{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حوار : ديمة سعد الله ونوس
أمجد غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 749
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #1
حوار : ديمة سعد الله ونوس

صباح البارحة، حي الشعلان كعادته مزدحماً بالناس والسيارات والشرطة والروائح التي تتسلل من محلات البزورية لتسكن شهيق المارة.
هناك في تلك الزاوية تحديداً، وقف شرطي أمام سيارة فخمة " أودي ". تأملها بحذر وكأنه يفتش في حديدها عن نفسه هو الشرطي المرتبك، الذي ربما لم يلامس يوماً صلاحياته المفترضة. أمعن النظر في رقم السيارة الذي يخيفني أن أذكره. تنفسه بصعوبة ثم زفره على ورقة جديدة من دفتر المخالفات. نزع الورقة من الدفتر ورماها على مقدمة السيارة الفضية وكأنه يرمي عبئاً ثقيلاً ليرتاح.

هناك في تلك الزاوية تحديداً، ظهر شاب وسط الزحام. عيناه تتقدان غضباً. في الثلاثين من عمره. طويل القامة. شعره الأسود يتدلى على جبينه وكتفيه. صرخ بوجه رجل يجلس وراء بسطة دخان. سأله عن الشرطي الحقير الذي تجرأ على ممارسة مهامه. سأله عن ابن الكلب الذي خالف السيارة. شتمه وشتم الشرطي بأشنع الكلمات وأكثرها فظاظة. ثم بصق أمام البسطة بالضبط.
هناك في تلك الزاوية تحديداً، جاء الشرطي منتشياً بإنجازاته كموظف يملك الشارع، ينظم السير فيه، يحق له أن يخالف كل السيارات أو أن يتسامح مع كل المواطنين الذين لا يملكون في وطنهم كراجاً يركنون فيه سياراتهم. اقترب الشرطي من الشاب، وقال له بكل جدية أنه ممنوع ركن السيارات في منتصف الشارع. وأنه عرقل بذلك مرور السيارات الأخرى فتوجب عليه مخالفته.
هناك في تلك الزاوية تحديداً، توجه الشاب إلى مقدمة سيارته. أمسك بالورقة التي تخالفه. رماها بكل جسارة في وجه الشرطي ولعن أمه وأخته. في تلك اللحظة، بدا جسد الشرطي وكأنه يذوب ويتلاشى. في تلك اللحظة، ربما فكر الشرطي بالقانون الذي يحميه. ربما تذكر صلاحياته كشرطي ينظم حركة السير. ربما آمن للحظات بكرامته كإنسان يعبر الشارع فيـُشتم هو وأمه وأخته وكل أسرته. تنفس بعمق وطلب من الشاب بكل لطف أن يحترم عمل الشرطي فهو لا يقف في الشارع طوال النهار ليتفرج على الزحام وإنما ليخفف قدر الإمكان عرقلة السير.
هناك في تلك الزاوية تحديداً، رفع الشاب يده ولطم الشرطي بكل طاقته، طاقة محرك سيارة الأودي الفخمة. خرس الشارع تلك اللحظة. الزحام تشتت وصار سكوناً قاتلاً. حتى الروائح عادت إلى أماكنها على الرفوف. ركب الشاب سيارته وكأن شيئاً لم يكن. وكأن هذه الحادثة عابرة في يومه المخنوق بحوادث مشابهة.
جفت حنجرة الشرطي. أمطرت عيناه دمعة واحدة أغرقت الشارع بالإهانة والقهر. نظر إلى السماء وكأنه يعاتب القانون الذي أعطاه صلاحيات لا يملكها في الواقع.
04-11-2006, 01:39 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حوار : ديمة سعد الله ونوس - بواسطة أمجد - 04-11-2006, 01:39 PM
حوار : ديمة سعد الله ونوس - بواسطة ياريموثا - 04-12-2006, 04:02 AM,
حوار : ديمة سعد الله ونوس - بواسطة Nils - 04-12-2006, 09:44 AM,
حوار : ديمة سعد الله ونوس - بواسطة Deena - 04-12-2006, 02:30 PM,
حوار : ديمة سعد الله ونوس - بواسطة EBLA - 04-13-2006, 05:40 AM,
حوار : ديمة سعد الله ونوس - بواسطة أمجد - 04-13-2006, 10:10 AM,
حوار : ديمة سعد الله ونوس - بواسطة هملكار - 04-14-2006, 01:40 AM,
حوار : ديمة سعد الله ونوس - بواسطة ياريموثا - 04-14-2006, 04:44 AM,
حوار : ديمة سعد الله ونوس - بواسطة هملكار - 04-15-2006, 02:43 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  موضوع : غير المسلم في القرآن + حوار مع الاخت "سوسنة الكنانة" حول الموضوع .. الــورّاق 0 644 04-18-2013, 10:35 AM
آخر رد: الــورّاق
  حوار حول شعار الإسلام هو الحل فارس اللواء 0 822 10-04-2012, 11:35 AM
آخر رد: فارس اللواء
  حوار مع نارام سرجون فارس اللواء 1 918 05-24-2012, 06:01 PM
آخر رد: فارس اللواء
  حوار الطرشان السيد مهدي الحسيني 0 1,393 03-12-2012, 03:47 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  حوار مع المفكر صادق جلال العظم فضل 17 6,217 09-04-2011, 02:50 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS