أعزائي الأفاضل

فكرة هذا الموضوع تكاد تتفق مع فكرة الزميل philalethist في شريط ( لماذا لا يرسل الله رسولا آخر في عصرنا هذا؟ )

من الملاحظ في تاريخ الأديان السماوية حسب رأي الدينيين أن الأديان جاءت لهداية البشر بعد أن ينحرفوا عن المنهج الإلهي حسب قول القرآن :
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ
وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ
فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ
مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ
لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى
صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213 ) البقرة

أي كان الناس أمة واحدة في الهداية فاختلفوا وتفرقوا عن المنهج الإلهي فبدأ الله بإرسال الرسل تباعا وأنزل لهم الكتب كي يحكموا بين الناس في الاختلاف

من بين الرسل الذين أرسل الله لي وقفة مع الرسول عيسي حسب المسلمين وتجسد الله في إنسان بشري حسب المسيحيين

إنني أتسائل حقا لماذا أرسل الله الرسول عيسي حسب رأي المسلمين
بطبيعة الحال سوف تكون الإجابة لكي يعيد اليهود الضالين إلي المنهج الإلهي
والتساؤل هو ما هو المنهج الألهي الذي جاء به الرسول عيسي بخلاف التوارة ولكي يحلل بعض ما حرم علي اليهود في دينهم (حسب القرآن )
من أجل هذه المهمة البسيطة أعطي هذا الرسول معجزات رهيبة هي علي سبيل المثال الولادة من غير أب ومن أنثي عذراء لم يمسسها بشر من قبل لكي لا يكون هناك أي شك في مولده الإعجازي وحتي لا يتقول متشكك أن الطفل المولود طفل الرجل الذي تزوجته سابقا وتم كفالة هذه الأنثي بواسطة نبي آخر ضمانا لذلك ثم توالت معجزاته فلزوم المعجزة الأولي بعد ولادته كان يجب أن يتكلم في المهد لتبرئة أمه من تهمة الزنا التي حاول اليهود إلصاقها بها وبعد بعثته في سن الثلاثين صنع كمية لابأس بها من المعجزات نفخ الروح في الطيور الطينية لكي تكون طيورا حقيقة ولا أدري ما مصير هذه الطيور هل اختفت فيما بعد ؟ أم ظلت في العالم وتكاثرت مع الطيور الأخري مع أنها طيور معجزية , وإخبار اليهود بما يدخرون في بيوتهم و إبراء العميان والبرص وإحياء الموتي ( وهذه واحدة تعد من أعظم المعجزات في العالم ) ثم معجزة رهيبة أخري وهي الصعود إلي السماء
المهم بعد كل هذه المعجزات كان لابد للعالم أن يمشي علي الصراط المستقيم لمدة لا بأس بها علي الأقل لكي تساوي كلفة هذه المعجزات التي لم يأت بها نبي أو رسول من قبل ( حزمة واحدة ) كما جاء بها الرسول عيسي
وهذا معروف من الناحية الإقتصادية
ولكن للأسف الشديد ما أن صعد الرسول عيسي للسماء حتي تحول أتباعه للضلال بل ظلال أشد وأدهي ( في رأي المسلمين) من ضلال اليهود أي أن الرسالة جاءت بنتيجة عكسية تماما ولم تسفر عن هداية بل أسفرت عن ظلال أشد وأعتي والسبب في هذا الضلال هو المبالغة الشديدة في المعجزات التي أعطيت لهذا الرسول فقد افتتن المسيحيون فيه بسبب هذه المعجزات وقالوا أن من يفعل كل هذه المعجزات لا بد أن يكون إلها

هل كل ذلك من أجل أن يهتدي بعض الأبيويين في زمانه وبعض الأريوسين بعد زمانه أم أن الفكرة في هذه الرسالة هو أن يكون دوره الحقيقي هو التمهيد لرسالة الرسول محمد ولا يقول اسمه الذي سوف يعرف به بل يقول ( أحمد ) ثم يستمر هذا الضلال ويهلك أناس كثيرين في العالم اعتقدوا ألوهيته حتي يأتي الرسول محمد لكي يوضح للناس أنه ليس إلها وإنما بشر ممن خلق الله وكان نبيا ورسولا لبني اسرائيل فقط

ألم يكن من الأجدي التجاوز عن هذا الرسول لأن نتائج بعثته سوف تكون أشد وأقسي من نتائج عدم بعثته ؟

هذا للمسلمين

أما للمسيحين فما الحاجة لأن يستعلن الآب بعد هذا الزمن الطويل من خلق العالم ألم يكن من الأجدي أن يستعلن فور نزول آدم من الجنة أو بعده بمدة يسيرة وينتهي الأمر ولا حاجة لكلفة إرسال أنبياء آخرين ومعهم معجزات وكتب ورسائل و الناس تتعارك مع الرسل ويطاردونهم ألم يكن من الأجدي لزوم الاقتصاد الإلهي أن يتجسد فورا ؟
سوف يقول المسيحيون كان يجب الانتظار هذه المدة الطويلة لكي يبلغ العالم رشده ويفهم هذا التجسد الإلهي
ولكن ألم يكن البشر قرب عهد آدم فيهم من الرشد ما يعرفون به أن أباهم آدم هذا كان هابطا من الجنة,لا بد أن هذه الفكرة كانت سارية لمدة كافية وبالتالي نقل لهم آدم أن الله سخط علي هذا الجنس البشري الذي خلقه فعصاه , لماذا لم يتجسد في عهد النبي نوح أو النبي إبراهيم أو النبي موسي, هل لأجل أن يضطر للهبوط إلي الجحيم لكي يطلب من كل هؤلاء الناس الذين ماتوا قبل تجسده أن يؤمنوا به فاديا ومخلصا ؟, لماذا هذه التكلفة ؟
كذلك فإن حجة عدم الرشد هذه تتنافي مع من نراه من تحول المسيحيين إلي الإسلام أو إلي الادينية والإلحاد بل وتتنافي مع عصر المسيح ذاته ألم يكن من الأجدي أن يرسل الرسول محمد ثم يتلوه بالتجسد ؟

ثم ألم يكن من الأجدي لزوم قداسته وسموه كما يقول المسلمون أن يغفر بكلمة واحدة بدلا من الصلب والإهانة ووجع الدماغ , فيتوب علي آدم وجميع البشر كما قال المسلمون وينتهي الأمر ؟

أفتوني بعلم إن كنتم صادقين


كوكو