينة صغيرة، أو ما يعادل ثلاث أو أربع هجر من "هجر بدونا"

جعيثن : أعوذ بالله، هذا زلزال؟

الضابط سعيد : نعم زلزال، ولكنه صغير، يدمر مثلاً نصف مدينة "البكيرية" لهذا أكرر عليكم قبل كل شيء المحافظة على "سرية السلاح ومكانه" في قاعدتكم. وعليكم أن تهتموا بحراسته وصيانته، فأنتم تعلمون جيداً، أن شبح الحرب العراقية _ الإيرانية أخذت تحوم حول سواحلنا . من هنا يجب أن تكونوا يقظين وماهرين في استخدامه، لضرب الأهداف في الوقت المناسب، عندما نتلقى الأوامر من القيادة العسكرية.

العريف : إنه لشرف عظيم، أن يكون هذا السلاح الجديد في وحدتنا العسكرية، سوف نضعه في حدقات عيوننا.

الضابط : إذاً قوموا بواجبكم المطلوب، وبرهنوا على حرصكم واهتمامكم (يتجه نحو الباب)

العريف : ملازم سعيد _ يقف الضابط عند باب الخروج _

الضابط : ماذا تريد أيها العريف؟

العريف : نعم، يهمني أن أعرف البلد الذي أنتج هذا السلاح العظيم.

الضابط : اطمئن إنه ليس من أمريكا أو بريطانيا كما تعودنا، إنه سلاح صيني.

العريف : (باندهاش) الصين الوطنية؟

الضابط : لا الصين الشعبية.

الجندي جعيثن : (بعفوية) أعوذ بالله.

الضابط سعيد : تعال هنا يا جعيثن (يتقدم جعيثن) ماذا قلت؟

جعيثن : (مرتبكاً) الصين ترعبني.

الضابط سعيد : لماذا ترعبك الصين؟ ولم ترعبك أمريكا، أو بريطانيا؟

الجندي جعيثم: (متلعثماً) لا أعرف، لا أعرف يا سيدي، ولكن المطوع يؤكد لنا بأن كل سلاح، بل كل بضاعة قادمة من البلاد الشيوعية حرام لمسها، وتجلب الكوارث، خاصة إذا كانت قادمة من بلاد "جوق وماجوق".

العريف : (مبتسماً ومصححاً كلام جعيثن) يقصد "آجوج وماجوج" أي بلاد الصين.

الضابط : (بلهجة صارمة) أحذرك يا جعيثن، أن تكرر هذه الكلمة مرة أخرى، المطوع له مهماته الخاصة بقيام الصلاة وإعطاء الدروس في التربية الدينية، والخلاقية. ولا يحق له التدخل في الشؤون العسكرية، ولن يحدد مصادر السلاح لقيادة الجيش، وأنتم تعرفون جيداً أن 99% من مصادر سلاحنا تأتي من امريكا والغرب، فهل هم "مسلمون".

جعيثن : كلا.



الضابط : وهل تعتقدون ، أنهم يبيعون السلاح لوجه الله؟

جعيثن : طبعاً لا.

الضابط : عندما اشتدت الحرب العراقية _ الإيرانية، وأصبح من الضروري امتلاك صواريخ صغيرة ومتوسطة المدى، رفض الغرب، ورفضت صديقتنا الأولي "أمريكا" تزويدنا بمثل هذا السلاح، لسواد عيون "إسرائيل" في حين وافقت الصين الشعبية بيعنا أفضل صواريخ "أرض _أرض"، في حين لم تجمعنا مع هذا البلد علاقة دبلوماسية كبقية بلدان العالم.

العريف : صحيح، إنه موقف مشرف من الصين (يكف عن مواصلة كلامه، مصغياً لوقع خطوات تقترب من خلفه .. يدخل قائد المعسكر "المقدم الركن مفلح" يأمر الضابط جنوده بالاستعداد ويؤدي التحية العسكرية)

الملازم سعيد : هذا هو موقع الصاروخ.

(يتقدم المقدم نحو الصاروخ، يتطلع إليه _ لحظة صمت _ )

المقدم مفلح : هل استكملتم المسائل الفنية المتعلقة بأمنه؟

الملازم سعيد : بالطبع.

المقدم مفلح : هل فهم الجنود جيداً خواص هذا الصاروخ؟

الملازم سعيد : هذا ما كنت أنا بصدد شرحه لهم _ المقدم لا زالت نظراته ثابتة على الصاروخ _ فجأة يلتفت المقدم نحو الملازم سعيد_

المقدم : هل أنت مسرور لوجود هذا الصاروخ في وحدتك؟

الملازم : بكل تأكيد، أحياناً أتخليه امتداد لجسمي على الأرض إنه رمز للتحدى، إنه اللغة التي تفهمها "إسرائيل" إذا ما حاولت الاعتداء علينا بالسلاح الأمريكي سنردعها بالسلاح الصيني هذا .

المقدم مفلح : أراك متفائلاً كثيراً يا ملازم سعيد؟

الملازم سعيد : تفاؤل مبني على الواقع _مشيراً إلى الصاروخ _

المقدم مفلح : لا أشاطرك هذا التفاؤل.

الملازم : ولم ؟

المقدم : هل فكرت بالضغوطات الخارجية ، وأثرها ، أخشى "مثلاً" من تدخل إسرائيل أو أمريكا ، بحجة المحافظة على التوازن العسكري في المنطقة. وأن هذا الصاروخ الصيني الاستراتيجي، يخل بالتوازن حسب مفهومهم، وستجد إسرائيل الحجة الواهية، لتقوم بضربة خاطفة، على المواقع الصاروخية وتحطمها بحجة الدفاع عن النفس.

الملازم : (مقاطعاً بحزم) وفي هذه الأثناء سنطلق هذا الصاروخ عليهم.

المقدم مفلح : يكون قد فات الأوان، أو ستأتينا الأوامر بتفكيك الصاروخ الصيني وإلقاءه في المستودعات.


الملازم : من أين تأتي هذه الأوامر؟ وهل هناك طرف في هذا البلد له مصلحة لتجريد الجيش من سلاح فعال؟ وهل سيتخلى الجيش بسهولة عن سلاحه، بعد كل هذا.

المقدم : أود أن أشاطرك التفاؤل ، ولكن خبرتي الطويلة في هذا الجيش تمنحني استنتاجاً آخر. على أية حال، هذا السلاح بين يديك الآن يا ملازم سعيد، اسهر عليه وكن يقظاً أكثر من جنودك، (يخرج المقدم).

الملازم : هيا يا جنود وليأتي كل منكم بغصن شجرة لتمويه الصاروخ جيداً ( يخرج الجنود _ الثلاثة _ يلتفت الملازم نحو العريف)

الملازم : (مواصلاً) وأنت يا عريف محمد، ما هو شعورك، لوجود هذا السلاح الفعال في وحدتك العسكرية؟

العريف : شعوري ، مثل شعور ذلك البدوي الذي صمم على دخول المعركة دون حصان أو عدة حرب، وفجأة توفرت له جميعها، فما أسعده آنذاك؟!

الملازم : أحسنت يا عريف (يدخل الجنود الثلاثة ويضعون أغصان الشجر فوق الصاروخ، يخرج الضابط سعيد،لحظات صمت )

جعيثن : لا أعرف ماذا أقول يا عريف، لو سألني المطوع ، ماذا يوجد تحت هذه الأغصان؟

العريف : قل له مخبأ سري.

الجندي جعيثن : سيزداد فضولاً وإلحاحاً.

سمير الحربي : نقول له هذا "سر عسكري" لا يحق لنا البوح به.

جعيثن : ولكني في الحقيقة ، خائف من المطوع لو علم، أعرف أنه ما إن يتوصل إلى معرفة وجود سلاح صيني أو سلاح شيوعي ، حتى يثور كالبعير.

العريف : أفضل حل، لتجنب المشاكل معه، أن لا ندعه يراه. (يسمعون وقع خطوات )

جعيثن : أظن أنه قادم، استعدوا يا جنود لاستقباله، في وسط الصالة لا تدعوه يذهب إلى جهة اليسار (يدخل المطوع جريبع يسود الوجوم لحظات على الحاضرين)

المطوع : (وهو يتطلع في وجوه الجنود) ما بالكم واجمون هكذا؟

العريف : لا شيء ، ولكن فاجأتنا زيارتك قبل موعد الدرس.

المطوع :( يتلفت يميناً وشمالاً لحظات ويتمتم مع نفسه) : سبحان الله.

العريف : (معلقاً) ماذا يا مطوع .

المطوع : سبحان الله، كنت فوق سطح المسجد قبل قليل وشاهدت يا عريف "ماسورة كبيرة" مرتفعة في الساحة هنا (يشير المطوع بأصبعه تجاه الصاروخ) قلت في نفسي ، ماذا يفعلون بهذه الماسورة التي تشبه المزراب.

العريف : (بهدوء) تتوهم يا مطوع .

المطوع : لا لست متوهماً، (يحاول أن يتقدم نحو وجهة اليسار، يقف العريف أمامه حائلاً)



العريف ( ملحاً) اجلس يا مطوع ، هات الشاي يا زهراني.

(يخرج الزهراني)

المطوع : (مستغرباً) تمنعني يا عريف !! أنا كنت فوق السطح وشاهدت ماسورة طويلة مرتفعة نحو السماء، أطول من مزراب جارنا القديم نزلت من السطح وبعد ساعة صعدت، اختفت الماسورة ، ورأيت مكانها شجرة

(يضحك جعيثن)

المطوع : تستهزئ بيّ يا جعيثن، تهزأ بشيخك ومربيك؟

جعيثن : حاشا لله ، أن أضحك عليك يا شيخ، وإنما ضحكت هكذا.

(يتقدم المطوع ، خطوتين نحو اليسار ثم يلتفت نحو "الشجرة" ها هي)

المطوع :ها هو الشيء الذي كنت "أراه" وأنا فوق سطح المسجد، سبحان الله، يا جماعه، كيف ظهرت هذه الشجرة بسرعة، وأنا بعيني هذه _ يؤشر على عينيه _ شاهدت مكانها ماسورة كبيرة.

العريف : (متداركاً) هذه شجرة عيد ميلاد.

المطوع : ماذا تعني بعيد الميلاد؟

العريف )متلعثماً) أعني عيد ميلاد ضابط الوحدة.

الجندي جعيثن : (يتقدم نحو الجمهور) راح بداهية عريفنا.

المطوع : ( باندهاش وبغضب وهو يهز رأسه) عيد ميلاد الضابط، منذ متى وهذا الضابط يحتفل بعيد الشرك هذا؟ ألا يعلم هنا والحمد لله، لا نؤمن إلا بالعيدين. والاحتفال بأي عيد سواهما، حتى بعيد ميلاد الرسول الأعظم محمد، لأنه بدعة، فكيف يتجرأ هذا الضابط ويحتفل بعيد ميلاده في بلد المسلمين وقرب المسجد، آخ يا حيف (يبدو الوجوم والسكون على وجوه الجنود ) المطوع مواصلاً: إذن ضابطكم هذا من أهل الخبر ضعيف الإيمان.

جعيثن : لا، لا يا مطوع، فلا هو من أهل الخبر، ولا من أهل الدمام، إنه من أهل العارض.

المطوع : (مندهشاً) معقول رجل من "أهل العارض" أهل الدين والحمية، وأنصار دعوة السلف، يقوم بهذا العمل الذي تشم منه رائحة الشرك _ والعياذ بالله _

الجندي جعيثن : (يتقدم نحو المطوع) اسمع يا مطوع، أحب أن أقول لك الحقيقة .

المطوع : (مقاطعاً) حتى أنت يا جعيثن تلميذي الوفي "تخفي" عني بعض الأشياء والأمور؟

جعيثن : أنا في الحقيقة ، لا أخبئ شيئاً ، وأنا دائماً صريح كما عهدتني، ولكن العريف كان يمزح معك، حينما ذكر لك، بأن هذه الشجرة ، هي بمناسبة عيد ميلاد الضابط. الضابط بريء من كل ما قاله العريف.



المطوع : (يلتفت نحو العريف) ألا تعلم يا عريف "احنا أهل العارض" احنا وهابيون، لا نمزح ولا نفرح ولا نحزن، ولا نحب مثل هذه الحركات الجاهلية.

العريف : أعرف هذا طبعاً.

المطوع : إذاً ما معني وجود هذه الشجرة؟

العريف : هذه شجرة تمويه، غطاء للتمويه على العداء وووو.

المطوع : سامحه الله، وهل تعتبرني من الأعداء؟

العريف : (متراجعاً) معاذ الله، ولكن العسكريين، مهمتم حماية الوطن من العداء ، وكذلك حماية الأسرار والمعدات العسكرية.

المطوع : (يتقدم نحو الصاروخ) ماذا تخبئون تحت هذه الشجرة؟

العريف : (يضع يده على كتف المطوع) تعال هنا يا مطوع (يدخل الزهراني يحمل الشاي)

المطوع : (مواصلاً) الشاي يا مطوع.

(بحدة) تمنعني حتى من رؤية الشجرة؟

العريف : بصراحة يا مطوع، تحت هذه الشجرة، سلاح خطير، ممنوع على الإنسان العادي معرفته، خذ الشاي.

المطوع : والله لا أشرب الشاي ، حتى تخبرني، هل أنا في نظرك، إنسان عادي ؟ إمام مسجدكم، وحلال مشاكلكم ، إنسان عادي؟؟

العريف : عندما أقول إنسان عادي، أعني به "مدني" وأنت رجل دين مدني يا مطوع الخير.

المطوع : وهل تعتقد أنكم أيها العسكريون أكثر انضباطاً وسرية من رجال الدين؟

العريف : لم أشك في أمانتك وانضباطك يا مطوع الخير. ولكن المسألة ، أوامر عسكرية، وتقليد عسكري، يجب عدم "البوح بالسر العسكري" لأي كائن كان.

المطوع : اسمع يا عريف ، ليس هناك "سر" غير "سر عظمة الله جل جلاله" وقد ذكر الله في كتابه العزيز:( إنما يخشي الله من عباده العلماء) ولم يقل جل ذكره: أنه يخشى الجنود والضباط (يضحك جعيثن والزهراني)

العريف : لقد ذهبت بعيداً يا مطوع، المسألة مسألة انضباط عسكري، وليس طعناً في شخصك.

المطوع : وها هناك أكثر انضباطاً مني؟ أقوم بالصلاة في مواعيدها المحددة، آتي إليكم في المواعيد المحددة، محافظاً على أسراركم الشخصية، ومشاكلكم الزوجية، وما أكثرها.

العريف : وأنا أيضاً يا مطوع، مواظب على الصلاة في مواقيتها؟



المطوع :صدقت والله، وهذا ما يحيرني، انك رجل مواظب على الصلاة، ومطيع إرشادات مطوعك ولكن هذه المرة خرجت على المالوف.

العريف : (متراجعاً) المسألة ليست بيدي، إنها الأوامر تأتي من فوق. ولقد أكد علينا الضابط، بعدم السماح لأي شخص بالاقتراب من هذه الشجرة.

المطوع :( مبتسماً) الله عز وجل وحده، الذي قال لآدم وحواء لا تقربا هذه الشجرة ! فهل يتخيل ضابطكم نفسه في الجنة ؟

العريف : دعني أفهمك يا مطوع، يدخل جندي يؤدي التحية.

الجندي : الضابط يدعوك يا عريف، يخرج العريف مع الجندي، لحظات صمت، المطوع يتطلع إلى الجندي جعيثن.

المطوع : والآن يا جعيثن، خلا لك الجو، هيا أخبرنا عن هذا السلاح، ودعني أراه.

جعيثن : غالي وطلب رخيص، بس يا مطوع لا أستطيع معصية الأوامر.

المطوع : تخاف من العريف، وتعصي أوامر المطوع، وإمام المسجد، كيف تلقي الله "غداً" وأنت عاصي الأوامر الدينية.

جعيثن : إنشاء الله، أقابل ربي، وأنت راض علىّ يا مطوع، ولكن اخاف من مخالفة الأوامر.

المطوع : لا تخف، سوف أقف بجانبك، ولن يصيبك مكروه (لحظات من الزمن تظهر علامات التراجع على وجه جعيثن)

جعيثن : سأخبرك يا مطوع، لأن ضميري يؤنبني.

المطوع : لهذه الدرجة، ماذا تنتظر إذاً؟ هيا تكلم.

(جعيثن يتقدم نحو الصاروخ ويرفع بعض الأغصان، يتطلع المطوع بدهشة إلى الصاروخ _ تارة يمسك لحيته وتارة يضع يده على رأسه)

المطوع : (مندهشاً) سبحان الله، سبحان الله، ما هذا الذي يشبه أنابيب شركة أرامكو.

جعيثن : هذا صاروخ (قالها بصوت هادئ) وصل إلينا تواً من الخارج.

المطوع : (متسائلاً بصوت هادئ) سري وخطير (يهز رأسه) نعم الأمريكان ينتجون دائماً أسلحة خطيرة.

جعيثن : (يتحرك نحو الجمهور) هذا الذي يؤلم قلبي ويعذبني.

المطوع : ألهذا الحد أثر عليك هذا السلاح.

جعيثن : (يتذرع) يا ربي ساعدني على ..

المطوع :(مقاطعاً) ماذا أصابك يا جعيثن، إن شاء الله خير؟!

جعيثن )يستعيد توازنه) المصيبة يا مطوع، لو أخبرتك، أخاف أن تصرخ وتخرج عن طورك وينفضح الأمر.

المطوع :(يتململ) أعدل يا وليدي.




جعيثن : هذا سلاح أسمه صاروخ، صاروخ.

المطوع : (بتعجب) لم أسمع ولم أر مثله من قبل، تقصد صفارة كبيرة للإنذار.

جعيثن : (ضاحكاً) لا يا مطوع، هذا سلاح خطير، تستطيع ، وأنت هنا أن تضرب إيران أو إسرائيل أو اليمن.

المطوع : صحيح ما تقوله يا جعيثن، أم تسخر مني؟ كيف يقطع هذه المسافات الطويلة.

جعيثن : نعم يقطع كل هذه بأقل من ربع ساعة.

المطوع : يا سلام، وهل يطير لوحده أم تحمله طائرة؟

جعيثن : نعم يطير (يؤشر بيده ) يطير هكذا، ثم يسقط على الهدف ليهشم رؤوس الأعداء؟

المطوع : (بلهفة) كم رأساً يهشم هذا الصاروخ؟

جعيثن : الصاروخ لا يعد بالرؤوس، بل يحطم مئات البيوت دفعة واحدة، يحرق ويهدم نصف مدينة (بريدة) مثلاً.

المطوع : أعوذ بالله، هذا سلاح أم غضب الله _ يتابع – _ سالمة (يا بريدة) سالمة _ متسائلاً _ كم متر يطير هذا الصاروخ؟

جعيثن : (بلهفة العارف) كم متر !!؟ قلت لك يطير عشرات، مئات كم يا مطوع.

المطوع : (مقاطعاً) لا يمكن أن أصدق بأنه يقطع هذه المسافات.

جعيثن : (شارحاً) إنه يطير لوحده، نعم لوحده، بعد أن نضغط على زر الإطلاق.

المطوع : وإذا أطلقته ورجع علينا من منتصف الطريق، كما يقول الشاعر " مكر مفر مدبر مقبل معاً".

جعيثن : هذا يطير، ويظل يطير يا مطوع حتى يصل الهدف وينزل عليه كالصاعقة.

المطوع : كيف عرفت كل هذا يا جعيثن؟

جعيثن : شرح لنا ضابط الوحدة.

المطوع : أخطر من الطائرة؟

جعيثن : بألف مرة .

المطوع : ألهذا الحد يا جعيثن.

جعيثن : نعم يا مطوع الخير، الطائرة تحلق في السماء ويراها الصغير والكبير، ثم تنزل، أربع خمس قنابل وترجع، أما هذا الصاروخ، فلا يري بالعين المجردة، إنه ينزل عليك مثل غضب الله _ في الليل أو النهار _ وقوته تساوي أضعاف أضعاف القنابل التي تسقطها الطائرة، ويترك حفر في الأرض بعمق خمسة أو عشرة أمتار وسعتها ربما عشرين متر.

المطوع : أعوذ بالله، هذه كارثة؟ على كل حال يا جنود مبروك عليكم هذا السلاح، تستطيعون به "ردع" الخميني إذا ما تحرش بنا.



جعيثن : طبعاً ، طبعاً نحن بهذا السلاح لا نخاف من أحد.

المطوع : لم تخبرني بعد، أهو أمريكي أم ألماني؟؟ أم بريطاني؟

جعيثن (يتقدم نحو الجمهور ) هذا ما أخاف منه.

المطوع : (مستغرباً) لماذا تخاف يا جعيثن، بعد كل ما حكيته لي؟ من أين اشتريتم السلاح. أو من الذي قدمهه لكم هدية؟

جعيثن : مثل هذا السلاح لا يقدم هدية.

المطوع : حسناً من أين اشتريتم هذا السلاح؟

جعيثن : أفضل أن لا أخبرك.

المطوع : (بلهجة حادة) جعيثن، والله لن أخرج حتى تخبرني.

(جعيثن صامتاً، لحظات تمر)

المطوع : أقسم بالله العظيم، إذا لم تخبرني، سأحلف بالطلاق.

جعيثن : (مقاطعاً) لا تفعل ذلك يا مطوع.

المطوع : أمرك عجيب يا جعيثن، لقد شوقتني لمعرفة هذا البلد.

جعيثن (بصوت خافت) من الصين.

المطوع : (يهز رأسه) وأخيراً من (التايوان) ماخبرناهم يصنعون أسلحة فتاكة، كل ما نعلم انهم يصنعون ملابس وأحذية.

جعيثن : لا يا مطوع، هذا السلاح من صنع (يتطلع إلى وجه الزهراني، سمير، ثم يخفض رأسه إلى الأرض) إنه من الصين الشيوعية.

المطوع : (منفعلاً وبصوت عال) ماذا أسمع، هالله، هالله، سلاح شيوعي مقابل المسجد! آخر زمن يا جربيع سلاح من بلد الجوق وماجوق، بلد الكفر الأول، تضعونه في أرضنا الطاهرة، بلد الإسلام وموطن الرسول آه ياحرة قلبي.

جعيثن : خفض صوتك يا مطوع؟

المطوع : ألم نناقش منذ أشهر مسألة اللحوم أو البضائع القادمة من الخارج. وأعطينا فتوى بأن اللحوم والبضائع القادمة من بلدان غير كتابية حرام. وها أنتم تقترفون خطأ شنيعاً، إذ خرجتم علنا عن فتوى "هيئة كبار العلماء" وتجلبون السلاح من بلد شيوعي، فهل قلّت الأسلحة من البلدان الكتابية.

جعيثن : خفض صوتك، أرجوك، لقد وعدتني بأنك لا تنفعل.

المطوع : صحيح وعدتك، ولكن في الأشياء الطبيعية، ولست أعلم بأنك ستمس معتقدي، وإيماني لهذه الدرجة يا جعيثن، والله لو جلبتم خنزيراً أمام المسجد لهان الأمر، ولكن لا أقبل على الإطلاق ، بوجود سلاح من بلد كافر "بقرب المسجد" والله يا جعيثن ما خاب ظني، وأنا فوق سطح المسجد لقد شممت رائحة كريهة جداً ، قلت يا ربي من أين جاءت هذه الرائحة؟ والآن فهمت من هذا الماسور _ يؤشر بأصبعه على الصاروخ ويضع طرف غترته على أنفه _ إنها رائحة كريهة يا جعيثن. إنها رائحة الشرك والعياذ بالله.


جعيثن : (مرتبكاً) لا أشم رائحة يا مطوع؟

المطوع : يدل هذا على ضعف الإيمان في نفسك. اسمع يا جعيثن، أنا المرشد وإمام المسجد، إني أحذرك أن تضع يدك على هذا السلاح "النجس".

جعيثن : (يتراجع) لماذا يا مطوع ؟

المطوع :أخاف أن تصاب ، بمثلما أصاب الله به قوم أبرهة الحبشي، فينهش لحمك، وينقطع نسلك، وتصبح ملعوناً في الدنيا والآخرة.

جعيثن : (خائفاً) ما العمل يا مطوع؟

المطوع :أفضل حل، لهذه البلبلة، أن اذهب حالاً إلى الرياض، لأبلغ رئيس "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بأن هناك سلاحاً من بلد كافر من الطراز الأول "الصين" والعياذ بالله موجود أمام بيت الله في قاعدة الإمام "محمد بن سعود". وسوف يتدارس العلماء الأمر. ولن أعود إلى هنا إلا ومعي الفتوى الدينية بقلع هذا السلاح المشؤوم من هذه الأرض الطاهرة.

جعيثن : كم يوماً ستغيب؟

المطوع : على الأكثر أسبوعاً واحد، على أي حال، أشكرك يا جعيثن على إخباري ، قبل أن تحل بنا الكارثة.

جعيثن : كارثة !؟

المطوع : لنفرض انطلق الصاروخ سهواً، أو على سبيل التجربة، أنا متأكد، أن هذا الصاروخ سيطير رأساً وينفجر في "بيت الله الحرام" عندها ستحل الكارثة وتنجح المؤامرة. فما عجز عنه أبرهه، استطاع "آجوج وماجوج" تحقيقه بنكبة المسلمين.

جعيثن :مستحيل ، عندما نوجه الصاروخ نحو هدف معين، لا يذهب ويضرب هدفاً آخر. نحن الذين نتحكم به.

المطوع : لا تجادل يا جعيثن في شيء لا تفهمه، هل نحن صنعنا الصاروخ؟

جعيثن : لا.

المطوع : وهل اعطونا الصاروخ لوجه الله؟

جعيثن : لا.

المطوع : إذاً هناك، هدف خفي، القصد منه تفجير "بيت الله الحرام".

(يدخل العريف)

المطوع : (موجهاً كلامع للعريف) الآن فهمت يا عريف ، لماذا تمنعني من الوصول إلى هذا المكان، حتى لا أكتشف "الماسور الصيني" لقد أصبحت اشك في إسلامك يا عريف. (يدخل الضابط سعيد: يشاهد المطوع وهو منفعل)

الضابط سعيد : ماذا جرى لك يا مطوع؟

المطوع : (يهز رأسه) هذا أنت أيها الضابط، ألم تجد غير ماسورة "الشر" هذه تجلبها إلينا (يؤشر نحو الصاروخ)





الضابط سعيد : هذا العلم يا مطوع.

المطوع : العلم إنشاء الله، تجده عند مشايخنا وبس.

الضابط سعيد : هذا علم، وذاك علم آخر

المطوّع: (بتحدٍ) ماذا تقصد.

الضابط : أقول إن العلم عند مشايخنا -حفظهم الله وأطال عمرهم- هو من "العلوم الدينية" وصناعة الصاروخ علم من نوع آخر.

المطوع : لا تحاول أيها الضابط، أن تقلل من علوم علمائنا الكبار. وتظهر علوم الصين، كأنها العلم المكنون. ألا تعلم، بأن ليس هناك علم أفضل وأشرف من العلوم الدينية. وإذا أراد الله سبحانه وتعالي خيراً لإنسان ، فقهه في الدين.

الضابط : فهمت كلامي بشكل سيئ يا مطوع، العلوم الدينية شيئاً والعلوم العسكرية والإختراعات العلمية شيء آخر.

المطوع : (يتطلع إلى العريف والجنود) ألم أقل لكم بأن "ضابطكم من أهل الخبر".

الضابط : (بحدة) ماذا تعني بأهل الخبر؟

المطوع : أعني أن هناك أنواعاً وأصنافاً من الأسلحة الحديثة المشهورة بمتانتها وقدرتها، تنتجها بلدان "أهل الكتاب"، فلماذا تركتم هذه المرة طريقكم المعتادة واشتريتم أسلحة من بلدان غير كتابية "شيوعية" أيعني هذا أن الفكر الأحمر بدأ يغزو الجيش والحرس الوطني، أم بداية تهاون في شؤونكم الدينية على طريقة أهل الخبر؟

الضابط : (منفعلاً) اسمع يا مطوع، لا تتدخل في كل شيء إلى درجة التطفل، فهل نصبت حالك مدافعاً عن الأسلحة الغربية، أم أنك مطوع ترشد وتربي الجنود على قاعدة السلف الصالح؟

المطوع : (مقاطعاً) إنشاء الله تجدني دائماً على نهج السلف الصالح.

الضابط : (بحزم) حسناً لقد رأت قيادتنا العسكرية ضمن هذه الظروف الصعبة تنويع مصادر الأسلحة وضرورة إمتلاك أسلحة أكثر فاعلية ، لهذا اتجهنا إلى الصين لشراء صفقة صواريخ، ولست أنا الذي عقد هذه الصفقة، بل القيادة العسكرية العليا، هي التي وقعت هذه الصفقة (الضابط مواصلاً بعد أن خفف من لهجته) لا داعي للإنفعال والتهكم يا مطوع، أنت تتهمني بأني من "أهل الخبر" ولم أر شيئاً مكروها عند "أهل الخبر".

المطوع : ألا تعلم بأن شراء أسلحة من الصين الشيوعية ، خرق فاضح لتقاليدنا وأعرافنا، هي بمثابة "بدعة" وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

الضابط: ما هذا التسرّع يا شيخ، في إطلاق الأحكام فهل شراء السلاح بدعة.

المطوع : طبعاً سلاح من بلد شيوعي، يصبح بدعة، ثم من أمركم بهذا. ألست أنت القائل، بأن ليس هناك علاقات دبلوماسية مع الصين. فكيف تمت إذاً هذه الصفقة ومن وراءها؟!


الضابط : ماذا تريد منا أن نفعل الآن؟

المطوع : أقلع هذا الماسور ، وألق بع خارج أرضنا الطاهرة.

الضابط : انتظرنا سنين طويلة، لكي تزود قواتنا المسلحة بصواريخ من هذا النوع. وها هي بعض أمانينا تتحقق ، ثم تأتي أنت وتطالب بعدم استخدام هذه الصواريخ لأنها قادمة من بلد شيوعي. اتق الله يا مطوع، هذا صاروخ ، وليس فروجاً أو عجلاً يذبح على الطريقة الإسلامية (يضحك العريف)

المطوع : (بحدة) أشم من كلامك يا ملازم سعيد شيئاً من التهكم والاستهزاء. نحن والحمد لله، لا نطلق أي حكم ، إلا بعد دراسة القضية من جميع الجوانب الفقهية على نهج السلف الصالح.

الضابط : (بحدة) كل شيء جديد تجهله يصبح عندك بدعة يا مطوع وكل شيء غير معروف بدعة.

المطوع : (مقاطعاً) نحن لا نقول إلا علي بينة.

الضابط : (بصوت عال) أول ما دخل التلفون واللاسلكي إلى البلد، قلتم هذا "جهاز مخاطبة الشيطان" وحرمتموه سن
03-19-2005, 07:01 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مسرحية : وهابي وصاروخ صيني د. أنور عبد الله - بواسطة arfan - 03-19-2005, 07:01 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حريق بغداد يوميات أصبحت مسرحية تعرض في أدنبرة محارب النور 1 616 09-18-2006, 08:01 AM
آخر رد: محارب النور
  لعن الله أمة الحزن والبكاء لعن الله أمة الخونة والجبناء لعن الله أمة التحريم والبغاء arfan 2 1,448 07-26-2005, 12:38 AM
آخر رد: المتنبي
  موت السندباد 1936....مسرحية ذات فصل واحد ..دراسة في عمل ابداعي لميشيل عفلق: بسام الخوري 1 840 05-19-2005, 01:41 PM
آخر رد: بسام الخوري
  مسرحية «مدرسة الدكتاتور» مترجمة إلى العربية.. بسام الخوري 1 700 05-09-2005, 12:47 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS