بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم،
وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم،
في العالمين إنك حميد مجيد

كلنا يقرأ هذه الصلاة الإبراهيمية الشريفة خمس مرات في صلاته، ويصلي على محمد وآله، ومن آله فاطمة وابنيها وابنتيها باتفاق، ولا ننسى بعلها أمير المؤمنين علي.

وترك موضوع شتيمة الآل، للتلهي بخلاف بفقهي حول إباحة المتعة وحرمتها، وكأن الآل هم خصوص لطائفة من المسلمين ولا يخصوا الباقين، كان مما عتبته على العديد من الزملاء الذين شاركوا في مهزلة اليوم التي تطاولت لأكثر من سبع صفحات.

آل محمد هم من وصيته فينا، ولا نترك الذب عنهم من أجل ما يغلب على ظننا صحته من أحكام شرعية، فحبهم من الإيمان وبغضهم من النفاق. وما علمنا مسلما صالح الإيمان يبغض فاطمة وابنيها، أو يقبل التطاول عليهم، أو يقبل شتيمة محمد في عرضه بابنته وابن ابنته.

أما نكاح المتعة، مع تبنينا لتحريمه، إلا أن تبنينا هذا إنما هو واقع في نصوص ظنية الثبوت أو الدلالة أو كليهما معا.
وهذا يجعل رأينا في تحريم المتعة صواب محتمل للخطأ، ورأي من قال بإباحته خطأ محتمل للصواب.
محتمل لأن ذات النص يقبل ذلك، فما يصح عندي من أحاديث على شرطي ليست ملزمة لمن لم تصح لديه على شرطه، وفهمي لآية ما تحتمل وجوه فهم بذاتها ليست حجة على من فهم غير هذا الفهم بما تحتمله الآية، وأمر الإمام هو الذي يرفع الخلاف على أية حال.
مع فرض القول بإباحة المتعة، فإن هذا القول لا يعني بالضرورة الدعوة إلى عملها، فالضراط والفساء في المجالس أمر مباح إلا أنه لا يليق بنا فعله.
ليس كل مباح يفعل أو يترك، إنما يقرر العقلاء لأنفسهم وللسفهاء ما ينبغي فعله أو تركه من المباحات، ألم تروا أننا نحجر على السفيه أن يضيع ماله في شراء الحمام والدجاج الفاخر، مع قيامنا نحن بهذا الشراء، أو قولنا بإباحته على أقل تقدير؟

لا نخلط بين الشيعة وآل البيت، قد تكون لنا ملاحظات فقهية على بعض الشيعة أو على بعض من آرائهم، وقد يكون لنا ملاحظات سياسية على قوم منهم أو على جهة من مراجعهم، وقد نحاصم بعضهم على ساحات هذا النادي بما يليق من الخصومة أو لا يليق. إلا أن هذا لا يعني أبدا موافقتنا أن يأتي مسلم أوملحد، شيعي أو سني، أو من غير هؤلاء واولئك، ويشتم سادتنا آل بيت الرسول من غير سبب إلا التشتم.

أرجو ممن يقرأ موضوعي هذا أن لا يتركه هجرا، بل أبلغوه سبع صفحات كما وصل قرينه المسيء، ضعوا رأيكم بما قلت ملحقا بالصلاة على محمد وآله إن كنتم من أهل الصلاة عليه. وضعوه على ايه حال حتى ولو لم تصلوا عليه.
وأعرضوا صفحا عمن سيتناول الموضوع بلمز أو بغمز، أو بمحاولة حرف عن المسار.
وليكن هذا الموضوع إدانة للعبثية التي شهدناها اليوم في ساحات النادي.

وآت اللهم محمدا الوسيلة والفضيلة، والدرجة العالية الرفيعة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد،
وصل اللهم على عبدك محمد النبي الأمي وآله وصحبه وبارك وسلم تسليما كثيرا.