لماذا تقوم الأم من فراشها ليلا لتذهب إلي رضيعها حين يبكي بينما يكمل أباه نومه ؟
لماذا تتحمل المرأة كل شغل البيت وحدها حتى و إن كانت تعمل مثلها مثل زوجها ؟
لماذا يشعر الأبناء و البنات عادة ان امهم أكثر تفهما و تواصلا من أبيهم ؟
لماذا يسهل على الرجل أن يقيم علاقات مع مئة إمرأة لو إتيحت له الفرصة بينما تفضل المراة رجلا واحدا ؟
لماذا يتأثر الرجل و يستثار جنسيا من شكل المرأة بينما لا يكون شكل الرجل بهذا التأثير على المرأة ؟
لماذا يسهل على الرجل اللجوء إلي العنف لحسم الخلافات بينما لا يكون العنف مطروحا بالنسبة للمرأة حتى مع إمراة أخرى مثلها ؟
لماذا تكون ميزانية البيت عادة في يد الأم و ليس الأب ؟
لماذا يهوى الرجال الخروج من البيت من أجل عمل / مقهى / دار عبادة / ملهى / نشاط إجتماعي بينما يصعب عليه أن يمكث قليلا في البيت و يقضي وقتا مع أسرته ؟
لماذا يحب الأطفال الذكور اللعب بالمسدسات و أشباهه بينما تفضل الفتيات اللعب بالعرائس دور الأم ؟
لماذا يشعر الأب في أحيان كثيرة أنه مجرد ثور دائر, كل مهمته بالنسبة لأسرته أن يمدهم بالمال ؟
لماذا لا تهتم النساء و الفتيات بالدين أو العقائد عادة أو لا تتفكر بهم كثيرا ؟
لماذا يتهرب الرجل من الزواج لو إتيح له الجنس بدونه بينما تكوين أسرة يأخذ حيزا كبيرا من ذهن المرأة حتى لو توفر لها جنسا بدون زواج ؟
لماذا يصعب على المرأة أن تخون رجلا تحبه بينما قد يسهل على الرجل ذلك تلبية لنداء الجسد ؟
لماذا نجد أن البلدان الشديدة التقدم (شمال اوربا مثلا .. و هي تتفوق على كل بلاد العالم في كل شئ تقريبا) نسبة مشاركة المرأة في الحياة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية فيها كبيرة ؟
ما هو الإرتباط بين التحضر و إحترام المرأة ؟
لماذا من يعترض عادة على الحروب هن أمهات الجنود المقتولين و ليس آباءهم ؟

عندي المزيد من الأسئلة في هذا الخصوص ...
كثير من المشاهدات التي تلح على ذهني و تؤرقني في هذا الخصوص ..
و تقريبا كلها تصب بداخل فكرة واحدة .. كريهه جدا.

غالبية إن لم يكن كل الرجال أوغاد ... و الرجولة هي ان يصير الإنسان وغدا.

حقيقة أنا لا أفهم من الذي وضع التقسيم بأن الرجل مسئول عن العمل خارج المنزل من أجل جلب القوت و الأم للبيت من أجل رعاية الجميع ؟
هو التقسيم الطبيعي على ما أعتقد ...
التكوين الفسيولوجي و السيكلوجي للرجل جعله وغدا ...
عضلاته و فظاظته و قسوته تجعله مؤهلا للتعامل مع الحيوانات و النباتات و الطبيعة القاسية .. بالإضافة للأوغاد أمثاله طبعا.
ثم يأتي الرجل بعد للبيت لكي يخدم (بضم الياء) ... و فقط.
أنجز ما لم ينجزه بشري في تاريخ الإنسانية .. أحضر قوتا له و لإمراته و أطفاله.
ثم بعد ذلك ينتظر الآتي ..
أن يمجد ... فهو الراعي و جالب القوت و حامي الحمى.
أن يخدم (بضم الياء) .. يصعب عليه أن يمد يده من أجل يحمل كوبا من الماء ليشرب.
أن يحكم .. فبحكم كونه وزارة الدفاع و الإقتصاد يحق له أن يتحكم و يامر و ينهي كيفما شاء.

و طبعا هو ليس معنيا بأحد .. فكل مشاكل البيت لا تخصه و لا تهمه و لا يقوى على الخوض فيها طالما ان هناك شخصا آخر يتولى أمر كل شئ من الإبرة للصاروخ بدئا من نظافة المنزل و ليس إنتهاءا من رعاية الأطفال.
و طبعا هو لا يقدر أحد ... فهو يعمل كل ما يعمل و أي مجهود آخر يبذل ليس له قيمة مثل مجهودة خارج المنزل.
و طبعا هو كسول دائما .. فهو لا يستطيع رفع يده من كثرة التعب لأنه يقوم بمجهود خرافي في عمله خارج المنزل.
و طبعا هو عارف كل شئ .. و مع أنه لا يمكث في البيت كثيرا إلا أنه له خبرة لانهائية بكل شئ بما فيها أمور البيت الحياتية, و لذا فهو الآمر الناهي حتى و لو كانت أوامره و نواهيه مجرد حماقات.
و لأن له ذراعا طويلة .. فهو يستطيع أن يفرض نظامه بالقوة الجبرية.

لذا فانت لن تجد الكثير من الرجال يتولون شخصيا أعمال المنزل حتى و لو كانت إمراته تعمل نفس عمله و تتعب نفس تعبه ... و لا تسأل لماذا ؟
و لن تجد أبا متابع جيد لكل ما يخص أطفاله و إمراته .. أو يعرف جيدا إهتماماتهم و حياتهم لانه يحتقرها أساسا, طبعا إلا فيما ندر.
و لكنك ستجد آباء كثيرون لا يعرفون أبناؤهم في أي سنة دراسية.
و سيصعب عليهم ان يتذكروا أعياد ميلادهم و مناسباتهم كذلك ... بل إن عيد زواجه يستلزم منه مجهودا ليتذكره.
ثم يجب على إمراته أن تحلق على الزيرو لينتبه أنها ربما تكون قد قصت شعرها ..
أما أن يلاحظ تاييرا جديدا فهو ضرب من الخيال ..
كل ما يهم الرجل في منزله هو ان يجد أكله جاهزا و مكان نومته مريحة و نظيفة و ان لا يساله أحد أي شئ و ألا يطلب منه مالا أو مجهودا و في النهاية زوجته متأنقة دائما و جاهزة دائما لمباشرة الحقوق الزوجية.

و طبعا الحديث عن حياة الفراش مر ... إنسان فج كل ما يعنيه هو شهوته سهلة المنال في معظم الأحيان, يصعب أن تجده يتساءل يوما "هل امتعتها اليوم ؟"

و هو على كل هذا لا يشكر أو يسعد ... و لكن يسهل عليه أن يسب و يلعن بسبب رز شايط أو بسبب أكل تأخر.
و طبعا طبعا طبعا ... معدة الرجل مقدسة دائما.
فعلا أقرب طريق لقلب الراجل معدته (لو كان لهذا الكائن قلب) ...
الرجل عادة يتزوج لكي يجد من يعد له طعاما شهيا ثم ينظف له المكان بعد ذلك ... بالإضافة إلي غسيل الملابس و تنظيف المنزل لا يعنيه في المقام الأول.
ثم و بعد ان يشبع يريد أن يرى أمام عينيه باميلا أندرسون أو هيفاء وهبي حتى و إن كان هو أقرع و قصير و بكرش مثلا ...
يسهل على أي رجل مهما كان قبيحا أن يشاهد فيلما أو مسلسلا و يرى فتاة جميلة ان تجده يتلمظ و يبسمل و يحوقل متعجبا بصوت عالي عن " ليه يا ربي ماوقعتنيش في واحدة زي ديه ؟" أو " هي ديه الستات مش الغفر بتوعنا ؟"
مجرد وغد لا أكثر ... لا يهتم بتأثير كلمة مثل هذة على زوجتة حتى و لو كانت مزاحا (و هي عادة ليست كذلك) و لا يفكر حتى فيما لو كان هو شخصيا رشدي أباظة او كريم عبد العزيز مثلا.
هو فقط يريد ... و كفى.

ثم تجد الأخ الأكبر يجبر أخته على أن تخدمه بنفس الكيفية التي تخدم بها أمه الجميع .. و كانها الخدامة اللي جابها له أبوة (و هي كذلك فعلا و عمليا) بل و الأخت عموما هي الحيطة المايلة فهي المتنفس الاول لرجولته و اول ميدان يثبت فيها نفسه.
فلبسها يخضع له شخصيا و تأخيرها إعتداء على شخصه الكريم.
في الواقع أنا لا أعرف إن للفظة "وغد" تأنيث ام لا ...
لا أظن.

عموما الذكر بوجه عام يتفاخر بقسوته بل و يعيب على المرأة رقتها و حنيتها ... و المشكلة انها تصدق ذلك.
العيب الرئيسي في المرأة و ربما الوحيد أنها أضعف مما يجب و يسهل عليها التفريط في كرامتها و حريتها و عزة نفسها.

الرجل بوجه عام : شجاع و يحب الحرية (حريته هو), يسهل عليه ان يموت من اجل حريته و كرامته........
و يصعب التفاهم معه و قاسي و اناني و كسول و مغرور و شهواني و جاف.

المرأة و إن كان يعيبها أنها جبانة و تفرط في كرامتها و حريتها.
إلا أنها أكثر تفهما و حنانا و تعاطفا .. يسهل عليها ان تعطي و أكثر تحملا للمسئولية منه.

الرجل بوجه عام أنجح مع الطبيعة و متطلباتها ... و إن كان بدا يفهم الآن أن المراة تستطيع أن تبزه و تتفوق عليه في كل ما يعمل.

المشكلة الكبرى أن المجتمعات الإنسانية مجتمعات ذكورية و تمجد الصفات الذكورية اللا إنسانية ... نعم فإذا كان الرجل أقرب للطبيعية و المباشرة (هذا يعني أنه أقرب إلي الحيونات) فإن المراة هي الشكل الأقرب للإنسان المتحضر (هي الأكثر فهما للناس من حولها و لنفوسهم من الرجل) ...
يستطيع المرء ان يعرف لماذا كان الرجل عادة أقوى فسيولوجيا من المرأة ..
فلو إفترضنا أن الإنسان و منذ أن بدأ يقف على قدميه الخلفيتين و يمشي ..
كان هناك نوعان :
نوع له عقل قاصر فلجأ إلي إستعمال القوة و مع الوقت نمت عضلاته فأصبح قويا.
و نوع آخر له عقل أذكى فلم يضطر إلي إستعمال عضلاته كثيرا و لكن كبر عقله.
اما النوع الأول فسميناه الرجل لأنه لا يهمد ليتدبر او يفكر ... فهو راجل لانه يستعمل رجلية في العدو و المشي .. و يرتجل أي يتخذ خطوة عشوائية بلا تفكير.
أما النوع الثاني المفكر فهو المراة ... سميت إمراة (لانه أقرب إلي الشكل التقليدي للإنسان من الراجل الأقرب إلي الطبيعة و كائناتها)
لذلك تجد الرجل طفشان عادة برة البيت لانه ابن الطبيعة ..

قرات مرة أن العلماء يعتقدون ان في الأغلب من إكتشف النار كان إمرأة على أساس انها لم تكن هي التي تخرج للصيد بل كانت هي التي تمكث ترعى الأطفال و تراقب و ... تتعلم.

أتصور انه يوم تسود النساء في العالم ... سنجد حقوق الإنسان تحترم و السلام يعم الشعوب و الإنفاق على السلاح يقل و التنمية على قدم و ساق و ........... و ....
أتصور انه حتى أفلام العنف و الدم قد قلت ..
لا أتصور سوى إنسانا فجا إلا الرجل هو الذي يمجد العنف بهذة الطريقة ..
أن يسود العالم ثقافة أنثوية يعني أن للإنسانية مستقبل مشرق ..
اليوم الذي ينسب الأطفال إلي أمهم لا أبيهم هو اليوم الذي يختفي فيه الفقر و القسوة ..

ملحوظة مهمة للجميع :
في كل ما ذكرت كنت أتكلم عن الصفات المشتركة لمجموع رجال و نساء الإنسانية.
بمعنى ليس ضروريا أن يكون كل رجل وغدا فلربما يكون هناك رجال لديهم نسب عالية من هرمونات الأنوثة أو تربوا في بيئة كلها إناث مثلا ... أظن أن هؤلاء لا يعتبروا رجالا بالكامل.

طبعا أنا مكتوب في بطاقتي ذكر و إن كنت أقبل بذلك فلأن هذا العصر هو عصر ذكور .. من يريد أن يتم قمعه في المنزل أو تتم مضايقته يوميا و التحرش به في المواصلات العامة ؟ (لا أعلم لماذا لا تقوم النساء و الفتيات بثورة بسبب الرجال السفلة و ما يفعلونه في المواصلات العامة أو مترو الأنفاق ... حقا الرجال مقرفون جدا) ..
من يريد ان يتزوج وغدا و ينجب وغدا ..
أنا أحب الحرية و الكرامة و استطيع أن أتعلم من الفتيات كل ما عدا ذلك ..

الإنسان السوبرمان في رأيي هو من يستطيع ان يجمع بين مميزات الذكور القليلة و مميزات الإناث العديدة ...
الإنسان الأقرب إلي الآدمية هو المراة بكل تأكيد و لكني لا أنصح احدا بأن يكون إمرأة في عصر مثل عصرنا .. ربما بعد مئة سنة أو مئتين.