عندما تمت عمليه خطف الجندي بواسطه حماس انتعش الجميع و بدأت قصائد المدح و المباركه علي العمليه النوعيه و عندما تكلم البعض عن الرد الاسرائيلي و حجم الدمار الذي سوف تعيشه مناطق السلطه تم اتهامهم بالعماله و تخوينهم ثم جائت العمليه النوعيه الثانيه بخطف حزب الله للجنديين ليبدأ التهليل الذي لم يوقفه التوقعات برد فعل قاسي او تدمير لبنان.
و عندما بدأت آله الحرب عملها في الحالتين انطلقت ابواق التنديد بضعف الموقف العربي و خيانه الحكام و استسلامهم و لوم الامم المتحده الضعيفه الهشه. و لكن هل هذا جديد, هل كانت تتوقع حماس او حزب الله ان مبارك سوف يحرك الجيش المصري لحدود اسرائيل تهديدا لها في حاله اقدامها علي معاقبتهم! هل توقعوا ان يقوم خادم الحرمين بحشد طائراته و التهديد بقصف اسرائيل!, هل توقعوا ان يجتمع حكامنا و يقروا بقلب رجل واحد الحرب علي الكيان الصهيوني! هل توقعوا ان تطرد الامم المتحده اسرائيل من عضويتها!
من منكم توقع هذا و هل تظنوا ان حماس و حزب الله توقعوه و صاغوا علي هذا الاساس حساباتهم هذا إذا كانت هناك حسابات من الاساس
إذا كنتم تعرفون مقدما رد فعل الدول العربيه و الامم المتحده فلماذا اللوم و اين هي ورقه التوت التي سقطت من علي النظام العربي فليمسكها لي احد, هل هي نفس الورقه التي تسقط في كل مصيبه من مصائب العرب التي لا تنتهي و التي لا نتعلم منها.
و مع ذلك استمر التنديد من ناحيه و لم يتوقف التهليل من الناحيه الاخري
ولماذا يتوقف التهليل ؟...... لم يفعل حزب الله سوي قطع ارزاق 12000 الف مومس فاسقه,
اما مهندسين و اطباء و محاسبيين و بنايين و تجار و مزارعين لبنان فلن تتأثر احوالهم فهم في ازدهار و رخاء بسبب هذه العمليه!!!!!
ولماذا يتوقف التهليل ؟...... لم يفعل حزب الله سوي اضاعه الموسم السياحه الخليجي في لبنان,
اما الصناعه و الزراعه و التجاره فكيف تتضرر من تدمير الجسور و المطارات و محطات الكهرباء و حاله الحرب التي تعيشها الدوله!!!!
ولماذا يتوقف التهليل ؟...... فقتلي لبنان هم شهداء إلي الجنة و اما مصابهيم فليصبروا علي ما ابتلاهم الله به و لهم اجرهم جزاءا حسنا بينما قتلي اسرائيل قرود تساق إلي جهنم.
فحزب الله الذي نفذ عمليته النوعيه ضمن المقاومه الوطنيه اللبنانيه التي اصبح هو وصيا عليها دوننا عن الحكومة الموقره و اصبح له حق جر الدوله إلي حرب دون الحاجه ليس إلي موافقه او استشارة بل حتي إلي إخطار حكومه الدوله التي يفترض انه جزءا منها و التي سوف تدفع الثمن جراء هذه العمليه!!!!!!
و حين يقول البعض ان العمليه ليست اكثر من لعبه اظهار عضلات بين ايران من جهة و بين اسرائيل و من ورائها امريكا من الجهة الاخري و ان قسوه الرد الاسرائيلي لسيت رساله إلي لبنان بقدر ما هو رساله إلي ايران, فيكون الرد هؤلاء هم اعداء المقاومه المتصهينين.
و حين نقول ان صواريخ حزب الله لن تفعل اكثر من اعطاء اسرائيل الفرصه لإظار نفسها في موقع المهدد الذي فقد مواطنيه الأمن و انه يتعرض لحرب حقيقيه تستحق منه الرد القاسي الذي لا ينتهي إلا بزوال هذا الخطر من علي حدوده فيكون الرد هؤلاء هم الخونه المنافقين.
اما النتيجه فكل مره لا تفعل غزواتنا الوهميه اكثر من تأكيد ضعفنا و ضياع دولنا و لجؤنا لمزيد من افيون الشعارات لإسكان آلامنا و اوجاعنا و لكننا لا نستفيق يوما لعلل آجسادنا او ما ننزفه من دمائنا.
اقول للبنان انه لا يزال هناك من يعتقد ان لبنان وطنا يستحق الوجود و ليس ساحة لتصفيه الحسابات و إظهار العضلات , و ان للبنان شعبا يريد الآمان و السلام لا ان يظل رهينا لتوازنات القوي في المنطقه , و ان بلبنان اجداد يستمتعون رؤية الاحفاد يلهون حولهم و اب و ام يريدون حياة آمنه لابنائهم و شباب يرنوا إلي المستقبل و الحب و انهم جميعا ليسوا علي استعداد ان يبدؤا يومهم بصفارت الانذار او ان يناموا ليلا علي دوي الانفجارات.