السلام للجميع :

لعل الجميع يتسائل اليوم بعد جريمة الاردن اين ستكون الجريمة المقبلة وقد يعمل الباحثون والمحللون عقولهم فى البحث عن مكان الضربة التالية او الغزوة التالية وزمانها غير ان من يبحث فى هذا الامر كمن يسعى وراء السراب لانه يفترض ان تكون وراء كل ضربة عقول درست الاهداف وثمنت النتائج وان هذه العقول قادرة على توجيه الضربة المناسبة فى المكان المناسب ولكنهم ليسوا بهذا القدر من الحرية ..

انهم يائسون .

كلامى ليس مبعثه الامل بل مبعثه ما يحدث على ارض الواقع فلو تابعنا بتمعن مسلسل التفجيرات والتى نسبت الى القاعدة بشكل خاص نجد انها ضربات بدأت باهداف ذات بعد استراتيجى واستهدفت بشكل خاص المصالح الامريكية فى افريقيا مثلا ثم مالبث الامر ان تغير شيئا وفشيئا وصارت الضربات اقل احكاما واشد تاثيرا ولكن بشكل عكسي تماما ..
وهذا يدل على ان الخناق قد ضيق عليهم وان مجال الحركة لهم ضمن ميدان المعركة صارت مقيدة فقد انهالت عليهم الضربات من كل جانب ورغم اعتمادهم الخلايا النائمة الا ان معظم هذه الخلايا قد تم كشفها وتم احباط العديد من المحاولات التخريبية فى العالم .. المانيا .. هولندا واخيرا استراليا ...
وبتوجه هؤلاء الى استهداف الدول العربية ان هو الا نوع من ردود الافعال التى يحاولون تغليفها بغلاف شرعي تحت عنوان انهم اعوان الكفرة وان الانظمة العربية كافرة وانها بالتالى هى الاحق بان تقاتل وان تقاوم..
ورغم هذا فقد فشلت عملياتهم التى وصفوها بالاستراتيجية ولم يعد امامهم بالفعل الا الانتحار بتلك ا لطرق التى رأيناها فى المغرب وفى السعودية واخيرا فى الاردن .. فاين يا ترى ستكون الضربة التالية .

اليأس اعمى

نعم الضربة التالية لن تكون خاضعة لاى عوامل استراتيجية الهم الفرص السانحة بمعنى انهم بانتظار ان تغفل عين ما وان يتسلل منهم انتحاري ولا يهم التجمع بل المهم حجم الضربة خاصة وانهم لايملكون الادراك الكامل بنتائج العمل وهذا بالطبع لحسن الحظ لانه المفتاح الى القضاء عليهم .. فكما نلاحظ ان الخناق بدا يضيق وان ضرباتهم طائشة ...

فهل تكون الضربة القادمة فى تونس ام مصر ام ليبيا ام جزر القمر .
ربما قد تكون الضربة القادمة فى الامارات حمى الله الامارات واهلها
وفالامارات قد صارت دولة عصرية ذات صبغة اقتصادية عالمية وبالتالي فانه ليس من الصعب التسلسل وضرب اى منشأة فيها وتسجيل ما يرونه انتصارا جديدا يسجل فى سجلهم الاسود الخاص بهم ..

علينا جميعا ان نعي ان الخطر غير مقصور على احد دون الاخر بل اننا جميعا فى دائرة الاستهداف وان المعركة الرئيسية ذات شقين .. معركتنا ضد الديكتاتورية ومعركتنا ضد التطرف وعلينا ان لا نتجاهل اى منها على حساب الاخرى وان لا نكرر نفس الغلطة التاريخية حينا ضحكت علينا الانظمة العربية وصادرتنا بكليتنا لصالح ما يسمى المعركة ...فكتمت اصواتنا واصوات المعركة التى بعنا ذواتنا لاجلها ...

تحياتي

والى لقاء قريب.....