{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الى «إيثار» أطوار بهجت .... وإلي أخريات بعد
جادمون غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 815
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
الى «إيثار» أطوار بهجت .... وإلي أخريات بعد
السلام للجميع :

ربما يكون مااكتبه جاء متأخرا او ربما هو مكرر ومعاد ...و قد يكون مكانه فى المنقولات او المقالات او او .. قد يكون اى شىء لست ادركه غير ان الشىء الوحيد الذى انا واثق منه ... ان هذه المقالة مست شغاف قلبي واثرت بى عميقا مثلما اثرت فى الرائعة بسمةو التى تفضلت بارسالها الى فيما اعتبره مشاركة وجدانية عميقة وقيمة .
لم املك الا ان اعيد جلب المقالة من مكانها لاضعها هنا و لاقدمها ضمن ما قدم فى يوم المرأة العالمي ... بمثابة تحية خجولة لأنثى قفزت فوق الحواجز وتجاوزت المحظور واقترفت اثم الحلم فى عالم يجرم الاحلام ويقدس الكوابيس ..

لاطوار ولالاف الاطوارات العربيات و اللواتى بعضهن لم يوارى التراب بعد ...

الى «إيثار» أطوار بهجت
أكثم سليمان الحياة - 28/02/06//


1) أكتب لك انت بالذات يا إيثار، لأن وجهك أنت بالذات، لا بد، كان الوجه الذي أغمضت أختك الشهيدة – كما أعرفها – عينيها في لحظة الأبدية على رؤياه، بعدما ملأ جوارحها وهي تسعى في دنياها من أجلك، من أجل أختها وأمها والحقيقة والعراق. ولأن وجهك الباكي أنت بالذات على الشاشات أبكانا، وعرّانا، وأسقطنا... نحن الذين سرنا مع أختك على طول جبهات العراق وجراحاته ردحاً من الزمن، قبل أن ننظر الى ساعة التزاماتنا ومخاوفنا وظروفنا، ونغادر المكان. لتبقى أطوار وحيدة باسمة بانتظار الرصاصة. أكتب لك، لأن أختك كانت تعشق الحياة والروح والكلمة، وكانت ستنهرني محتجة: «ما يصير، أستاذ!»، لو وجهت كلماتي اليها في عالم الغيب، بدلاً من رواية حكايتها لك، للحياة التي تتبرعم اليوم وغداً، للعراق المقبل من خلف حجب الفرقة والارهاب والاحتلال.

(2) ابتسامة أختك يا إيثار كانت أول ما يلفت القادم الى بغداد الصفراء المتجهمة. لا حرب إيران في الطفولة، ولا حرب الكويت في المراهقة، ولا حرب بوش في الشباب استطاعت ان تسرق من ابتسامتها فولتاً واحداً. ظلت تلك الابتسامة تياراً عالي التوتر يسري في كل من يقترب ويعيد له توازنه المفقود في المدينة التائهة. ابتسامة سقطت امامها كل حصون الأحزاب والتجمعات والعشائر المختلفة. كانت ابتسامة أختك برداً وسلاماً على جراح الجميع، وغيمة فرح تطغى على المكان. قال إداري قادم من المحطة الى بغداد مرة في اجتماع: «عليكم الحذر في التعامل مع الأخبار والمعلومات»، وأضاف: «لا تدخلونا بالحيط، بالله عليكم!». قفزت أطوار الطفلة ضاحكة: «أنا أدخلكم بالحيط، أستاذ؟ لا أستاذ، ... أنا بطلّعكم من الحيط!»، قال الإداري: «نعم، ولكن من الجانب الآخر». وأمطرت أطوار ضحكاً وبهجة فوق الجميع.


أطوار بهجت في ربيع 2003 (أ ف ب)
(3) في ذلك اليوم الخريفي من عام 2003 كانت هواجس الدنيا تعصف بدمي. تذكرينه يا إيثار؟ كانت أطوار باتت ليلتها في سجن المطار. التهمة: العلم بوقوع عمليات عسكرية قبل حدوثها، وإخفاء شريط. قبلها بيوم تأخرت أختك بعد مهمة تصوير عن الاجتماع، وتعالت الأسئلة: أين أطوار؟ ساعات طويلة من البحث في مكان الاختفاء لم ينهها إلا صاحب دكان، تقدم إلينا، قدم ما بقي منها: هوية صحافية، جهاز ثريا، ونظارة شمسية. ثم قال: «أخذوها الأميركان». ساعات من البحث في المخافر والثكنات، ساعات من الرجاء والاستعطاف والاستهجان لدى مسؤول أميركي في المنطقة الخضراء، ... لم يُطلق سراحها مع المصور إلا في اليوم التالي. في ذلك اليوم الخريفي خرجت من بوابة سجن المطار تضحك، فانكسرت مرآة الهواجس والآلام. وحين دعتنا أمام بيتها للصعود وشرب القهوة، طفح بنا الكيل: «اغربي عن وجهنا يا أطوار، أهلك في الانتظار!»، خرجت ضاحكة. يومها رأيت ابتسامتك خلف يدك الصغيرة تلوح من الشرفة يا إيثار!

(4) لكن دعيني، وبعد ان رحلت أطوار، أكاشفك بأن اختك الكبرى لم تكن مثالية، لم تكن فوق البشر، ... يا إيثار! دموعها كانت أسرع من بسمتها، وحزنها كان أعمق من دجلة والفرات. أطوار كانت مسكونة بعراق لم يعد أحد غيرها – ربما – يراه. كل مدير للمكتب اهتز أمام دموعها وهي تطالب بنسيان حقيقة أنها امرأة في مجتمع شرقي وبإرسالها الى الفلوجة والقائم والسليمانية والنجف والبصرة وكربلاء لتنفيذ المهمات. اسألي عمرو وجواد وأحمد وماجد وبقية الزملاء. لكأنما كانت تريد البحث عن عراقها هي، عن ذاك العراق. أعطوني فرصة لإثبات ان لا فارق في حب الوطن بين الرجال والسيدات، تلك كانت رسالتها. مرة لجأت إليّ صارخة: «قل شيئاً يا أخي، وأنت القادم من أوروبا!». أسقِط في يدي، يا إيثار، بين المبدأ الذي أؤمن به، والخوف على كل هذه الطفولة الشماء. قلت: «دعيني وأوروبا وموبقاتي من لسانك يا أطوار»، أضفت هارباً من عينيها: «هنا ليس أوروبا... مسز أطوار».

(5) جرح لا يندمل في جسد كل عربي كان احتلال العراق، يا إيثار! لكن في حالة أطوار كان الجرح هي، وهي كل الجراح. تصوري اننا كنا نجلس مع أختك نرجوها، نتوسلها، باسم الحِرفية والموضوعية الصحافية، أن تتغلب على عبوسها في وجه كل ما له علاقة بالاميركيين. كانت العينان الساحرتان في الابتسام تتحولان الى سهام حمورابي ونبوخذ نصر في آن معاً، حين تمر دورية لذوي الملابس المبرقعة والنظارات الشمسية والابتسامة البلهاء. نغمزها، نهمس لها ان فينا ما يكفينا من نعرات الجنود ودفعهم لنا وعبارات: «غو... غو... غو!» (أي اذهب من هنا). لكن أنّى لعيني أطوار ان تعرفا الابتسام وهي تُفتّش أو تُدفع أو تسمع اللكنة الأميركية الغريبة في وسط بغداد. أتعرفين إيثار ان حاجزاً داخلياً حال دون إتقان أختك الانكليزية على رغم الجهود والدعوات؟ أتعرفين أن صحافياً ألمانياً وقع في هوى أختك حين رآها تصارع بميكروفونها الشرطة والزحام والأميركيين بعد انفجار؟ جاء الى المكتب ليصور ريبورتاجاً للتلفزيون الألماني عنها، لم يرفع كاميرته المهتزة عنها، وغادر مغسولاً بعرق الافتتان.

(6) لا تتساءلي يا إيثار، بعدما قلت لك ما قلت، عمّن أطلق النار على موكب التشييع، عمّن زرع على طريق جنازة أختك المتفجرات. أختك قالت لكثر في وجوههم: «لست مثلكم»، وأثبتت بالقول والفعل انها ليست مثلهم. وكثيرون، ... كثيرون جداً يريدون اليوم الانتقام. أنت أيضاً لستِ مثلهم يا إيثار، لك من أختك ألف أخ وألف أخت، لك العراق والعالم والسماء، وهم بقبائلهم وعشائرهم وطوائفهم وذخائرهم... أيتام... أيتام... أيتام.


* مراسل قناة «الجزيرة» الفضائية في ألمانيا، حيث كانت أطوار بهجت تعمل لثلاثة أسابيع مضت قبل انتقالها الى قناة «العربية»، وأمضى في العراق نحو ستة أشهر بين عامي 2003 و2004.


تحياتي (f)


والى لقاء قريب...





03-09-2006, 01:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الى «إيثار» أطوار بهجت .... وإلي أخريات بعد - بواسطة جادمون - 03-09-2006, 01:58 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هديتي إلى العزيز بهجت وباقي الأعزاء الملاحدة قبح "الله" وجوههم The Holy Man 47 13,525 11-12-2010, 10:17 PM
آخر رد: The Holy Man
  جديد الزميل بهجت: ولكن العرب قوم لا يعدلون ! عوليس 36 6,647 06-09-2009, 08:42 PM
آخر رد: بهجت
  دكتور بهجت ..ما تعريفك للمبدأ.؟! الحادي 15 3,670 04-27-2008, 02:37 AM
آخر رد: نيقولا ديب
  إهداء الى الزميل بهجت : Loose Change الكندي 7 1,453 09-25-2006, 03:45 PM
آخر رد: الكندي
  بهجت .... وظيفة حديثة للمرأة السعودية .... المبشره ... نسمه عطرة 18 2,922 06-26-2006, 03:04 PM
آخر رد: نسمه عطرة

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS