{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
"الحاصودي"..فتح موسقي و سياسي.
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #1
"الحاصودي"..فتح موسقي و سياسي.


"الحاصودي"..فتح موسقي و سياسي.

في عودة عميقة و مغرقة الى المحلية بأضيق صورة أنتشرت موجة من الأغاني بدئها مغني يدعى " علي الديك" و لاقت هذه الموجه انتشارا تصاعديا خرجت عن الوسط الذي أنطلقت منه و شكلت أسلوبا غنائيا خاصا بسمات و خلفية . خاصة بعد أن رفد وجود "علي الديك" أسماء كثيره ألتقت عند نقطة واحدة أو تجمهرت عند نفس البؤره . لا يمكن وصف هذا التيار بالأغنية الشعبية لأن موضوعاتها ليست من ذلك النوع العام الذي يهم قطاعات كبيرة من الناس و لا يمكن ان نعتبر ان هذا النوع من الأغاني يمثل مجموعة ساكنية تقطن في الساحل السوري لنفس السبب السابق.و أفضل أن اقول أن هذا التيار لا يمثل ألا نفسه ولا يشبه ألا "حاله" و لم يأخذ من البيئة التي يدعي أنه يمثلها ألا اللهجة و سحنات مطربيه التي تشبه الى حد بعيد أفراد الحرس الجمهوري في سورية.

بدأت القصة بأغنية أسمها "الحاصودي" و هذه الأغنية بالذات ربما كانت الوحيدة التي تحاكي شيئا من أرث المنطقة الزراعي كلماتها خفيفة مفهومة رشيقة و موضوعها مألوف يمثل الذاكرة الأقرب و لحنها يكاد يشبه الحديث اليومي الشاكي أو المعاتب بدون تكلف موسيقي بأعتماده على جملة بسيطة مسموعة كثيرا ملائمة للرقص العائلي أو الدبكة الشعبية. و تميزت بلهجة ساهمت غرابتها أو "طرافتها" في تقبلها.غنى "الحاصودي" على الديك ولم يكن له منفردا فضل انتشارها فقد غناها جملة من المغنين أكثر حضورا من "الديك" منهم "عاصي الحلاني" و "ملحم زين" و " محمد اسكندر".لم تكن هذه الأغنية مألوفة بهروبها من السائد و السائد مليئا "بالحداثة" في موضوعاته الحب السريع و النسيان السريع و "الروشنة" صدم المستمع بأغنية ذات وقع واثق تتحدث عن الحصاد فقبلت لتفردها و غرابتها و طرافتها.

جميع الأغاني التي جاءت بعدها و التي أنتمت الى نفس الموجه أتكأت على نجاحات "الحاصودي" و استمدت بعض أو كل عناصر نجاحاتها لتنسج على نفس المنوال.و لم ينج من ذلك أغنيات علي الديك نفسه "عراب" الحاصودي الذي اطلق تحت ظلال ما "للحاصودي" من حضور اغنية "علوش" و اتبعها بأخرى اسمها "حسنة" و هاتان أغنتيتان تتزلفان للحاصودي و تقبلان اقدامها في استجداء النجاح.و قد نالت هاتان الأغنيتان شيئا من نجاح الأغنية الأصل.و لكنك كمستمع تستمع أليهما و ما زالت اصداء الحاصود و فتاته السمراء في الذاكرة.

هنا أنفرطت "خيط المسبحة" و هجمت "كتيبة" المغنين المتشبهين بعلي الديك و حاصوده ساعدهم في ذلك منتج "حربوق" يعرف من أين يلدغ فتكررت أغنية "علوش" عدة مرات و استنسخت "حسنة" مرات أكثر في سياق هجمة غنائية تكرر فيها الموضوع و اللحن .و تطور الأمر وصولا الى كليبات متطابقة تكرر فيها حركات المغني "و تثني" الموديل المرافقه له و تركزت معظم تلك الكليبات الى قصة واحدة و سيناريو يتكرر في كل أغنية عمادها الفتاة المتمدنه المبهورة بالأضواء و الشاب القروي الساذج المتيم بها حبا و المتبرم بما تهواه من "موضه".تنفيذ الكليبات كان في منتهى السوء و تبدو السرعة وعدم الأتقان واضحة في أداء الممثلين ووصل الأمر الى حدود "الحمرنة" في أغنية شخص اسمه "محمد منير" الى تصوير أغنيته أسمها "الزيتون" في حقل حمضيات.و الأمر المميز أن فتيات القرية اللائي يظهرن في الكليب تبدين أقرب الى العاهرات منهن الى قنيات القرية السابقات.أما الشباب فكأنهم ما زالو يعيشون على تخوم الحضارة بلباسة و توسلاته لفتاته و قد تصيبك الحيرة و الشك في الطريقة التي تقابل بها "عوش و حسنة" أو ثائر العلي و وطفى" و كل منهما ينتمي الى واد.

الملحن لم يكلف نفسه أبدا فالأغنية تلحن نفسها و لكنه مصر على آلات "شعبية" "كالطبل و المزمار البلدي" و هذه الآلات ليست من تراث المنطقة ولا تنتمي أليها و لكن الأغنية أو المطرب يلح على وجودها وقد تطغى اصواتها على كل الأصوات الموسيقية الأخرى وربما أقتصرت بعض الأغاني على وجود هذين "الجهازين" مما يحعلها أقرب الى "الأهازيج" المناسبة للحفلات الجماعية المقامة بأسلوب بدائي في الهواء الطلق كالأعراس.ولكن كاتب الكلمات و قد ظن بأنه سر نجاح هذه الأغاني فأنطلق يبحث في القاموس المحلي عن كلمات في منتهى "المحلية" و محدودية الأستخدام لحشرها بمناسبة و دون مناسبة في تضاعيف الأغنية ولم يكن قلقا أبدا من صعوبتها أو غرابتها وكأنه في سباق مع كاتب آخر لأستغلال هذه "المفردة" قبل أن يصطادها غيره ولكن رغم "جهد" الكاتب فلم تسترعي هذه المفردات الغريبة ألا المزيد من الريبة و الأستغراب و ربما في أحسن الأحوال أبتسامة من تذكر كلمة مهجورة ذات وقع طريف.

هذه الأغاني تنتمي لكنتها الى منطقة سورية معينة و ينتمي مغنيها الى نفس المنطقة و لكن موضوعاتها و كليباتها ليس لها بيئة و ليس لها وطن و ليس لها وجود ألا في اذهان مبتكريها.ولا يعتقد القائمون عليها بأنهم ينهضون بالمحلي الى مستويات أعلى . .و ما يقدم هو ثقافة لا تنتمي الى المنطقة و أنتشارها "الطرائفي" عائد الى حس ساخر و تطلع "فكه" الى جديد لا يشبه الموجود أماالأعتماد على بعض ما هو محلي فقريب من السرقة مطعمة بأنتاج نمط محلي جديد ناتج عن واقع سياسي أنتشرت فيه ثقافة مختلفة غيرت بنية أنسان تلك المنطقة و طرق تفكيره بما لا يتناسب مع جغرافية ذات معدل هطول مطري غزير و تربة خصبة فتحول من فلاح الى جندي.
05-15-2005, 02:59 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
"الحاصودي"..فتح موسقي و سياسي. - بواسطة جقل - 05-15-2005, 02:59 PM
"الحاصودي"..فتح موسقي و سياسي. - بواسطة kan - 05-19-2005, 02:59 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  موسيقا نسمعها غالباً بالدعايات فهل يعرفها أحد " مرفق مقطع فيديو " Free Man 2 2,219 11-17-2008, 12:32 AM
آخر رد: Free Man
  باقة فيروزيات على كيف كيفكم هدية ل "عمو" بني آدم :) (وعد الحر ديييييييين) Narina 5 2,360 07-23-2008, 12:47 PM
آخر رد: Narina
  قدود حلبية و موشحات (إهداء ل "يجعله عامر") Narina 12 5,941 07-17-2008, 02:18 PM
آخر رد: Narina
  دعوة لمشاهدة الفيلم الرائع " الأرض " بنى آدم 4 2,183 02-21-2008, 01:03 AM
آخر رد: bassant
  بطل "الامين والمأمون".. مقاوم يحمل البندقية وعاشق يحب اليهودية! تروتسكي 1 1,174 09-20-2007, 11:43 AM
آخر رد: تروتسكي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS