نزيف

هذا دمي .. مجرد خيط طويل أحمر ( كل شيء في لابد أن يكون أحمرآ ) .. أحب أن أرى هذا الخيط يتجمع في بركة صغيرة .. نعم أحب هو الفعل المناسب فأنا أنزف مع هذا الدم أخطائي .. خساراتي .. هزائمي .. لاأحس بأن حياتي تتسلل مني .. أحس بأن ذلك الذي يتسلل هو الحياة الأخرى التي لاأريدها .. أراقب البركة الصغيرة تكبر قليلآ قليلآ .. ألا ينبغي أن أفقد وعيي في لحظة ما ؟ ألا ينبغي أن أموت ؟ كل مايحدث هو إني أبقى أراقب الخيط المتسلل مني وأحس براحة شاملة تتجمع داخلي وبرضا خالص .. يخيل لي إن كل شيء أصبح في شفافآ وإني أتحرر من نفسي .. ربما أطير .. لا .. هذه البركة التي تنحو للسواد شيئآ فشيئآ لاتبدو الآن مريحة وأنا لاأطير بل أقرر إيقاف النزيف .. أليس هذا مفزعآ ؟

شظايا


الوطن الذي كان : كان ..

الحزب الذي كان : كان ..

الأصدقاء .. الرفاق.. كل ماكان لدي ينهار في لحظة واحدة .. أكتشف إن كل ماكان لدي كان لدي ولم يعد لي إلا الذكريات .. كل شيء إنهار .. الوطن لم يبق منه إلا ذكراه.. أفكار الحزب تلونت لتناسب المرحلة .. الأصدقاء والرفاق رسموا ملامحآ جديدة على وجوههم ويدي فارغتان .. حتى أنا أبحث عن نفسي ولاأكاد أجدها فقد حطمها هذا الكم الضخم من الخسارات وتركها لي شظايا .. كيف سأعيد كل هذه الشظايا للكائن الذي كنته أنا ؟

هل أستطيع ؟

إحتياج

أحس بوحدة قاتلة ..أحس بأني محاصرة وأني بحاجة لمن يفك حصاري هذا وأنا ضعيفة وعاجزة تمامآ .. أحس بفراغ كامل داخلي .. أحس بطعم الموت وأنتظر بدآ صديقة ..أحتاج حد الموت يدآ صديقة تربت على كتفي وتقول لي إني لست وحيدة وتكسر هذا الحصار الخانق الذي يجتاح الفضاء المحيط بي .