قصاصة صحفية تثبت ضلوع اسرائيل بقتل الحريري
قصاصة صحفية تثبت ضلوع اسرائيل بقتل الحريري
من أجل الحقيقة
د.يوسف سلامة سلامة: ( كلنا شركاء ) 1/12/2005
في صحيفة الشرق الأوسط, العدد //8305// الصادر يوم الجمعة بتاريخ 24/08/2001 ورد التقرير التالي وأنشره كما ورد بالحرف:
خطة لاغتيال بري والحريري كشفها عميل سلمته دمشق إلى بيروت
«الشرق الأوسط» تحصل على اعترافات ضابط فلسطيني متعامل مع إسرائيل كلفته الموساد بمؤامرة اغتيال وهمية والبحث عن موقع الطيار الإسرائيلي المفقود رون آراد وتنفيذ تفجيرات
بيروت: إبراهيم عوض
حصلت «الشرق الأوسط» على معلومات خاصة عن اعترافات قدمها مسؤول عسكري فلسطيني كان معتقلا في سورية وسلمته الى السلطات اللبنانية اخيرا. وتحدث الضابط المعتقل عن تورط قائد «القوات اللبنانية» المنحلة سمير جعجع مع الاسرائيليين في خطط ومشاريع ضد الدولام، لبنانية. كما تحدث عن خطط اسرائيلية لتفجير الوضع بين الفلسطينيين واللبنانيين وأعد خطة لاغتيال شخصيات سياسية بينها رئيس الحكومة رفيق الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه ! بري، ووضعت تفاصيلها بدقة بما في ذلك الطريق الذي يسلكه موكب الرئيس بري لكن تم الكشف عنها للسلطات الأمنية اللبنانية قبل التنفيذ. وذكرت مصادر مطلعة ان اجهزة الأمن المكلفة وضعت المشتبه فيه تحت الرقابة اثناء تعامله مع ضابط اسرائيلي. واعترف المسؤول المعتقل انه كلف بالكشف عن مصير الطيار الاسرائيلي المفقود رون اراد وكذلك معرفة مصير الجندي الاسرائيلي سمير اسعد.
وعلمت «الشرق الأوسط» انه تم تجنيد العسكري الفلسطيني من خلال ضابط موساد اسرائيلي يدعى «ديفيد» اعلمه انه يهودي من مواليد لبنان ومن منطقة وادي ابو جميل في بيروت وكان الرابط بين (خ.ي) و«ديفيد» لبنانيا يلتقيه الأول دوريا في طرابلس (شمال لبنان) من دون ان يعرف هويته.
ويأتي هذا التطور الخطير ليزيد تعقيدا وضع المستشار السياسي لـ«القوات» المنحلة توفيق الهندي الذي جرى توقيفه مساء الثلاثاء الماضي. فقد ورد في هذه الاعترافات التي ادلى بها اخيرا (خ.ي) وهو رائد في احدى المنظمات الفلسطينية وقال فيها ان سمير جعجع مستمر في الرهان على اسرائيل. وأشارت هذه المعلومات، التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، الى ان الاعترافات المنسوبة للهندي الذي ! جرى توقيفه مساء الثلاثاء الماضي هي سلسلة في هذه العلاقة مع المشروع الا سرائيلي.
وأوضحت المعلومات، التي تنشر لأول مرة، ان الرائد الفلسطيني الموقوف (خ.ي) تحدث عن خطة اسرائيلية تهدف الى ضرب الصيغة التعددية للمجتمع اللبناني واحراج سورية، من خلال افتعال مشكلة فلسطينية ـ لبنانية والعودة الى موجة التفجيرات، وذلك بغية توفير الظروف المناسبة لتبرئة سمير جعجع من الاحكام الصادرة بحقه والتهم الموجهة اليه تمهيدا لاطلاقه.
وأفادت المعلومات المتصلة بملف التحقيق مع المسؤول العسكري الفلسطيني انه اعترف بما نسب اليه لجهة إقدامه على التعامل مع العدو الاسرائيلي منذ عام 1986، وانه زود اسرائيل بمعلومات أمنية عن كل التنظيمات الفلسطينية الموجودة في لبنان وكلف كشف مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد ومعرفة مصير الجندي الاسرائيلي سمير اسعد.
وأضافت المعلومات ان علاقة (خ.ي) كانت مع ضابط الموساد الاسرائيلي المدعو «ديفيد»، الذي كلفه العمل على تنفيذ خطة اسرائيلية لتبرئة سمير جعجع واطلاق سراحه بالتعاون مع «قواتيين» لم تعرف هوياتهم الشخصية. وأوضحت المعلومات ان «ديفيد» افهم العميل (خ.ي) ما حرفيته ان هناك معادلة في السياسة الاسرائيلية تقول «لا حرب بين العرب واسرائيل من د! ون مصر، ولا سلام بين العرب واسرائيل من دون سورية ولبنان الذي لا يمكن ان يعيش الا ضمن اطار الطوائف وبالتالي يجب ضرب هذا الاطار، وان لبنان كان اكثر دولة قريبة لتوقيع السلام مع اسرائيل، ولكن سورية افشلت هذا الامر، وان جعجع هو أمل اسرائيل الوحيد لاعادة لبنان الى التحالف مع اسرائيل وان الدولة الاسرائيلية تعتبر جعجع «سبع لبنان» وهو الوحيد القادر على التحالف معها».
تعقيب:
من قراءة المقال السابق ومتابعة الأحداث الأخيرة: إغتيال رفيق الحريري, إطلاق سراح (سبع لبنان) سمير جعجع, سلسلة التفجيرات المتواصلة, افتعال أزمة المخيمات الفلسطينية, الشحن العدائي المتصاعد بين سوريا ولبنان.. يتبدى لنا جليا أن كل ما سبقت الاشارة اليه كان ضمن خطة اسرائيلية يزيد عمرها عن أربع سنوات, ولكن اسرائيل اضطرت حينها لتأجيل تنفيذ خطتها بسبب افتضاح أمر العميل ((خ,ي)).
ثم تمكنت قبل عام- بالتعاون مع أزلامها في لبنان- من توتير الأجواء اللبنانية-اللبنانية, واللبنانية- السورية, بقصة التمديد للرئيس لحود, واستغلت الفرصة لتنفيذ العملية الكبرى (إغتيال رفيق الحريري), ثم رمت الطعم لو! رثة الحريري, لتوجيه مدافع الاتهام لسورية..
وعملت اسرائيل بنزاهة ل خدمة التحقيق في قضية اغتيال الحريري , وهي النزاهة ذاتها التي مارسها ديتليف ميليس في تقصي الحقائق, وملاحقة المشبوهين, ولذلك بدأ السيد ميليس تقديم أول تقرير له بتوجيه الشكر لاسرائيل!! لخدماتها الجليلة في توجيه التحقيق وخدمته!
ذكر ميليس في تقريره الأخير الذي قدمه للأمم المتحدة, أن التقرير اعتمد على آلاف الوثائق وعشرات الآلاف من الصفحات الأخرى, فهل كانت الوثيقة المذكورة أعلاه من ضمنها؟!
ولأن الجواب بالتأكيد هو لا. فنحن نسأل لم لاتكون جزءا من هذه الوثائق المؤلفة, خاصة في ظل تراجع الشهود وتبدد الشهادات؟؟
من أجل الشهداء الذين قتلوا في كل التفجيرات السابقة, من محاولة تصفية حمادي الى محاولة اغتيال شدياق, مرورا بكل شهداء الرابع عشر من شباط الماضي..
من أجل الحق والحقيقة...
نقول ان اسرائيل قد ساهمت بالتخطيط والتدبير, ونفذت بكل حرفية ومهنية عالية جريمة الاغتيال..
قد لاتكون الوثيقة السابقة كافية لاثبات براءة سورية, لكنها كافية بالمطلق لتوجيه اصبع الاتهام لاسرائيل.
|