تحية للجميع

لقد درجت المجتمعات في شتى أنحاء العالم على خلق شخصية البطل وبناء القصص التي قد يرقى بعضها إلى مستوى الأساطير. ولأنني مهتم فقط بأبناء أمتي العربية أقول أنه في العرب عبر تاريخهم أبطال لا يمكن الإنقاص من بطولاتهم. ولكن المعاصرين لهؤلاء الأبطال واللاحقين لعصرهم يحاولون دائماً أن يرفعوهم فوق مستوى البشر بشكل معجز, فيصنعون لهم كرامات بل ومعجزات ما كانت لهم, ولا تنقص من قدرهم وبطولتهم أن لا تكون هذه الكرامات قد حصلت فعلاً. على سبيل المثال لا الحصر ذكر جلال الدين السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء أنه" لما قتل الحسين بن علي مكثت الدنيا سبعة أيام والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة والكواكب يضرب بعضها بعضاً. وكان قتله يوم عاشوراء, وكسفت الشمس ذلك اليوم واحمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله, ثم لا زالت الحمرة ترى فيها بعد ذلك, ولم تكن ترى فيها قبله. وقيل أنه لم يُقلب حجر بيت المقدس يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط . وصار الورس الذي في عسكرهم رماداً. ونحروا ناقة في عسكرهم, فكانوا يرون في لحمها مثل النيران, وطبخوها فصارت مثل العلقم, وتكلم رجل في الحسين بكلمة, فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس بصره."
فهل كان ينقص من قدر الحسين لو أن هذه الفبركات لم توضع في كتب نتداولها حتى يومنا هذا؟ ثم ما مصداقية التاريخ والمؤرخين عند المسلمين ما دام السيوطي وغيره من المؤرخين والعلماء ينقلون إلينا هذه الأساطير على أنها حقائق؟

:97::97: