[CENTER]القوات الدولية أغلقت أبوابها أمام أهل القرية و المسؤولين العرب أغلقوا قلوبهم
لم يعرف الأطفال الأربعة في بلدة مروحين أنها المرة الأخيرة التي سيتناولون فيها الفطور، كان صباحهم مختلف عن أي صباح، و خاصة أنهم يرون في وجوه الكبار هناك هلع و خوف و رغبة باللجوء إلى مكان آمن من طائرات تبحث عن "مخازن" لحزب الله.
أغلقت المنظمة الدولية أبوابها في وجوههم بعد أن غادروا القرية نتيجة التهديد الإسرائيلي بقصفها، ثم عادوا و غادروا إلى أن مزقتهم صواريخ الطائرات، مات حلمهم و ماتوا دون أن يسمعوا نتائج و مقررات اجتماع وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا ...لإنقاذهم.
نعم كان العدو الإسرائيلي قد هدد اليوم السبت سكان بلدة مروحين عبر مكبرات الصوت و قال أن أي مدني لن يسلم و لن يبقى حيا إذا بقي في القرية لأنه اعتبرها الهدف و "خزان الأسلحة" للمقاومة .
المذبحة بدأت و لا تختلف عن مذابح اسرائيل السابقة عندما نزح الأهالي خارج القرية ،على الطريق بدأ القصف عندما كانت الأمهات يمسكن بأيدي أطفالهن، انتهى المشهد و لكن مسلسل الدم لم ينته،ولكن المحطات الفضائية نقلت ان 23 شهيدا سقطوا ، حصلنا على الخبر لكن الصورة بقية حمراء و قاتمة لم نرها بتفاصيلها و كيف اختلطت أشلاء الكبار مع الصغار، الحدث بدأ امام الكاميرا و انتهى كذلك، ومازلنا ننتظر نتائج اجتماع الوزراء العرب .
القوات الدولية لم تستقبل أهالي القرية بحجة أنهم لا يريدون تكرار مجزرة قانا و قالوها علنا أيضا وحتى انهم لم يؤمنوا نقلهم إلى مناطق آمنة، حتى لا تتكرر المجزرة لكنها تكررت و بقيت الأشلاء التي مازالت الشاهد على دمنا .
وحسب ما نقلت وسائل الاعلام يوجد في البلدة حاليا بعض المتقدمون في السن نفذت منهم الأدوية والإمدادات والصليب الأحمر لم يستجب حتى الآن لاستغاثة المدنيين .
والمعلومات المتوافرة تشير إلى أن 700 شخصا تقريبا نزحوا من القرية و بقي فيها حاليا 150 شخص ربما ينتظرون الموت .
و باعتبار ان دمنا رخيص و لم تغب صورة الطفلة التي سقطت في أول أيام العدوان في الجنوب عن الصحف و عن قلوبنا و عيوننا حين حملها احد الشبان و اختلطت عظامها مع بعضها هي أيضا لم تكن تعرف أنها ستموت و ان طائرة ستستهدفها هي و أحلامها و أقلامها و ضحتها في ذلك اليوم مع كل ذلك قال الناطق باسم قوات حفظ السلام ميلوش شروغر خلال اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة اليوم السبت و بعد الجريمة
مباشرة أن القوات لم تكن لديها معلومات عن نزوح الأهالي خارج القرية.
و قال أن " عددا كبير من الذين لجؤوا إلينا سمح جنودنا لهم بالدخول إلى الملاجئ كما أن القوات اللبنانية هي التي يجب أن تكون المسؤولة الأساسية عن سلامة المواطنين على أراضيها".
لكنهم ماتوا و تكررت مجزرة قانا و أضيفت مجزرة أخرى إلى تاريخ إسرائيل، صورة الأب الذي يجري و يبكي و يقول "يا الله أولادي ماتوا" هي في أذهاننا منذ عام 1996 في قانا..عناقيد الغضب و عناقيد أخرى سقطت على الجنوب و على أطفاله..و مازال مسؤولينا يجتمعون لدراسة الوضع مع عدم وجود أي فارق ما بين الأمس و اليوم سوى أنهم أوصدوا قلوبهم و أغلقوها و حجبوا عيونهم عن الرؤيا تماما.
Syria-news.com