بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في سورة الواقعة الآيتين ذوات الأرقام 75 و76 حيث نجد فيها قول الله عز وجل:
فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) ( الواقعة )
أردت بذكر هاتين الآيتين هو التدليل على موافقة القرآن الكريم للعلم الحديث وعدم مخالفته له.
وهنا لكي نكون أمناء علميا ومنطقيين فيجب علينا أن نحاور بعقلانية وبعيدا عن الأفكار المعلبة المسبقة
فانا أعرف تماما بأن المعارض لمدلول هاتين الآيتين سيأتيني بتفسيرات لأناس ماتوا قبل أكثر من 1000 عام ويريدون أن يثبتوا رأيهم بما

هو قد ولى زمنه
فمثل هذه الآيات العلمية لا يمكن أن نأتي بتفسيرات قال بها علماء قدماء لم يكونوا قد عرفوا بعد عن النجوم وأسرارها ولذلك فسروها

حسب ما أوتوا من علم ونقول بأن هذه التفسيرات كلام منزل ولا يجوز أن يخالف
وعلى سبيل المثال لو سألت أي عالم تطوري وحاججته بالنظرية القديمة للتطور فإنه لن يقبل أبدا بالمحاججة بها بما أن العلم تطور واصبح

لتلك النظرية طريقة جديدة في فهمها ولم تعد الطريقة القديمة تجدي
وكذلك فالقرآن الكريم قابل للتفسير والتطور في التفسير إلى يوم الدين ولا يوجد كلام منزل في التفسير وكلما تطورت العلوم يمكن ان

يتطور التفسير في الأمور العلمية خاصة
ولو راجعنا تفسيرات الأقدمين لوجدنا أن أغلبهم فسرها بتفسيرات حسب ما كان موجودا من علوم في ذلك الوقت فقالوا عنها أن

المقصود بها هي نجوم القرآن وقالوا بان المقصود بها مساقطها ومغاربها وقالوا غير ذلك وهم معذورون في ذلك لأنهم لم يكونوا بعد

مطلعين على المكتشفات الحديثة التي اكتشفت والتي تتحدث عن النجوم والكواكب.
علماء الفلك يقولون بوجود أكثر من 100 مليار مجرة في كوننا وكل مجرة توجد بها 100 مليار نجم وسطيا والأبعاد بين هذه النجوم

والمجرات هائلة جدا وفوق التصور .
ومن المعروف للجميع بأن المسافات في الكون تقاس بالسنسن الضوئية والسنة الضوئية هي ما يقطعه الضوء من مسافة خلال سنة واحدة

وهو يسير بسرعة 300000 كم في الثانية .
وأقرب النجوم ألينا وهي الشمس يحتاج ضوءها لما يقارب ال 8 دقائق للوصول إلى الأرض والتي تبعد عن الشمس مسافة 150 كم

وسطيا فما بالك بالنجوم الأخرى والتي تبعد عن مئات وآلاف السنين الضوئية.
ولذلك فإن ما يصل الينا هو هو ضوء النجم وليس موقعه وما يصل الينا هو ضوء النجم وليس حاله فعلى سبيل المثال هناك من النجوم

من يموت وينفجر في ازمان بعيدة ولكننا اليوم حتى ادركنا بموتها لان ضوءها وصل الينا بعد سفر مسافات طويلة واستغرق الأمر مئات

السنين ليصل الينا فيكون النجم قد مات منذ مائة عام وعندما يصل ضوءه الينا يكون حاله غير حال تماما بانتظار المئة عام القادمة لمعرفة

حالة النجم الحقيقية في نفس اللحظة التي وصل إلى الارض ضوءه الذي يخبرنا عن حالة النجم قبل مائة عام.
وعندما يقول الله عز وجل بأن مواقع النجوم لو كان يعلم البشر مدى بعدها فإنهم سيعلمون لماذا يقول الله عز وجل عن قسمه هذا بانه

عظيم وهذا ما اكتشفناه حديثا وظهر لنا تفسير الآية الحقيقي وعلمنا بأن قسم عظيم وعظيم جدا.