{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الجزائري جمال الدين بن شيخ أديب «الضفتين» رحل بعدما أنجز مشروع «ألف ليلة وليلة»
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
الجزائري جمال الدين بن شيخ أديب «الضفتين» رحل بعدما أنجز مشروع «ألف ليلة وليلة»
الجزائري جمال الدين بن شيخ أديب «الضفتين» رحل بعدما أنجز مشروع «ألف ليلة وليلة»
بيروت – عبده وازن الحياة - 10/08/05//

جمال الدين بن شيخ، الشاعر والناقد والأكاديمي والمناضل الجزائري الذي رحل بصمت تام مساء أول من أمس في احدى ضواحي مدينة تور الفرنسية عن 75 عاماً، لم يتسنّ له أن يهنأ بما كان يسمّيه مشروع العمر وهو صدور الجزء الأول من الترجمة الكاملة لكتاب «ألف ليلة وليلة» في سلسلة «لابلياد» التي خصصتها دار غاليمار للأعمال الخالدة. وكان بن شيخ انكبّ طوال أربعين سنة يعمل على هذه «الليالي» الى أن أنجز ترجمتها مع المستشرق الفرنسي أندريه ميكال. وكان قبل هذه الصيغة النهائية أصدر مختارات عدة منها ووضع عنها كتاباً هو من أهم الأبحاث في حقل «ألف ليلة وليلة» وعنوانه «ألف ليلة وليلة أو القول الأسير»، وسعى من خلاله الى قراءة «المسكوت عنه» في هذه «الليالي» جاعلاً منها نصّاً منفلتاً من التاريخ ومرآة للمتخيّل والنزوات والمآسي الانسانية.

كان جمال الدين بن شيخ على فراش مرض السرطان الذي افترسه، عندما صدر الجزء الأول من ترجمته لـ «الليالي» وربما استطاع أن يقرأ المقالات الكثيرة التي رحّبت بإعجاب وتقدير بهذا الانجاز الذي أتمّه هذان الكاتبان الصديقان، بن شيخ وميكال. ولعلّ ما عزّاه في تلك اللحظات الأليمة أن ترجمته المنجزة ستكون مثار سجال جديد حول «الليالي» التي ما زالت تكتنفها الأسرار، وستكون أيضاً المرجع الحديث الذي سيعود اليه الفرنسيون والأوروبيون لينهلوا منه كونه الأكمل والأصحّ والأجمل. فالترجمة التي كان بن شيخ من أسيادها بدت هنا كتابة أو اعادة كتابة لـ «الليالي» في لغة تشبه الأصل ولكن من غير أن تقلّده.

إلا أن جمال الدين بن شيخ لم يكن مترجماً فحسب، بل كان من الأعلام البارزين في ثقافة «ما بين الضفتين» كما يقال وكما أحبّ هو أن يسمّي العلاقة بين الشرق العربي والغرب. فهو الجزائري الذي ولد في الدار البيضاء المغربية عام 1930 لم يُضره يوماً أن تكون الفرنسية لغة تعبيره، فهو لم يفارق يوماً ثقافته العربية والتراث الإسلامي، باحثاً وناقداً وأستاذاً جامعياً في السوربون وسواها. ولعلّ كتابه «الشعرية العربية» هو من أهمّ الكتب التي تناولت الشعر العربي الكلاسيكي بجمالياته وخصائصه الأسلوبية ومضامينه وبات من الكتب المرجعية في فرنسا والعالم العربي بعدما ترجم الى اللغة الأم. أما «قاموس الأدب العربي والمغاربي الفرنكوفوني» فهو أيضاً من المعاجم الموسوعية المهمة التي تتيح للقارئ أن يطلع على آفاق هذا الأدب المكتوب بالفرنسية وعلى النتاج المتنوّع، روائياً وشعرياً وقصصياً...

ولئن عرف بن شيخ كأكاديمي وأستاذ جامعي درس عليه طلاب كثر من أجيال مختلفة، فهو كان أولاً وأخيراً شاعراً وناثراً من طراز خاصّ. وظلّ في شعره وفياً لذاكرته العربية والشرقية ولثقافته العميقة فلم ينسَق في التيارات و «الصرعات» الحديثة وما بعد الحديثة، بل جعل القصيدة فسحة لغوية تنصهر فيها اللحظة الوجدانية واللحظة الفكرية والتأمّلية. وحرص على شيء من الغنائية الخفيضة الصوت وخاطب من خلالها الطفولة والماضي والحبّ والموت وسائر العناصر التي تصنع انسانية الانسان ورجاءه وحلمه بعالم آخر، أشدّ شفافية وجمالاً. وكان لا بدّ من أن تهبّ في قصائده نسائم الشرق والتراث العربيّ ولكن في أسلوب حديث ومعاصر وفي لغة فرنسية مرهفة وملطّفة، تغرق في الغموض والتركيب المتين حيناً وتشرق حيناً آخر بوضوح. إنها لغة بن شيخ التي تجمع بين التعقّد والسلاسة، بين الصنعة والنقاء. ومن دواوينه التي صدرت في بعض الدور الشعرية: «الصمت صامتاً»، «غنائية لبلاد الجزر»، «الكلمة صاعدة»، «زبد»... ووضع بن شيخ كتباً في النظرية الشعرية والنقدية وكتاباً عن «الإسراء» ورواية عنوانها «وردة سوداء بلا عطر».

كان جمال الدين بن شيخ يشعر دوماً أن صفته الأكاديمية والنقدية طغت على صفته الشعرية والابداعية، فانصرف في مرحلته الأخيرة الى كتابة الشعر والنصوص، عطفاً على الترجمة التي جعلها عملاً ابداعياً بامتياز.

غاب جمال الدين بن شيخ بهدوء ولم يُعلن خبر وفاته إلا بعد يوم، وقد مات قرير العين بعدما لمس بيديه أن حلمه بـ «ألف ليلة وليلة» قد تحقق. ومثل الكثيرين من رفاقه المغاربيين دفن بن شيخ في مقبرة البلدة الصغيرة «شارنيزاي» التي أمضى فيها سنواته الأخيرة. كان جمال الدين بن شيخ، أديب «الضفتين» وجسراً حقيقياً بين الثقافة العربية والاسلامية والثقافة الفرنسية والغربية.
08-10-2005, 01:07 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الجزائري جمال الدين بن شيخ أديب «الضفتين» رحل بعدما أنجز مشروع «ألف ليلة وليلة» - بواسطة بسام الخوري - 08-10-2005, 01:07 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ليلة من ألف ليلة وليلة - قصة قصيرة coco 0 3,691 01-03-2011, 07:06 AM
آخر رد: coco
  في ذكرى وفاة "جمال عبد الناصر" العلماني 20 4,957 11-12-2010, 10:57 PM
آخر رد: سامي بيك العلي
  الزيات أديب الأدباء احمد زكريا 4 1,059 11-01-2010, 09:27 PM
آخر رد: عادل نايف البعيني
  أسامة حويج العمر ...أديب سوري يلقى كامل إعجابي ...بضع قصص قصيرة جدا جدا بسام الخوري 7 3,004 09-04-2010, 01:54 PM
آخر رد: بسام الخوري
  الروائي الجزائري رشيد بوجدرة من كبار الراوائيين على مستوى عالمي hamde 3 1,834 02-24-2009, 12:14 AM
آخر رد: عادل نايف البعيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS