الزملاء الكرام؛

في اليومين الأخيرين، تم الاعتراض بالنادي على مواضيع بساحة أقلام ساخرة، وهي ليست المرة الأولى. فهذه الساحة تواجه اعتراضاتٍ من كل النواحي والفئات الدينية خصوصاً (مسيحية/إسلامية) منذ نشوئها.

وهذا ما جعلني من خلال ما تمخض من نقاشات حول الأمر في ساحة الشكاوي أفتتح هذا الموضوع، ليس بالطبع للنقاش حول موضوع محدد، وليس لإعادة معالجة شكوى ما، فهذا ليس الهدف من موضوعي.
لكني أهدف للاستماع للآراء، ولمناقشة رأيكم بفن السخرية بحد ذاتها وحتى وإن طال ما تعتبرونه مقدساتكم الدينية.

والموضوع بأساسه حرضه نقاشي مع الزميل "الزعيم رقم صفر"، في ساحة الشكاوي. ورأيه الذي أخالفه بأن المقدس الإسلامي أو الديني بشكل عام (مسيحي أو إسلامي) لا يجب التوجه له بسخرية من قريبٍ أو بعيد باعتبار أن بذلك إساءة للمسلم ذاته (كشخص).

رأيي بالمختصر، أنه يمكن السخرية من أي شيء كان عمومياً فذلك فن، وإن السخرية ضمن الإطار الساخر هي غير النقد الموضوعي الأكاديمي.
فلكل شيء مكانه وموضعه، ولكل سياق ظروفه، ولكل حادث حديث.
من الطبيعي أنه لا يمكنني مثلاً بموضوع في الأديان أكاديمي أو حساس أو جدي بالمختصر أن أدخل لأهرج، كما لا يمكنني بعرسٍ أن أقرأ ورقة نعي. ولا بجنازة أن أرقص.
وأسئلتي هنا كثيرة، فلماذا يتماهى الديني مع دينه، بحيث يعتبر كل سخرية أو نقد لدينه أمراً مرفوضاً، بينما لا يتوانى -هو- عن السخرية من أديان غيره وأفكار غيره من دينيين ولادينيين بدون رقيب ولا حسيب.
ولماذا يتماهى المسلم مع أفكار عمومية، هو من يعرضها أساساً ليدعو الآخرين لها ويدعو لحكم المجتمعات من خلالها.
أوليست السخرية فن؟ وهي تتعلق بكل ما هو عام ومعروض بالسوق من أفكار؟
لماذا إذاً يمكن السخرية من الأيدولوجيات، من الشخصيات العامة السياسية منها والأدبية والاجتماعية، ولا يكون مسموحاً أن يتناول فن السخرية الأفكار الدينية ورموزها. وذلك طبعاً ضمن الأطر التي تجعلها كذلك، وليس بأي مكان كان ولا بأي موضوع كان كما كررت سابقاً.

بانتظار تفاعلكم، تقبلوا مني فائق التحيات.
طارق.
(f)