{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
رسالة إلى الله
منى كريم غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 621
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #1
رسالة إلى الله
لم أعرف بالفعل أين ممكن أن توضع هذه المشاركة ، فكر حر لأنها تتحدث معاناة الإنسان ، أم الأديان لأنها موجهة إلى الله ، أم ساحة الأدب .. الإختيار صعب .. لكن الأهم أن تكون موجودة لنقرأها ..

ودّ
منى



رسالة إلى الله
بقلم عقل العويط

انظرني عينا بعين ولا تُشح وجهك عني. أنا عين هابيل الرائية بعدما قتلني شقيقي
قايين. لا تحدّياً أخاطبك إنما يأساً.
هل أسخر منك الآن ياالله، لأنك العجوز الضعيف المهزول. هل أجدّف لأنك الكسول
النائم على مجدك المترهّل. هل أبحث عن إله أمين آخر لأن خائن نفسك ومسلّم
أتباعك في الأرض. هل ألطم وجهك كي تصدق أني لم أعد أؤمن؟
كنت تقول وكنا نصدق. كنت تقول من يملك إيمان مثقال حبة الخردل يستطيع أن يقول
لهذا الجبل انتقل فينتقل ويصير في البحر. الأن أسألك لا أن تنقل الجبال وتسقطها
في البحر، بل أن تصدّ منافسيك والمتآمرين عليك وتمنعهم عنا.
لا نريد أعجوبة يا الله لأننا بتنا نعرف أن أعجوبتك لن تجد مكاناً لها في
الأرض. لأن الشر، الشر الذي صنعته بيديك الاثنتين، قد تمرد عليك وصار الأقوى.
شر العبقرية الكبرى هذا، هو الآن، أقوى منك يا الله.
كان الشيطان أقوى، ولم يكن ثمة قوة في الأرض تستطيع أن تتغلب على الأعجوبة.
كنت تقول إن الأعجوبة تشفي المرضى. وتقيم الموتى. وتصنع الشعر. وترسل قوس قزح
في العاصفة. وتُشلّ يد المعتدي. تيبّسها. تقطعها. شرط، فقط، أن نؤمن.
كنا نؤمن، يالله، وكنت البرهان.
لانزال نؤمن، فأين هو برهانك الآن، ولماذا لا يتحقق؟ لماذا لاتُشل، الآن، يد
هذا الشيطان الأكبر الذي يدعى الولايات المتحدة؟
إذا كنت إلهاً حقاً، فافعل ما تمليه عليك الوهتك، ولاتطلب شيئاً في المقابل.
لماذا، ياالله ـ أكنا نؤمن بك أم لاـ تتهرب من ألوهتك؟ ولماذا صرت، يالله،
قاتلاً في أرض لبنان وفلسطين والعراق بعدما كنت يوماً الهاً لحارقي الأرض؟
لماذا لاتستقوي بجنودك الكثر الهائمين بك وبسببك في بقاع الأرض؟ لماذا لاتحتمي
بهم؟ حتى أولئك الذين مصالحهم غير مصالحك، وهمومهم غير همومك، لماذا حين يقفون
في وجه الشر، لماذا لا تعضدهم وتقوّي عزائمهم؟ لماذا لاتمدّ يدك لترجّف آلة
الشرّ العظمى، هذه التي تدعى واقعياً ورمزياً الولايات المتحدة؟ لماذا لاترسل
طوفانك لالتخرّب بل لتوقف الخراب، مادمت أرسلته في أحد الأيام الغابرة، وأنقذت
جنسك البشري، ومعه زوج من كل صنف وحيوان، لماذا لاترسله الآن كي تضع حداً لهذا
الشر الذي استشرى، هذا الشر المقيم بيننا وذاك القادم إلينا بضحكات الملائكة
الأشرار؟
ومادمت أخاطبك باسمي، لماذا لاتمد يدك لترجّف آلة الشر التي تبيد شعب فلسطين،
وتلك التي تلغي شعب لبنان؟
ألا يكفيك، ياالله، إن الشعوب بأسرها، الشعوب المتألمة، الرائية، الضعيفة،
الحرة، القتيلة، المختلفة عن القطيع، إن هذه الشعوب ترفع إليك أيديها ضارعة
مستغيثة، موقظة إياك من هربك الفظيع، من نومك الأبدي، من وقوفك الصامت ـأكاد
أقولـ إلى جانب الشر؟
مابالك لا تسمع، ياالله؟ مابالك لاتستجيب شعب العراق، وهو نفسه شعب فلسطين وشعب
لبنان وشعوب أفريقيا وشعوب نواحي الظلم كلها؟ مابالك لاتراه؟ مابالك لاتتذكر
ثلاثين عاماً من الفظائع منذ رميته في الجب البعثي الى الآن؟ مابالك لاترى
بعينيك الاثنتين، هاتين اللتين تريان الكون ومافيه ومافوقه وماتحت، مابالك
لاترى الجحيم العراقية، جهنم البعث هذه، ولاترى أيضاً هذا الجزار الأميركي، وهو
يشحذ سكاكينه ـ ليتها تكون سكاكين ـ ضاحكا، جائعاً، ضحكة المجانين المرضى
وجوعهم الأبدي إلى الفتك والقتل والدم والسيطرة والإلغاء؟
ماذا دهاك أيها الله؟ ألا تستطيع أن تصوت في مجلس الأمن؟ أليس تحت يديك هواتف
حمراء تخاطب بها المترددين كي تقنعهم بالتصويت لك؟ أتكون ضد نفسك، أ/ تكون
ياترى قد ارتأيت أن الشر المقيم لادواء له سوى هذا الشر الآتي؟ أليس لديك من
ترسله إلى هناك، إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة، لتمنع وسواس المصالح
والمخاوف والضغوط والتهديد والرعب من أن ينفث غيومه السوداء فوق التشيلي
وأنغولا والمكسيك لدفعها دفعاً إلى التصويت للحرب السوداء؟
اكسر ياالله يد هذا الطاغوت، اخلقها خلعاً من الكوع كي ترتد عنا.
لاتنظر ما إذا كنا نؤمن أم لا.
افعل شيئاً حسناً نتذكرك به، من أجل أطفال العراق، من أجل شيوخه وعجزته، من أجل
فلاحيه ونبلائه، من أجل شعرائه وكتابه وفنانيه، من أجل أساطيره وطقوس التاريخ
فيه، من أجل أوثانه وآلهته، من اجل مياهه، كي لا تصير مياهاً قاحلة.
أفعل شيئاً حسناً كي لا تصير بيداء، أرض الرافدين تلك، على غرار بياديك في هذه
الأرض العربية المغمورة بالبعث وبكل بعث آخر وبكل الأسماء الأخرى: من أرض لبنان
إلى أرض الشام إلى أرض الأرض في فلسطين، إلى أرض الرافدين، إلى أرض وادي النيل،
إلى أرض المغرب العربي كله، الى أرض الخليج، وهي الصحراء ذات الشوك الأبدي،
المبلولة بالماء الأسود المقزز، ماء الموت الذي يشتاق إليه المستبد الأميركي،
ويريده ويتمنى أن ينام فيه ـ ياليتـ ويحترق.
أعطنا يدك، يدك القادرة تلك لا يدك الساكتة هذه، لنردّ بها كيد أعداء الحياة
ونلوي أعناق أرواحهم الشريرة.
أعطنا يدك لالنقتل بها إنما لننتشل شعب العراق ـ ومعه شعوب المظلومين كلهاـ من
أيدي الطغاة كلهم، من مخالبهم، من أسنانهم الكاسرة، من أعينهم التي تلتهم وتحرق
وتبيد.
أعطنا لاأن نصير عبيدك بل أن نعود بك.
أعطنا أن تظل تقبل كفرنا وأن تظل تعطي.
فأرنا الآن، أعجوبتك هذه، لالكي نؤمن، بل من أجل أن تكون.
لا على طريقة توما، ولا من أجلنا، لكن من أجل أن تستحق أن تكون إلها من جديد.


__________________

08-28-2005, 11:17 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
رسالة إلى الله - بواسطة منى كريم - 08-28-2005, 11:17 AM
رسالة إلى الله - بواسطة فلسطيني كنعاني - 08-28-2005, 07:46 PM,
رسالة إلى الله - بواسطة كمبيوترجي - 08-28-2005, 10:54 PM,
رسالة إلى الله - بواسطة إبراهيم - 08-29-2005, 12:13 AM,
رسالة إلى الله - بواسطة منى كريم - 08-29-2005, 10:04 AM,
رسالة إلى الله - بواسطة حسان المعري - 08-29-2005, 10:08 AM,
رسالة إلى الله - بواسطة أوريجانوس - 08-29-2005, 11:48 AM,
رسالة إلى الله - بواسطة طريف سردست - 08-29-2005, 02:06 PM,
رسالة إلى الله - بواسطة إبراهيم - 08-29-2005, 04:21 PM,
رسالة إلى الله - بواسطة منى كريم - 08-29-2005, 08:51 PM,
رسالة إلى الله - بواسطة الختيار - 09-03-2005, 08:21 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رسالة في التفكير فارس اللواء 0 555 06-09-2013, 09:06 PM
آخر رد: فارس اللواء
  رسالة في الإعلام فارس اللواء 0 543 06-08-2013, 11:00 AM
آخر رد: فارس اللواء
  رسالة في السياسة فارس اللواء 0 545 06-06-2013, 12:15 AM
آخر رد: فارس اللواء
  رسالة إلى العقيد Nowruz 18 5,531 11-01-2011, 08:46 PM
آخر رد: فخري الليبي
  مجرد رسالة فكرعميق 5 2,125 05-13-2011, 02:04 PM
آخر رد: فكرعميق

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS