هل للشيعة ثارات عند السنة؟؟؟ أو حتى عند "النواصب"؟

الإجابة وبكل موضوعية هي بالتأكيد لا!

وإن أردنا أن نأخذ بهذه الطريقة في التفكير، فللسنة ثارات عند الشيعة الذين يباركون قاتل بطلهم عمر على يد أبي لؤلؤة الفارسي

أما الشيعة و"النواصب" فهم متعادلين...

كيف؟؟

من هم النواصب؟ بحسب الشيعة المعادين لآل البيت؟ الآن طبعاً جميع السنة في هذا العصر ممن يصلون على آل البيت، إذن ينحصر النواصب بحسب الإدعاء الشيعي بمعاوية ويزيد فقط لا غير...

في الحقيقة حقد الشيعة على معاوية غير مبرر أبداً، فهو وإن كان حرم علي من الخلافة، ولكن هذا أمر يبرره دهاؤه السياسي ولا يمكن اعتبار وصوله للسلطة كرهاً من آل البيت فهو كان سيأخذها من أي حاكم مهما كانت ملته أو أصوله لتلبية طموحاته السياسية وانسجاماً مع ما يراه من قوة بني أمية بين العرب...
في المقابل معاوية لم يقتل علياً ولم يقتل الحسين وحفظ تاريخه بحقنه لدماء آل البيت ، وبالتالي ليس ناصبياً...

يبقى الناصبي الوحيد هو يزيد وشيعته الذي أمر بقتل الحسين؟؟
فهل كان يزيد حقاً ناصبياً؟؟
الإجابة حتى هذا الرجل لم يكن يفكر لا بكره آل البيت ولا خلافه... الرجل تعامل كأي حاكم براغماتي خرج عليه شخص متسلح بنصوص دينية ليزعم حقه بالسلطة فقضى على تمرده...

إذن ببساطة النواصب في حقيقة الأمر لا وجود لهم إلا في مخيلة الفنتازيا الشيعية...

ثم لنسلم حقاًَ أن بني أمية هم النواصب، فهل للشيعة ثارات عندهم؟؟؟
الإجابة لا: فالشيعة يباركون قاتل عمر وبني أمية قتلوا الحسين فهذه بتلك ولا ثأئر لأي منهما عند الآخر...

إذن هل للشيعة ثأر عند السنة ؟؟؟

في الحقيقة النتيجة السابقة وهي التعادل في الظلم، يمكن تطبيقها بين الشيعة وبني أمية، ولكن لا يمكن تطبيقها بحال أبداً بين الشيعة والسنة...

فالشيعة يباركون قاتل عمر ويستمرون في الإساءة له حتى اليوم وهو أهم رموز السنة..

في حين أن السنة يجرمون قاتل الحسين ويباركون آل البيت ويصلون عليهم...

إذن إن كان هناك ثأر بين سنة وشيعة فهو ثأر السنة من الشيعة مباركي قاتل الفاروق عمر، وليس للشيعة من شيء عند السنة فالسنة يجرمون قاتل الحسين ويترضون على المقتول..

هذا من الناحية التاريخية المؤسسة للفنتازيا المذهبية...

نأتي الآن للناحية الواقعية الحالية...

الشيعة يبررون تهجمهم على السنة بما يحدث في العراق...

طبعاً أنا ممن يعتبر التخلص من صدام حسين هو الإيجابية الوحيدة حتى الآن في الاحتلال الأمريكي للعراق...

في المقابل هل ما يحدث في العراق الآن هو بسبب التفكير السني؟؟؟

بالتأكيد لا، وهذا الجانب هو الجانب الثانوي في الموضوع...
المقاومة، والإرهاب في العراق هو بالدرجة الرئيسية عراقي بحت وهو صراع بين الفئة التي خسرت ملكاً ومن استعان بالأمريكان لنيله...
فلو كان شيعة صدام من عبدة الشيطان لحاربو من أخذ ملكهم وأصدروا الفتاوى بإباحة دماء "المتعاملين" معه...
الأمر سياسي بحت بالدرجة الأولى...

طبعاً سنة العراق يجيرون الدين والمذهب لتجييش أتباعهم ولكن هل الشيعة أفضل حالاً بكثير؟؟؟

رغم أن الشيعة هم الأكثرية ولو امتلكوا البراغماتية والعقلانية لكانوا مع الأكراد قادرين على فرض النظام في العراق إلا أن ما يحدث هو أن الشيعة منومين مغناطيسياً من قبل مرجعية دينية تحاول إعادة البلاد إلى القرون الوسطى وإقامة الطالبان الشيعية في العراق...

فبدل أن ينتخب الشيعة شخصاً براغماتياً قوياً كأياد علاوي ليفرض حداً معقولاً من الأمن، ذهبوا كالمنومين مغناطيسياً خلف الدعاوي الظلامية للمرجعية الشيعية التي تدخلت بوقاحة ضد قائمة علاوي ودعماً للقائمة الشيعية...
ولولا ستر أمريكا واختراقها للقائمة الشيعية بالجلبي ودعمها لعادل عبد المهدي وقبل ذلك تمهيدها لهذه اللحظة برفع الحماية عن باقر الحكيم وعز الدين سليم، أقول لولا هذا التمهيد الأمريكي للحظة الانتخابات والدور الكردي لرأينا حكومة طالبانية حقاً وعلى الطريقة الشيعية في العراق...

في الأخير، هل الموضوع هو حقاً طلب لثارات الفاروق؟؟

بالتأكيد لا، ولكنه في المقابل مطالبة للشيعة بشيء من الموضوعية... ما يحدث في العراق لا يتحمل مسؤوليته فلول البعث وأيتام صدام وزرقاوي وخضراوي فحسب، بل يشارك فيه الأفيون الشيعي وبقوة...

انظروا للانفلات الأمني منذ وصول الحكومة الشيعية "المنتخبة ديمقراطياً" لتعلموا أن الحل لا يكون بتجديد ثارات فنتازية، وإنما بتحول شيعي باتجاه الدولة المدنية وشيء من التحرر من تسلط المرجعيات وتحكمها بالرقاب الشيعية...