حافظ الشيخ صالح

الأمريكان وحلفاؤهم في العراق، وفي الإقليم، يجب أنْ يقتصدوا في أفراحهم بمقتل أبي مصعب الزرقاوي، ويجب أنْ يُطامنوا من خيالات طموحاتهم، فما هذا سوى فصل في القصة وجولة في المعركة، فالـمُقاومة العراقية باقية ومُستمرة ومُسترسلة، ولئنْ كان الزرقاوي مدة سنتين ونصف أحد أركانها، الـمُثيرة للجدل، فإنه ألبتة ليس ركنها الوحيد، ولا هو ركنها الأساس أو الرئيس، كما أنّ «القاعدة«، بكل مثالبها وعيوبها وانحراف فكرها واعتلال مزاجها، ليست هي الفصيل الوحيد في المقاومة العراقية، فإن زال فرد جاء أفراد، وإنْ أفل فوج نبعت أفواج، إلى أن ينجلي الاحتلال ويرتفع الظلم الـمُظلم الحاصل الآن على أبناء الأغلبية الطبيعية وأبناء المصبّ الرئيس أيْ أهل السنة والجماعة فيستعيد هؤلاء أنفاسهم التي صادرها منهم الاحتلال وحلفاؤه في الحكم من قادة وأجناد التنظيمات الصفوية التصفوية الاستئصالية.

لكنْ الآن بعد مقتل الزرقاوي فإن علينا الانتظار فترة من الوقت لنلاحظ إنْ كان في إمكان «القاعدة« التعويض عن خسرانها قائدها في العراق، ولنلاحظ على نحو خاص مصير الفكر التكفيري، الذي قامت من البداية قوائمه على تنظيم «القاعدة«، وهو الفكر الذي بتاتاً لم يُحسِن صنعاً في العراق في هاتين السنتين ونصف السنة، من طريق تكفيره طائفة الشيعة، وأيضاً وبالدرجة نفسها تكفير الكثرة من أهل السنة والجماعة، فتفاقمت لسببه الفوضى، واندلعتْ نار التقسيم الطائفي، وخسرتْ المقاومة العراقية تأييد الكثرة من الشيعة، طبعاً من بين أسباب أخرى.

الآن المطرقة والمسمار إنما هما في يد الشيعة وتنظيماتهم وفي يد الحكومة من أجل رأب الصّدع الطائفي، واسترجاع اللحمة الأهلية بين الشعب، وهذا ما لن يحصل أبداً من غير براءة عامة، من صوب الشيعة، من الصفوية وفكرها وارتكاباتها اليومية الفظيعة والـمُنوعة ضد أهل السنة والجماعة، فالفكر التكفيري عند أبي مصعب الزرقاوي يُقابله بالضبط فكر تكفيري آخر، من قماشة مختلفة، لدى الصفويين الـمُتغلغلين الآن في أكثر المنظمات الشيعية كما في الاستخبارات ووزارة الداخلية التي من بوابتها تخرج فرق الموت الأسود.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=167516&Sn=shkh