لا زالوا يحلمون بحصار سورية

على هامش الملتقى التاسع لمجتمع الأعمال العربي الذي أقيم في الدوحة ما بين 16-14 ديسمبر ضمتني و رجل أعمال سوري شاب سأدعوه خالد وثلاثة مستثمرين عرب طاولة عشاء واحدة كان خالد يحمل دراسة جدوى اقتصادية لإقامة مصنع اسمنت فيما كان يشرح مشروعه دهمنا شاب قائلاً وهو يجلس على كرسي فارغ من أصل تسعة كراسي هي مجموع كراسي كل طاولة:
إذا بتسمحولي أشارككم الطاولة.
أهلاً وسهلاً … رحب الجميع به.
حين أحضر مؤتمراً ما أو معرضاً أحاول وضع بطاقة التعريف بطريقة تجعل قراءتها مستحيلة وفي ذاك اليوم كنت أضعها بجيب القميص أما أحمد فقد حضر متأخراً ولم يتثنى له الحصول على بطاقته.

حاول أحد المستثمرين العرب كسر حاجز الصمت الذي ساد:
كيف حال الاقتصاد والأعمال في لبنان.
أجاب الضيف باندفاع: الأعمال هذه السنة ليست على ما يرام ، لكن ما أن يبدأ تطبيق الحصار على سورية حتى تبدأ البلد بالعمل سيستعيد الاقتصاد اللبناني عافيته ويعود الدولار بليرتين خلال سنة واحدة…
واستطرد قائلاً: خليهم يدفعوا التمن ما هنن اللي خربوا "الاكتساد" اللبناني ودمروا البلد ونهبوها………..

قاطعه الرجل الخليجي محرجاً: لا يا رجل ما يجوز منك هذا الكلام … أنتم أشقاء وشعب واحد وإنشاء الله تظهر الحقيقة وينال المجرمون عقابهم وينهي الكابوس وما نوصل لحصار ولا عقوبات……

انتفض الشاب كمن لدغته أفعى شو عم بتقول؟!!! بدك إياهم يتركوا لنا البلد منهوبة عليها ديون أربعين مليار دولار؟!!!
لي مين بدو يسدون هاو؟!!!
يا عمي لو بيطلع بشار الأسد وبيقول أنو هو اللي قتل الحريري ومستعد يخضع لمحكمة دولية…ما راح نسكت إلا ما ينفرض ع سورية حصار اقتصادي متل حصار العراق أو على الأقل الحصار الليبي……..لأنو هيدي هي الطريقة الوحيدة تا يرجع الاقتصاد اللبناني يقف ع رجليه…
واستطرد شارحاً حلمه بوحشية عز نظيرها…

تململ الحاضرون وابتدأت كلمات المجاملة بين الجميع متجاهلة ما يقول مما دفعه للسكوت خاصة أنه لاحظ لهجتي التي تعمدت جعلها دمشقية قحة كذلك صديقي مما جعله يرتبك قليلاًَ ولكنه عاد وتمالك نفسه وبدأ يثرثر بأمور أخرى….

تابع أحد المستثمرين الحديث حول مشروع أحمد
أثناء الحديث تعرض الرجل للطاقة الإنتاجية للمعمل مستكثراً الرقم متسائلاً أين هي السوق لتصريف هذه الكميات؟
أجاب الشاب بثقة: تذكر أن هناك يعاد أعماره هو العراق… كما أن هناك مشاريع عمرانية هائلة بسورية.

قفز الشاب الضيف قائلاً: وك يا عمي شو بدك تعمول معمل بسورية؟ حدن بيعمل عملتك؟ تعا عملوا بلبنان…يبايييي…….. صدقني مش راح تلحق بيع.

هنا تلاعبت ابتسامة ماكرة على وجه أحد الخليجيين وسأل بلهجة حاول جعلها جادة:
بالمناسبة يا … أخ أبي أسألك عن مساحة لبنان؟
بدا الارتباك على الشاب…
فأجهز عليه بسؤال آخر:
كمان أبي أسأل لو سمحت: ما هي دول جوار لبنان التي تشكل أسواقا محتملة.

فانزلق الشاب قائلا بنزق: بإمكاننا أن نبيع لكل العالم ، نحن بلد مفتوح ولا قيود لدينا…….
قطع الشاب كلامه ونظر حوله بفزع حين سمع الضحكات المجلجلة التي انطلقت.