{myadvertisements[zone_1]}
وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة
الحسن الهاشمي المختار غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 436
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #1
وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة
الحمد لله العزيز الحكيم
نتكلم اليوم عن وفاة المسيح عليه السلام بالمنطق وبالحكمة ثم نعرض ما استنتجناه على القرآن.

أما المنطق :
فإن حادثة الصلب موثقة عندهم بكل تفاصيلها في أناجيلهم الأربعة ،
حتى كلام المصلوب وهو على خشبة الصليب ودعاءه إلى الله وقوله للص الذي صلب بجانبه : الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس . وطلبه من الله أن يغفر لقومه لأنهم لا يعلمون.
وبما أنه لا توجد طائفة نصرانية واحدة تنفي حادثة الصلب فإن رواية أهل الكتاب تبدو لي منطقية لأن الله لا يضل الجميع وإنما يضل الظالمين فقط وأما المؤمنين فيجب أن يبقوا على الهدى لأن الله لا يطمس الحق.
إذن منطقيا أصدق كلام الزملاء النصارى مع التحفظ على كلمة (قتل)،
أقول : إن المسيح توفاه الله بسلام على الصليب ولم يقتل.

ماذا تقول الحكمة؟
هل من الحكمة أن يرسل الله رسولا ثم يمكن منه أعداءه فيقتلوه؟
أليس حقا على الله نصر المؤمنين؟
إذن فتمكين الله لأعداءه بأن يقتلوا رسوله أمر مناقض للحكمة والله هو العزيز الحكيم .
إذا حدث ومكن الله أعداءه من أحد أنبياءه فإنه ينجيه من القتل كما حصل لإبراهيم عليه السلام، لقد تمكن قوم إبراهيم من الإمساك به ورميه في النار فأنجاه الله بقوله يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم). فتلك كانت آية إبراهيم إلى قومه أنه على الحق.
ماذا عن عيسى عليه السلام ؟ هل يمكن أن يكون في تمكين الله أعداءه من عيسى آية لقومه؟
أليس في ما جاء به من بينات تغني عن أية آية أخرى !!؟
أجيب : إن الآيات نوعان :
1) آيات هداية. 2) آيات وقاية.
المعلم يشرح لتلاميذه الدرس فيفهمونه ، ففي شرحه (هداية).
وبعزز الشرح بتمارين تطبيقية ليزدادوا فهما يقيهم من الرسوب في الامتحان. وهذه هي (الوقاية).
وما مثل الناس في الحياة الدنيا إلا كمثل التلاميذ في المدرسة ، والرسل هم المعلمون ،والمنهج هو الهدى الذي يأتي به الرسل.
وكما أن التلاميذ لا يمتحنون إلا بعد أن تفسر لهم الدروس (نظريا وتطبيقيا) فيفهمونها، كذلك الله تعالى لا يمتحن قوما بعد هدايتهم حتى يبين لهم ما يتقون.
ما الذي تقتضيه الحكمة من آيات تقي قوم عيسى من الفتنة؟
إن المسيح عليه السلام هو الرسول الوحيد الذي آتاه الله أعظم البينات
التي هي من خصوصيات الله كإحياء الموتى بإذن الله ، وخلقه من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ، ويعلم ما يأكل الناس وما يدخرون،
إذن فهذه الآيات التي أوتيها عيسى قد تفتن الناس من بعده فيتخذوه إلها ، وهو بالفعل ما حصل من بعده، فقد جاءهم الشيطان فأوحى إليهم أن المسيح ما فعل تلك الآيات العجيبة إلا لأنه ابن الله أو هو الله نفسه.
والله تعالى أعطى قومه دروسا وقائية يتقون بها فتنة الشيطان.
وأهم وخير آية يجب أن يتذكرها قوم عيسى هي آية (الموت) ، فالله وحده هو الذي لا يموت ، لو أن الله رفع عيسى إلى السماء بدون أن يتوفاه لكان لقومه العذر يوم القيامة بحجة أنه لم يمت لذلك آمنوا أن الله تجسد في المسيح.
والله تعالى لا يستدرك عليه بل يقيم عليهم هذه الحجة لكي لا يكون لهم عذر يعتذرون به يوم القيامة.
إذن فالمسيح يجب أن يموت في ختام رسالته.
كيف تكون وفاة المسيح؟
لو أن الله توفى المسيح وفاة طبيعية لم يعلم بها إلا أهله وبني بلدته ثم رفعه إليه وجاء الناس فلم يجدوا له قبرا لشك الناس في الأمر ولسرت إشاعات بين الناس أن المسيح لم يمت ولنفخ الشيطان في الإشاعة حتى يتقبلها الناس فيصدقوا أن المسيح هو الله الحي الذي لا يموت.

إذن فالحجة بموت المسيح لا تكون قوية إلا إذا كانت وفاة مؤكدة لكل الناس يستيقن فيها الناس أنه قد مات ، يجب أن يشهرها الله بحيث تصبح حقيقة تاريخية لا جدال فيها،
وأحكم وأنسب طريقة لتحقيق ذلك هي أن تكون الوفاة أمام أعين الناس ( أنصار المسيح وأعداءه) بحيث لا يختلفون إلا في كونه أمات أم قتل . وكلاهما يعنيان فقدان الحياة.
والدرس الثاني الذي يجب أن يتذكره قوم عيسى من وفاته فيتقوا به فتنة الشيطان هو أن عيسى ما هو إلا عبد من عباد الله بدليل أنه فعل به كما فعل بعازر وكل الذين أحياهم بإذن الله، فكما أمات الله عازر فأحياه الله على يد عيسى فعاش ما شاء الله ثم مات موتته الثانية .كذلك فعل الله بعيسى أماته الله فأحياه فهو حي في السماء ثم يعود إلى الأرض فيعيش ما شاء الله ثم يموت موتته الثانية .
لو كان المسيح إلها لكان فاعلا فقط لا مفعولا به، إذن فهو ليس إلها.
ماهو الدرس الآخر الذي يجب أن يستنطبه قوم عيسى من تمكن الأعداء من المسيح؟
الحكمة من ذلك هي أن المسيح لو كان إلها لاستطاع نصر نفسه لا أن يقع بين أيدي أعداءه .

ماذا يقول القرآن في قضية الصلب؟
هل يتوافق القرآن مع ما استدللت به من منطق ومن حكمة؟
نتوقف عند قوله تعالى : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم).
نفي الشيء له معنيان :
عدم وقوعه بالفعل. أو وقوعه بالفعل مع عدم تأديته الغرض المطلوب. مثلا : إذا قلت لك : إنك لم تغلق الباب. فهناك احتمالان :
إما أنك لم تغلق الباب بالفعل ، أم أنك لم تغلقه بإحكام كما ينبغي.
إذا رسب ابني في الامتحان فإني أقول له : ما ذاكرت دروسك . حتى لو كنت قد رأيته يذاكر دروسه قبل الامتحان لأن النتيجة لم تتحقق التي هي النجاح.
وقد ينفى وقوع الشيء حينما يرد تحقيقه إلى من لو يشاء لما تحقق .
قال تعالى : فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم) نفى الله عن المؤمنين قتل الكفار لأن الله هو الذي وفقهم فلو شاء لما تحقق القتل.
كذلك القول في : وما رميت إذ رميت إذ رميت ولكن الله رمى.
إذن فقوله تعالى : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) تحتمل إحدى الفرضيتين:
إما أنه لم يحصل لا قتل ولا صلب. أو أن الصلب وقع بالفعل ولكنه لم يحقق هدفه الذي هو القتل،
ماذا عن قوله تعالى (شبه لهم) ؟
إذا بني فعل (شبه) للمجهول وأريد به أن يعني (وقع الشبه على رجل آخر) فلا بد من ذكر المشبه به، كأن يقول : ولكن شبه لهم بأحد رجالهم.
وبما أن المشبه به لم يذكر في الآية فإننا لا نأتي به من عند أنفسنا إلا إذا كان قد قال بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن لم يقل بذلك رسول الله فعلى المدعي البينة، وأنى له أن يأتي بالبينة وهو لم يشهد حادثة وفاة المسيح.
وحيث أنه لا توجد بينة فإننا نأخذ (شبه لهم) على قاعدتها التي تستعمل في الكلام مثل قولي بعدما رسب ابني في الامتحان : ما ذاكر ابني دروسه ولا راجعها ولكن شبه لي) . قلت هذا الكلام لأني كنت أرى ابني فاتحا كتابه يقرأه.
ولو أن الله تعالى أنجى إبراهيم من النار وأخفاه عن قومه فظنوا أنهم أحرقوه لكان كلامنا صحيحا إذا قلنا عن قومه : وما أحرقوه وما أضرموا فيه النار ولكن شبه لهم.

لكي نعرف قول الله الفصل في هذه القضية فعلينا ألا نقف عنده قوله تعالى (شبه لهم) وإنما نتابع القراءة إلى ختام الآية 159 من سورة المائدة.

شهادة الله هي الفصل في هذه القضية، وهذه القضية أطرافها ثلاثة :
1) الصالب : وهم جنود الرومان والذين كفروا من اليهود.
2) المصلوب: وهو الشخص الذي علق على الصليب.
3) الجمهور : وهم جموع الناس الذين حضروا حادثة الصلب.
وشهادة الحق يجب أن تبين انطباع وشعور كل الأطراف الثلاثة. إن تحدث فقط عن طرفين دون الثالث فإن الشهادة لا تعتبر شهادة بالحق لأنها شهادة ناقصة ، والله تعالى هو العزيز الحكيم فهو الذي يقص علينا انطباع وشعور كل أطراف القضية.
أما الطرف الأول (الصالب) الذين قاموا بعملية الصلب فإن الله قال عنهم : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم.
وأما المصلوب فهو الضمير المتصل (ه) : صلبو (ه) و قتلو (ه) ، وهو أيضا الضمير المستتر نائب الفاعل لفعل ( شبه) المبني للمجهول.
وأما الطرف الثالث (الجمهور) الذي شاهدوا الحادثة فينبغي أن يكونوا هم الذين قال الله عنهم : وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا.

اختلاف هؤلاء هو الذي سيتبين لنا منه إن كان هناك شبيه أم لا.
فيم كان الاختلاف والشك؟
أجابنا الله : وما قتلوه يقينا. هذا هو حكم الله في ما يختلفون فيه.
لو كانوا يختلفون في شخص المصلوب لحكم الله في ذلك وقال : وما صلبوه يقينا. فنفي الصلب ينفي معه القتل من باب أولى . لكن الله قال: وما قتلوه يقينا ، ونفي القتل لا ينفي الصلب.
وحتى لو افترضنا أنه كان هناك شبيه وأن الحاضرين كلهم جميعا ظنوا أنه هو المسيح فلماذا يجعل الله قتل الشبيه محل خلاف وهو الذي أراد أن يصلب رجل آخر بدلا من المسيح؟

إذن فالاختلاف لم يكن في شخص المصلوب وإنما في كيفية فقدان المصلوب لحياته، فريق قال إنه مات وفريق قال إنه قتل، فالشك هو الذي نتج عنه الاختلاف، ولا يكون الشك في الأمور المتباينة وإنما يكون في الأمورالمتشابهة التي نتيجتها واحدة . لا تشك في من تراه واقفا أمامك أنه نائم وإنما تشك فيمن تراه مستلقيا على سرير مغمض العينين مغطى بلحاف لأن هذ ا هو حال النائم ،
كذلك الشك هنا كان في حالتين ( مات أم قتل) نتيجتهما واحدة هي فقدان الحياة. ونفي القتل (وما قتلوه يقينا) يثبت الحال الأخرى.
وباعتبار أننا فهمنا المعنى من (وما قتلوه يقينا) لم يشأ الله أن يكرر شيئا مفقوه معناه وهو ( الوفاة) لذلك لم يقل بعد ذلك : بل توفاه الله ورفعه إليه وكان الله عزيزا حكيما، وإنما قال بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما.
وهل نفهم من كلام الله هذا أن عيسى حي في السماء ، وهو يستمر حيا لا يموت بعد ذلك؟
يجيبنا الله بقوله : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته
ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ) ، هذا هو الموت الثاني للمسيح عليه السلام.

كانت هذه هي شهادة الله لما جرى لعبده عيسى ، وكفى بالله شهيدا.
لقد كانت وفاة المسيح سلاما لم يتألم فيها ولم يكسر له فيها عظم كما كانت النار بردا وسلاما على إبراهيم، وذلك هو مكر الله الذي رد به على مكر أعداءه. لم يتألم من أثر المسامير ، فإذا كان الإنسان اخترع شيئا اسمه البنج يستطيع بواستطته أن يبتر أي عضو من أعضاء الجسم دون الإحساس بالألم فما بالك ب (حتة مسمار) !!
لقد شبه للناس أن المسيح تألم على الصليب فمات بسبب ذلك ،( وهذا هو القتل) بينما الحق هو ما قاله الله في أنه توفي بسلام.


إذن لقد كان في وفاة عيسى حجة على من اتخذه إلها ليحاسبهم الله عليها يوم القيامة ، هذه الحجة نبه الله عليها في القرآن بقوله :
(واتخذوا من دونه (آلهة) لايخلقون شيئا وهم يخلقون ولايملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولايملكون (موتا) ولا (حياة) ولا (نشورا).
وفي تمكن أعداء الله من الإمساك بالمسيح وعدم استطاعته نصر نفسه
حجة أخرى نبه الله عليها في القرآن بقوله : ( أم لهم (آلهة) تمنعهم من دوننا لا يستطيعون (نصر أنفسهم) ولا هم منا يصحبون).
أيكون المسيح إلها وهو لا يستطيع نصر نفسه !! ؟ أيكون إلها ولا يميتهم !!؟ أيكون إلها ولا يملك حياة !!؟ أيكون إلها ولا يملك نشورا !!؟ لو كان يملك نشورا لأحيى نفسه وعاد إلى قومه.
إن أمة النصارى ليست هي أول أمة تؤله رسولها ، فقد سبقهم اليهود في ذلك حيث قالوا عزير ابن الله، فأقام الله الحجة على اليهود بأن أمات عزيرا 100 عام ثم بعثه ، فعلمت اليهود أن عزيرا لو كان ابنا لله لما أماته الله.
فهل ينتهي الزملاء النصارى عن تأليه المسيح بعدما تبينت لهم الحكمة؟
إنها حكمة واضحة بحيث لو كان في زمن المسيح رجل أوتي شيئا من الحكمة لتنبأ بحادثة الصلب قبل وقوعها، فالمسيح رسول علمه الله الحكمة حتى أنه تنبأ بحادثة الصلب وبموته وقيامته ...
11-20-2005, 11:35 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة - بواسطة الحسن الهاشمي المختار - 11-20-2005, 11:35 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  وما قتلوه وما صلبوه ( يقينا ) - قراءة في الكتب الاسلامية NEW_MAN 18 2,942 07-05-2005, 01:20 AM
آخر رد: DAY_LIGHT
  وما قتلوه وماصلبوه ، هل تنفي ام تؤكد رواية الانجيل ؟ NEW_MAN 365 122,770 06-16-2005, 01:23 AM
آخر رد: Hossam_Magdy

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS