[CENTER]
[/CENTER]
عملاق !
هذا هو مختصر ماأستطيع قوله في هذا الرجل ..
لن أسهب في مقدمات باردة ...
ونتعرف على شمس تركيا ونورها :
[CENTER]
بديع الزمان ..
سعيد النورسي ...
[SIZE=5]
بداية حياته ...
المولد والنشأة
1877م (1294هـ)
هويته الشخصية:
الاسم واللقب: بديع الزمان سعيد..
اسم الوالد: ميرزا.1
اسم الوالدة: نورية.2
تأريخ الولادة: سنة 1293 3
مسقط الرأس: قرية نورس التابعة لناحية إسپاريت المرتبطة بقضاء خيزان من أعمال ولاية بتليس. بتركيا .
الملة: مسلم
الشكل: طويل القامة، عسلي العيون، حنطي اللون.
[وعلاوة على ما سبق سجل في الوثيقة التي أملاها في دار الحكمة الإسلامية المعلومات الآتية:]
إسمي: سعيد - لقبي: بديع الزمان -إسم والدي: ميرزا
لا أنتسب إلى سلالة معروفة - شافعي المذهب - أحد مواطني الدولة العلية العثمانية.
يقول :
في مستهل دراستي العلمية درستُ عند أخي عبدالله ما يقارب السنتين في ناحية اسپاريت. ثم انضممت إلى حلقة تدريس الشيخ محمد الجلالي فأكملت الدروس المقررة كلها، وذلك في قصبة بايزيد التابعة لولاية أرضروم. ثم بدأت بتدريس شتى العلوم في مدينة وان طوال خمس عشرة سنة.
وعندما أعلنت الحرب الحاضرة - العالمية الأولى - اشتركت فيها بصفة قائد المتطوعين. ووقعتُ اسيراً بيد الروس في بتليس ثم هربت من الأسر وعدت إلى استانبول. واصبحت عضواً في دار الحكمة الإسلامية منذ تأسيسها.
فقدتُ إجازتي العلمية التي أخذتها من الشيخ محمد الجلالي في أثناء الأسر.
لي سبعة عشر مؤلفاً باللغة العربية، هي: إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، تعليقات، قزل إيجاز، الخطبة الشامية.
وبقية المؤلفات باللغة التركية وهي: نقطة، شعاعات، سنوحات، مناظرات، محاكمات، طلوعات، لمعات، رموز، اشارات، خطوات ستة، ايكي مكتب شهادتنامه سي [المحكمة العسكرية العرفية] حقيقت چكردكلري [نوى الحقائق].
أتكلم باللغة التركية والكردية كما أقرأ وأكتب باللغة العربية والفارسية.1
أسرته:
إنني لم أشاهد والدتي الرؤوفة منذ التاسعة من عمري، فلم أحظ بتبادل الحوار اللطيف معها فى جلساتها. فبتّ محروماً من تلك المحبة الرفيعة.
ولم أتمكن من مشاهدة أخواتي الثلاث2 منذ الخامسة عشر من عمري، حيث ذهبن مع والدتي إلى عالم البرزخ. فبتّ محروماً من كثير من ألطاف الرحمة و الاحترام التي تنثر فى الجلسات الأخوية الطيبة اللذيذة في الدنيا.
ولم أشاهد ايضاً أخويّ من ثلاثة اخوة3 - منذ خمسين سنة - رحمهم الله - فبتّ محروماً من السرور المنبثق من الاخوة الودودة والشفقة العطوفة في مجالسة أولئك الأعزاء المتقين العلماء.
يقول :
وعندما كنت أتجول اليوم مع أبنائي المعنويين الأربعة الذين يعاونونني في شؤوني، اُخطر على قلبي بيقين جزءٌ من بذرة الجنة التي ينطوي عليها الإيمان، مثلما أظهرتها رسائل النور.
وحيث إنني قضيت حياتي عزباً فلم أنجب الأولاد. لذا بتّ محروماً من مذاقات محبتهم البريئة ومن إبتهاجهم وانشراحهم.
ومع كل هذا ما كنت أشعر بهذا النقص قط، حيث أنعم سبحانه وتعالى عليّ في هذا اليوم معنىً في منتهى الذوق واللذة فضمد جراحاتي الأربعة المذكورة من جهات ثلاث:
الأولى: إنه عوضاً عن اللذة الآتية من العطف الخاص لوالدتي، أحسن الرحيم سبحانه وتعالى عليّ، اُلوفاً من الوالدات اللائي يستفدن من رسائل النور إستفادة تفوق المعتاد ويتذوقن منها اذواقاً روحية خالصة، بـمثل ما جاء في الحديث الشريف (عليكم بدين العجائز)1 المذكور في رسائل النور.
وعوضاً عن السرور والبهجة والعطف الأخوي الناشئ من مجالسة أخواتي الثلاث - رحمهن الله - أحسن المولى الكريم عليّ الألوف من السيدات والشابات، وجعلهن سبحانه وتعالى في موضع أخوات لي، فاستفيد من دعواتهن وتعلقهن بـرسائل النور ألوفاً من الفوائد والثمرات المعنوية والمسرات الروحية، وهناك امارات عديدة على صدق هذا القسم الثاني يعرفها اخوتي.
وعوضاً عن حرماني من العون المادي والمعنوي الذي كان يمدانني به في الدنيا أخوايّ المرحومان ومن عطفهما ورأفتهما، فقد أحسن سبحانه وتعالى برحـمته عليّ مئات الألوف من اخوة حقيقيين مضحين في خدمة رسائل النور يحملون عطفاً خالصاً ويـمدّون إليّ يد العون بل يفدون رأسمال حياتهم الأخروية فضلاً عن حياتهم الدنيوية.
وعوضاً عن حرماني من أذواق العطف والحنان النابعة من الأولاد - حيث لا أولاد لي فى الدنيا - أنعم سبحانه وتعالى عليّ مئات الألوف من الأولاد الأبرياء، من حيث استفادتهم من رسائل النور مستقبلاً. فحوّل سبحانه وتعالى هذه العواطف الثلاث والشفقة الرؤوفة الجزئية إلى مئات الألوف منها.2
أخوه عبدالمجيد:1
إن أخي عبد المجيد، قد شعر بانهيار واضطراب شديدين بسبب إنتقال إبن أخي عبد الرحمن إلى رحمة الله. ولأحوال أليمة وأوضاع محزنة ألـمّت به. كان يأمل مني ما لا أقدر عليه من هـمة ومدد معنوي. ومع أني ما كنت أتراسل معه، إلا أنني بعثت إليـه فجأة بضع رسائل من الكلمات. كتب اليّ بعد أن قرأها: لقد نجوتُ، والحمد لله، فقد كنت على وشك الجنون، ولكن بفضل الله أخذت كل كلمة من تلك الكلمات موقع مرشد لي. ولئن فارقت مرشداً واحداً فقد وجدت - دفعة واحدة - مرشدين كثيرين2 فنجوت والحمد لله. وأنا بدوري تأملت في حاله، فعلمت انه حقاً قد دخل مسلكاً جميلاً وقد نجا بفضل الله من أوضاعه السابقة3. وهو من طلابي العاملين المخلصين المضحين.. كان يملك داراً أنيقة جميلة في وان وحالته المعاشية على مايرام، فضلاً عن أنه كان يزاول مهنة التدريس.. فعندما استوجبت خدمة القرآن ذهابي إلى مكان بعيد عن المدينة وان على الحدود، أردت استصحـابه، إلا أنه لم يوافق وكأنه رأى أنه من الأفضل عدم ذهابي أنا كذلك، حيث قد يشوب العمل للقرآن شئ من السياسة وقد يعرّضه للنفي، وفضّل المكوث حيث هو ولم يشترك معنا. ولكن جاءته اللطمة الرحمانية بما هو ضد مقصوده، وعلى غير توقع منه، إذ أُخرج من المدينة وأُبعد عن منـزله الجميل وأُرغم على الذهاب إلى أرغاني4
ابن أخته عُبيد:
كان ابن أختي عُبيد أحد طلابي، قد استشهد بقربي بدلاً عنى، في الحرب العالمية الأولى. فرأيت في المنام رؤيا صادقة عندي: أنني قد دخلت قبره الشبيه بمنـزل تحت الأرض، رغم أنى في الأسر على بعد مسيرة ثلاثة أشهر منه، وأجهل مكان دفنه. ورأيته في طبقة حياة الشهداء. وقد كان يعتقد أنني ميت، وذكر أنه قد بكى عليّ كثيـراً، ويعتقد أنه ما زال على قيد الحياة، إلاّ انه قد بنى له منـزلاً
جميلاً تحت الأرض حذراً من استيلاء الروس.1
إبن أخيه عبد الرحمن:2
لقد تركني ابن أخي عبد الرحمن منذ ثماني سنوات، وعلى الرغم من تلوثه بغفلات الدنيا وشبهاتـها وأوهامها فإنه كان يحمل تجاهي ظناً حسناً بما يفوق حدي بكثير. لذا طلب مني أن أسعفه وأمده بما ليس عندي وليس في طوقي من همة. ولكن همة القرآن ومدده قد أغاثه، وذلك بأن أوصل إليه (الكلمة العاشرة) التي تخص (الحشر) قبل وفاته بثلاثة اشهر. فأدت تلك الرسالة دورها في تطهيره من لوثات معنوية وكدورات الأوهام والشبهات والغفلة، حتى كأنه قد ارتفع إلى ما يشبه مرتبة الولاية. حيث أظهر ثلاث كرامات في رسالته التي كتبها الي قبل وفاته، وقد أدرجت رسالته تلك ضمن فقرات المكتوب السابع والعشرين فليراجَع.3
نسبه:4
ان الخبراء في محكمة دنيزلى قالوا عن طلاب النور - حسب اعتقاد بعضهم-: إذا ادّعى سعيد النورسي أنه المهدي فإن جميع طلابه يصدّقونه برحابة صدر. وأنا قد قلت لهم في المحكمة:
( ينقل شهود كثيرون أن الأستاذ النورسي كان قد ذكر في مجالسه الخاصة: أن نسبه ينتهي من جهة الأب الى الإمام الحسن ومن جهة الأم إلى الإمام الحسين رضي الله عنهما إلا انه لم يصرح بذلك في رسائله حفاظاً على الإخلاص وتجنبا عن إحراز مقام معنوي في نظر الناس. فمثلاً: "يا أخي إن المنتسب إلى سيدنا علي رضي الله عنه هو أنا، فما أتاني من شئ إلا من سبيله..". Son sahitler 1/ 240
ومثلا: "يا أخي صالح إنك سيد - من أهل البيت - حقاّ، ونورية كذلك سيدة، ومرزا أيضا سيد". Son sahitler 3/ 201
ومثلا: "إنني سيد - من أهل البيت - ولكن إحذر أن تذكر هذا لأحد، فوالدتي حسينية ، ووالدي حسني". Son sahitler 3/ 238
وقد حقق الباحثون نجم الدين شاهين أر وعبد القادر بادللي ومحمد ملا زاهد الملازكردي نسب الأستاذ النورسي وتوصلوا إلى الآتي:
والده: صوفي ميرزا بن علي بن خضر بن ميرزا خالد بن ميرزا رشان، من عشيرة إسباريت.
أما والدته: فهي نورية بنت ملا طاهر من قرية "بلكان" التي تبعد عن قرية "نورس" ثلاث ساعات. وهي من عشيرة خاكيف. والعشيرتان من قبائل الأكراد الهكارية) .
يقول :
إنني لا أستطيع أن اعدّ نفسي من آل البيت حيث الأنساب مختلطة في هذا الزمان بما لا يمكن تمييزها، بينما مهدي آخر الزمان سيكون من آل البيت. رغم أنني بـمثابة ابن معنوي لسيدنا علي كرم الله وجهه وتلقيت درس الحقيقة منه، وإن معنىً من معاني آل محمد صلى الله عليه وسلم يشمل طلاب النور الحقيقيين، فأعدّ أنا ايضاً من آل البيت، الاّ ان هذا الزمان هو زمان الشخص المعنوي، وليس في مسلك النور - بأية جهة كانت - الرغبة في الأنانية و حب الشخصية والتطلع إلى المقامات والحصول على الشرف و ذيوع الصيت، وكل ذلك منافٍ لسر الإخلاص تماماً.
فأنا اشكر ربي الجليل بما لا نهاية له من الشكر انه لم يجعلني أُعجب بنفسي، لذا لا أتطلع إلى مثل هذه المقامات الشخصية التي تفوق حدي بدرجات لا تعد ولا تحصى، بل لو اُعطيت مقامات رفيعة أخروية فإنني أجد نفسي مضطراً إلى التخلى عنها لئلا أخلّ بالإخلاص الذي في النور. هكذا قلت للخبراء وسكتوا...1
مخايل النبوغ في عهد الصبا:
لقد حدّثتُ خيالي في عهد صباي..:
أي الأمرين تفضّل؟ قضاء عمر سعيد يدوم ألف ألف سنة مع سلطنة الدنيا وأبهتها على أن ينتهي ذلك إلى العدم، أم وجوداً باقياً مع حياة اعتيادية شاقة؟ فرأيته يرغب في الثانية ويضجر من الأولى، قائلاً: إنني لا أريد العدم بل البقاء ولو كان في جهنم!2
وحينما كنت صبياً خسف القمر، فسألت والدتي: ما هذا الذي حدث للقمر؟.
قالت: ابتلعته الحية!.
قلت: ولكنه يتبين!
قالت: إن الحيات في السماء شفافة كالزجاج تشف عما في بطنها.
كنت أتذكر هذه الحادثة كثيراً و أسائل نفسي: كيف تدور خرافة بعيدة عن الحقيقة إلى هذه الدرجة على لسان والدتي الحصيفة الجادة في كلامها؟.
يتبع ..
(f)