هناك لبس في التوحد بين الضمير و الاسلام في نهجه و منهجه سواء منذ قيام الثورة المحمدية الى الفاطمية في مصر مرورا بالشيعة في العراق و الحقبات المتواترة بين تلك الفترات وصولا الى اليوم..

فالضمير هو الوعي. وهو ما يسمى بالانكليزية consious الا أن الضمير باللغة الفرنسية أكثر وضوحا, فهي con-science و تبدو هنا كلمة science بكافة ملولاتها و رموزها هي (العلم) و ال con هي المرادف للأشياء الدالة على رمزيتها. و بالتالي فان الضمير هو الوعي و الوعي هو الثقافة أو العلم. و العلم هو ما (يعلمه) الانسان من صوت و صورة و باقي الحواس اللملتصقة بالمخ خالق the creator العقل..

ولو تأملنا التاريخ الاسلامي منذ الثورة المحمدية في غزوة بدر, لوجدنا أنه كان هناك فريقين متقتاتلين. فريق أرتضى بالتماثل كوعي و فريق يحارب من أجل الرفاه و الاختلاف. فقد كان القرشيين وهم ذوي ملل متغايرة رحبة يقاتلون أمة حديثة ذات وعي حديث توحدت في أحادية أشبه بالفولاذ, وهم قوم و جنود محمد.

الا أن الغلبة كانت للأحاديين, و بسرعة أنتشرت تلك الأحادية بين الناس في الجزيرة العربية, لتشكل وعيا غريبا على المجتمع, سمي فيما بعد بالأخلاق الاسلامية..

والضمير الاسلامي, هو الثقافة الاسلامية بكامل صورها و حروفها و رموزها وقدسيتها. فالذين قتلوا يهود بنو النضير و القينقاع و خيبر و بقروا بطونهم و سبوا حرائرهن و قتلوا شيبهم و شبابهمو هم أولى افرازات الضمير-الوعي الاسلامي في تاريخ الأمة منذ 14 قرنا و حتى اليوم..

وجحافل الجيش العربي التي أمتدت من شمال الجزيرة الى فارس, كانت تحمل وعيا اسلاميا "اقتل من يخالف عقيدتك" فقد فعلها قبلك الصحابة المرضيين المبشرين بالجنة و اللحاق بهم هو السير خلفهم و على خطاهم دون حياد أو مزايدة..

واليوم نحن نجني ضمير تلك الثقافة و ذلك الوعي. فلا يزال الدهماء من الأمة يفرقون بين الكافر و المسلم و تنصب (الضمائر) في مكان الحاكم القاضي و الجلاد..

أما من فدائي ملحد يعتلي جبل قبيس في مكة مرة أخرى يسمع العالمين ..الحقيقة..!!

حسام راغب..