[SIZE=5]
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
كنت قد بدأت هذا الموضوع ودار الحوار حوله لفترة ولكن للأسف حاول البعض إخراج الحوار عن موضوعه الأصلي وتحويلة إلى مادة للهجوم على الكتاب المقدس وذلك قبل أن يرى البعض ما يقدمه البحث ، ونظراً لانشغالي الشديد توقفت عن الكتابة في الموضوع والحوار في النادي كله . ولما وجدت بعض الزملاء ينقلون ما جاء ببعض المواقع والتي تنقل بدورها عن بعض الكتب دون بحث أو روية ، فقط لأنهم تصوروا أن هذه مادة قد تصيب الكتاب المقدس !! وتصوروا وجود كم كبير من الأناجيل رفضتها الكنيسة لا لشيء إلا لأنها اختارت عشوائياً عدد من الكتب تناسب هواها ، هكذا بدون معرفة أو فحص أو روية !!!!!!
والغريب أن معظم هذه المواقع تنقل مقالة واحدة عن هذه الكتب وكأن كاتبها أكتشف سر الأسرار ، بالرغم من أنه من الواضح أنه هو نفسه لم يقرأ هذه الكتب التي كتب عنها إنما نقل عن آخرين وهكذا . أنظر :
http://www.ebnmaryam.com/hammady.htm
http://www.alhakekah.com/books/nag3.htm
وكلا الموقعين ينقلان نفس المقال عن كتاب "مخطوطات البحر الميت "
لأحمد عثمان ص127- 147 وكأنه كنز ثمين !!!!!!!
وبرغم انتشار هذه الكتب في المكتبات وعلى مئات المواقع على النت ، وبرغم قيام العلماء المحايدون بدراستها وتقديم دراسات علمية قيمة حول هذه الكتب والمصدر الذي خرجت منه إلا أن هؤلاء تجاهلوا هذه الدراسات وركزوا فقط على الهجوم على الكتاب المقدس ولم يحاولوا دراستها دراسة علمية فقط !!! ومن قرأ منهم بعض هذه الكتب لم يكن في ذهنه إلا شيء واحد وهو إيهام القارئ بوجود عشرات الأناجيل التي تاه في وسها الإنجيل الحقيقي !!!
وسأبدأ الآن بإعادة هذه الدراسة مركزاً على أحدث ما قدمه العلماء عن هذه الكتب وأرحب بالجميع للاشتراك معنا في هذا الحوار ، ولكن بعيداً عن التجريح والمهاترات ومحاولات التشويش التي لن ألتفت إليها أبداً ، بل وأرحب بصفة خاصة بالزملاء الأفاضل الباحث الأستاذ فراس السواح ، وخاصة أن له كتاب في هذا الموضوع بعنوان " الوجه الآخر للمسيح " ، والزميل وضاح رؤى والزميل الختيار ، أن أرادوا ذلك ، لما لهم من اهتمامات مثيلة وقد سبق أن كتبوا في هذا الموضوع .
والآن لنبدأ في هذه الدراسة :
الكتب الأبوكريفية تتكون من قسمين :
(1) أبوكريفا مسيحية وهي كتابات شعبية حاولت أن تملأ الفراغ الناتج من عدم ذكر بعض الأحداث الخاصة بالمسيح كأحداث الطفولة والرحلة إلى مصر ونشأته إلى سن الثلاثين ، وكذلك أحداث ميلاد ونشأت العذراء القديسة مريم ، وحياة يوسف النجار ، وبعض أعمال التلاميذ التي سميت بأعمال بولس وأعمال يوحنا وأعمال يعقوب وأعمال بطرس 00الخ . وهذه بنيت على أساس ما جاء في التقليد ولكن مختلطاً بفكر شعبي أسطوري تخيله كتاب هذه الكتب ونسبوه للمسيح أو للرسل ، وسنأتي على شرح ذلك بتفصيل واف .
(2) الكتب الغنوسية المسيحية والتي مزجت الفكر المسيحي بالفكر المصري واليوناني والزردشتي (ثنائية الخير والشر) واليهودي المتأثر فالفكر اليوناني وخاصة فكر الفيلسوف اليهودي فيلو يوادايوس (اليهودي الهيلينستي) وفكرة أفلاطون عن الخلق Timaeus والتي سنشرحها تفصيلياً . ومن ثم تكلمت عن سلسلة لانهائية من الآلهة .
وهذه الكتب هي التي سنبدأ بها أولاً وهي التي كتب عنها القديس إريناؤس أسقف ليون بفرنسا بدقة شديدة ثم هيبوليتوس بروما وابيفانيوس بقبرص والتي اكتشفت في أحد الجبال بنجع حمادي سنة 1947م ، وبرهنت الدراسات دقة وأمانة كل ما كتبه القديس إريناؤس عن هذه الفرق وعما كتبوه من كتب . وفيما يلي ما كتبه القديس إريناؤس عن أهم ما كتبه زعماء فرقهم ثم نليه بفقرات كبيرة من هذه الكتب :
0000 يتبع
الراعي / عمانوئيل