سيدتي الجميلة...

كم امرأة جميلة يمكن أن يقابل الإنسان في حياته؟؟!!لا أقصد المرأة الجميلة التي يمكن أن نقابلها في الشارع للحظة أو تلك التي نشاهدها في التلفزيون في إعلان أو فيلم.امرأة جميلة تقابلها تكلمها و تلمسها و تحس بها,المشكلة هنا أن الجمال ليس شيئا واحدا يستشعره الجميع بذات القوه,نستطيع أن نميز الألوان بسهولة إلا من كان مصاب بمشكلة في الرؤية و لكن ردود أفعالنا تجاه الألوان التي نراها مختلف. تبدو المسألة بغاية الصعوبة نمتلك ذات الجهاز القادر على الرؤية و التمييز مع ذلك يختلف الحكم و قد تتعدد الأحكام بعدد العيون التي تشاهد.

عندما ينعكس شعاع ضوئي من شيء موجود أمامك ,مشهد أو لوحة أو تشكيل لوني ما أو وجه سيده, تنطلق موجاته لتخترق العين, القزحية , الشبكية ,ثم تنتقل عبر العصب البصري الى الدماغ ليقوم بتفسيرها لك , ينتهي هنا دور ميكانيك الرؤية و هذه آليه تقوم بها كل العيون و الصورة النهائية المطبوعة في الدماغ يتشارك فيها الجميع,تبدأ في المرحلة التي تليها ميكانيكا التذوق و هو تكوين رأي أو حكم على الصورة المطبوعة في الدماغ,و هذا قد لا يتفق عليه عاقلين, و من تمايز الحكم تتمايز الأالفاظ ,جميلة , فاتنه,ساحرة, حلوة, بشعة, بتهوي...الخ.و تبعا لميكانيك التذوق الخاص بكل شخص يمكن أن نحدد عدد الجميلات التي قابلهن.

الجميلات هن من لا نستطيع الحصول عليهن ؟؟!! هل يبدو هذا منطقيا, ربط الجمال بالصعوبة وجهة نظر تحمل وجاهة, أعتقد أن نيكول كيدمان في قمة الجمال و قد يعتقد غيري أن ممثلة أخرى في قمة الجمال, و لكن فيما لو ضرب القدر ضربته و أستطعت الحصول على نيكول "و أسمحوا لي أن أقول نيكول بدون ألقاب بإعتباري حصلت عليها" هل ساستمر بالإعتقاد أن نيكول في قمة الجمال أم هي جميلة فقط لا أستطيع الإجابة قبل أن أحصل على نيكول و بعدها يمكن أن نتحدث عن الأمر؟؟!!

و لكن هل نستطيع أن نثق بحكم جمالي نطلقه خلال زمن قصير و خاصة أن تغيير الرأي جزء من ميكانيا التذوق,تحصل أن نعتبر امرأه ما جميلة و ربما في منتهى الجمال ثم نغير رأينا فجأة لتصبح في منتهى الدمامة , و العكس يحصل ايضا,أعرف شخصا كانت تتخطفه العيون من فرط رجولته طويلا و عريضا و لا ينقصه المنصب و لا المال ثم تزوج امرأة أنا أعتبرها في منتهى القبح قصيرة شديدة النحول لونها ممتقع كأنها تعاني من اليرقان شعرها خشن بلا لون محدد و يديها كظهر الضب , أنجب هذا الرجل من تلك السيدة سبعة أولاد ليبرهن على جمال من تزوج و من فرط وقاحته يناديها حبيبتي.

إذا نظرت أليها تتخاطفك موجات شديدة تأخذك و تعيدك تحركك كالبندول حركة متواترة متشابهة و لكن مع حركة تولد ثانية جديدة , تتكلم و تبتسم من عينيها كلام واضح و فصيح لست بحاجة الى ترجمة محلفة و لا فورية , تخاطب جسدك تحركة عن بعد كأنها تتحكم به "بالريموت كونترول",لا تقوم أجزاء جسدها بالوظائف التي نعرفها يمكنها أن تشم بشفتيها أنفها الدقيق المرسوم كالخاتم يشير أليك كالسبابة فتطيع دون مناقشة, وجهها يوظف كل أجزاءه ليشارك في مؤامرة للإطاحة بك, إذا وقفت رقصت , و إذا مشت غنت , و إذا جلست توجت نفسها بلقيس,لا تضحك و لكنها تضاحك كل ما يحيط بها ثيابها سوارها قرطيها,في كفيها عشرة اصابع كل أصبع مرجع لعازف أو موسيقي, و في قدميها عشرة اصابع أخرى تدوس بها على الجغرافيا فتصبح أم العلوم.

تذوب بسرعة و تذيب بسرعة , تنفرط شفتيها سائلا ساخنا عذبا ,و تضيع بين يديك , تدخل فيك تتسلل من المسام المفتوحة التي لم يسدها العرق و توزع نفسها بالقسطاس على كل خلجة من نفسك, الرئتين و الدماغ و القلب,تزداد حلاوة الأوكسجين ,و يزداد سمو الأفكار, و يزداد نقاء الدماء,تعرف أن لديها سحرا فتستخدمه و تحول الأشياء الى حمى مصبوغة بلون أحمر فتسبح في لجة من الماغما, ليس أحلى من السباحة على سطحها إلا الغوص في أعماقها,تتحكم بالإيقاعات جميعا و تعطيك شعورا بالسيطرة لا تفكر بشىء إلا و تجده أمامك,و عندما تذهب لا تتركك قبل أن تنسى علكتها في فمك.

في غرفة قليلة الإضاءة ترتفع عن سطح البحر ستين مترا حيث الأكسجين اقل و الضغط الجوي أقل و درجة غليان الماء أقل من مائة , تأكدت أن تلك السيدة في منتهى الجمال.لذلك سأستعير جملة من أغنية راغب علامة :

سيدتي الجميلة....ممكن تسمحيلي.