كلمة الرئيس الاسد هي كلمة المقاومة العربية، هي كلمة العنفوان وعدم الخضوع للغزو ‏الصهيوني.‏
خطاب الأسد هو وجدان كل عربي يشعر في زمن الانحطاط والهيمنة الأميركية الصهيونية على ‏المنطقة بالظلم الذي يلحق بالعرب، وبثوابتهم القومية.‏
هو شعور كل عربي ينتفض على الظلم في فلسطين، وينتفض على غزو العراق وينتفض على إخضاع ‏العرب للهيمنة الاسرائيلية.‏
أما الذين يحبون سياسة الزواريب فسيفتشون عن كلمة الرئيس الأسد بشأن الرئيس ‏السنيورة، ولعل من حق مجلس الوزراء اللبناني لا بل من واجبه ان يدافع عن رئيس الحكومة ‏اللبنانية، ولكن المشكلة ليست هنا، فهي ليست في كلمة في خطاب، بل هي في الموقف العربي ‏العام.‏
الذين ساروا بالقرار 1559، ثم ألحقوه بالقرار 1595 ثم فرحوا بالقرار 1636 الذي يجعل من ‏ميليس حاكماً عرفياً على لبنان وسوريا لم يدركوا ان لدى العرب عنفوانا لا يؤخذ الاّ بعد ‏الاستشهاد، وعزة لا تنتهي حتى تتوقف الأرض عن الدوران، وصراع حق عربي في وجه باطل ‏اسرائيلي لن ينتهي الاّ بانتصار الحق على الباطل.‏
هؤلاء نسوا ان بيروت طردت شارون منها، وأزالت الاحتلال عنها، وان في لبنان مقاومين قدموا ‏الدماء بالالاف لكي يتحرر لبنان لا لكي يأتي ميليس ويكون حاكماً عرفيا ًعلينا.‏
ومن يكون ميليس ليذهب الى دمشق وينصب نفسه حاكماً عرفياً، الا يعرف العالم كله ان قبر صلاح ‏الدين هو في دمشق؟
ألا يعرفون ان دمشق هي قلب العروبة النابض؟
ألا يعرفون ان الفرق كبير بين طوائف تحكم في لبنان وبين لبنان مستقل يقاوم اسرائيل؟
ارادوا الحقيقة واردناها، ولكننا لم نرد الحقيقة لكي يحكمنا تيري رود لارسن، ولا قاضياً ‏ألمانياً اسمه ديتليف ميليس، ولا كي تأتي الصهيونية عبر لجنة تحقيق دولية.‏
قدمنا الدماء بحيرات بحيرات، لا بل بحراً من الدماء العربية ولا يحق لأحد ان يتنازل عن دم ‏الشهداء، فالذين استشهدوا ينظرون الينا وينتظرون الموقف الذي سنتخذه، ويريدون موقف ‏عنفوان وعزة عربية، وها ان الرئيس بشار الاسد قد حمل راية هذا الموقف.‏
الطوائف تنتفض في لبنان لأنها تريد لبنان مزارع طائفية لها، ومع أننا لا نقبل أي مس بمقام ‏رئيس الحكومة، إلاّ ان هؤلاء الطائفيين كانوا يتسلون بكل الكرامات وأولها كرامة ‏اللبنانيين، مروراً بكرامة رئيس الجمهورية، الى كرامة رئيس المجلس، الى كرامة المؤسسات ‏كلها، حتى جعلوا الدولة اللبنانية مزرعة طائفية لهم، فتقاسموا الصناديق في ما بينهم، ‏وسرقوا أموال اللبنانيين، واختبأوا خلف سرقات بعض ضباط المخابرات السوريين.‏
نعم لقد سرق بعض ضباط المخابرات السوريين في لبنان أموالاً، ولكنهم كانوا شركاء بالحصة ‏القليلة مع سياسيين لبنانيين، الذين اخذوا الحصة الكبيرة، واعتقدوا انهم باللعب على ‏عواطف اللبنانيين والحديث عن مخالفات الضباط السوريين خلال وجودهم في لبنان أنهم قادرون ‏على إخفاء الحقيقة، وهي ان مال الشعب اللبناني قد تمت سرقته من قبل هذه الفئة من ‏السياسيين الذين أقاموا الديون بـ 36 مليار دولار على كاهل الشعب اللبناني.‏
ليت بشار الأسد يحاسب الضباط الذين سرقوا في لبنان، ولكننا نسمع في الوقت ذاته أسماء ‏شركائهم اللبنانيين فيتم فتح ملف الفساد، وهكذا تظهر الصورة الحقيقة للشعب اللبناني، ‏ويعرف أن المنادين حالياً باستقلال لبنان انما هم ارتكبوا جريمة سرقة الشعب اللبناني ‏وإفقاره وإيصاله الى هذه الحالة.‏
نعم كنا في زمن الوصاية السورية ولكننا الآن في زمن العبودية الدولية.‏
الذين يريدون الحقيقة القومية يقولون اننا كنا في زمن المصير الواحد، اننا كنا في زمن ‏تحرير الجنوب بدعم سوري كامل، أننا كنا في زمن يستقوي فيه علينا عدونا الاسرائيلي بكل ‏اسلحته، ولكن بقوة الاخوة اللبنانية السورية انتصرنا على اسرائيل وحررنا الجنوب.‏
عندما يريد الرئيس السنيورة كرامته، فعليه ان لا يذهب الى بعبدا ويطلب إلغاء حفل ‏استقلال لبنان لأن سعد الحريري يمنعه من الذهاب الى بعبدا.‏
عندما يريد الرئيس السنيورة إلغاء حفل الاستقلال لأنه لا يستطيع المجيء الى بعبدا، فعليه ‏ان لا يأتي بتوقيع الرئيس لحود رئيساَ للحكومة ويستعمل هذا التوقيع ليطعن حفلة استقلال ‏لبنان التي هي رمز كبير للبنانيين.‏
لا أحد يستطيع أن يكون مع سوريا إن لم يكن مع لبنان، ولا يمكن ان يكون انسان عربي يحب ‏سوريا إن لم يكن يحب لبنان، لكن الذي بقي عشر سنوات وزيراً للمالية يفرض الضرائب على ‏اللبنانيين لا يحق له ان ينتفض على كلمة يوم كانت السرقات تمر كلها أمامه ومعه طوال عشر ‏سنوات، وكان وزيراً للمالية وشاهد زور.‏
بين الكرامة العربية وتحرير الجنوب ومواجهة اسرائيل وبين أخذنا الى سياسة الزواريب في ‏رئاسة الحكومة، فإننا نختار الكرامة العربية التي تجسدت بكلمة الرئيس بشار الأسد.‏
اننا نقول مرة جديدة أن أية نقطة دم عربية تسقط من شهيد في لبنان أو في سوريا فإنها ‏ستكون برقبة تيار المستقبل وبرقبة الرئيس السنيورة، وإن كل أخ لشهيد أو شبل لشهيد، ‏أو ان أي شهيد يريد أن يستشهد فما عليه الاّ أن يعرف أن دمه هو على الرئيس السنيورة ‏وعلى من يدعم السنيورة وتيار المستقبل، وكل من يأتي بغزوة أميركية - صهيونية إلى ‏المنطقة.‏
ان زمناً آت الى لبنان سيكون زمن التضحيات والاستشهاد، ولا نريد أن نرحم أحداً، وفي ‏المقابل نقول لا ترحمونا، فالفرق بيننا وبينكم أنكم عبيد لجيوبكم، فيما نحن نملك الدم ‏الاحمر القاني الذي نقدمه في سبيل الشهامة العربية وكرامة لبنان وسوريا.‏
لقد أطلق الرئيس الأسد في خطابه لحظة الاستشهاد، وان الاستشهاد سيبدأ، ولم نعد نريد أي ‏شيء الاّ كرامتنا العربية، ولن يأتي موشي واليعازر ولا شارون ولا رابين ليحكم حنا وانطون ‏وطانيوس ومحمود.‏
ان زمن الغزوة الصهيونية قد انتهى، وان كلمة الرئيس الأسد قد اطلقت تياراً لن يتوقف ‏حتى يسقط كل غزو لبلادنا.