المقاومة ستنتصر .. والسماسرة يمتنعون!!


بقلم: أسامة رشدي


تساءل بالأمس الجمعة روبرت فيسك في افتتاحية صحيفة الاندبيندنت البريطانية عن عدد من ينبغي أن يقتل من أطفال لبنان تحت القصف الصهيوني حتى يقتنع العالم بأن ما يحدث في لبنان الآن هو جرائم حرب؟
وإذا كان فيسك يسأل الإنجليز وحكومة بلاده فمن حقنا أن نسأل أيضا نظامنا في مصر الذي يشارك في هذا الإجرام والعدوان على الشعب الفلسطيني بالمشاركة في ضرب الحصار الظالم عليه ، ويشارك في العدوان على الشعب اللبناني بتبرير الغزو والتدمير لمنشآته المدنية والإعلامية وبنيته التحتية وقتل أطفاله وشيوخه في صورة من أبشع صور البلطجة والإرهاب، ومشاركته من قبل في العدوان على العراق الشقيق والذي أنتج وضعا مأسويا وخطيرا لا يعلم إلا الله كيف يمكن احتواء آثاره المدمرة على العراق والمنطقة بل والعالم أجمع.
هذا النظام الذي يدعي دجلا وكذبا الحكمة البالغة (!!) قام بالتفريط على مدار الربع قرن الأخير في أمن مصر القومي وفرط في عمقها العربي والأفريقي، فأصبح دور مصر في المنطقة مجرد سمسار يقوم بتمرير بعض الصفقات والترويج لبعض السياسات والمؤتمرات في شرم الشيخ وغيرها والتي تصب في النهاية في تنفيذ السياسات الأمريكية والصهيونية ، وكأن ما يجري على حدودنا الشرقية مع الشعب الفلسطيني أو بالقرب منا في بيروت يحدث في أمريكا اللاتينية ولا يمس أمننا القومي والعربي في الصميم.
هذا النظام الذي نخر الفساد عظامه وأصيب بالشيخوخة والهرم بات شغله الشاغل الآن هو مقاومة دعاوى الإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان، وقد استطاع استنادا لقوى صهيونية الاستفادة وتوظيف بعض الأحداث كفوز الإخوان ببعض المقاعد البرلمانية في مصر، وفوز حماس بالانتخابات في الضفة والقطاع والنجاح الذي حققته المحاكم الشرعية في الصومال على أمراء الحرب ، كل ذلك عزز وضع نظام مبارك الذي كان يقتات دائما لتبرير ديكتاتوريته وفساده على أن الإسلاميين هم البديل في حال وجود ديمقراطية حقيقية وانتخابات حرة.. ولذلك فتراه من أجل المحافظة على استمرار نظام التزوير والفساد وتمرير مشروع التوريث، يبرهن بسياساته الشاذة على أنه القادر على تنفيذ مخططات أمريكا وإسرائيل في المنطقة، ووصل التبجح حد تيرير ضرب أحزاب المقاومة الإسلامية سواء في فلسطين أو لبنان وإن كان الثمن هو استهداف الأطفال والنساء وبنية الشعب الفلسطيني واللبناني التحتية ومنشأته المدنية .. وفي سبيل ذلك لا يمانع أيضا في الانخراط في كل السياسات والمشاريع الوهمية والمؤامرات الفاشلة التي تستهدف المنطقة بلداً بعد بلد فمن الشرق الأوسط القديم إلى الشرق الأوسط الجديد.. هكذا هو الدور المصري الآن.
هذا النظام الذي لم يفلح إلا في نشر التخلف وانهيار المشروع القومي وتراجع التعليم والبحث العلمي وتفشي التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان وتفشي الفقر والجوع والبطالة والمرض.
هذا النظام لا يمكن أن يكون ممثلا لمصر ولا لشعبها العظيم ولا يعكس حجم مصر الحضاري ولا تاريخها الإسلامي والعربي ولا يعبر عن دور مصر الإقليمي والعربي والإسلامي، إنه نظام معزول مرتعش خانع وخائف من شعبه وممقوت من أمته، وهو بهذه المواقف يعجل بزواله ونهايته بإذن الله.
المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يسير مبارك في فلكه يمضي من فشل إلى فشل بفعل السياسات القائمة على أسس ونبوءات دينية متطرفة وشريرة وحاقدة على كل ما هو إسلامي وعربي، لا تخفي رغبتها في تدمير المنطقة وإعادة رسم حدودها والقضاء على أي عناصر للمقاومة فيها، وهي سياسات خرقاء سرعان ما سيكتشف المواطنون في أمريكا وأوروبا أنها ليست إلا هروبا للإمام للتغطية على الفشل المتكرر ومحاولة لتلمس أي نجاحات تبرر لشعوبهم حجم الإنفاق الهائل وحجم التضحيات غير المبررة، التي خلقت وضعا صعبا للعالم أجمع وتنذر بتتفجر براكين الغضب في المنطقة.
أما حلفاء هذا المشروع الصهيوني في المنطقة وعلى رأسهم نظام مبارك فستصيبهم لعنة الفشل لا محالة ولن يفلتوا من غضبة شعوبهم، كما سينتصر الشعب اللبناني والفلسطيني بإذن الله لأنهم يقاتلون دفاعا عن أوطانهم وأرضهم وحقوقهم. ..فقط مطلوب من السماسرة أن يمتنعون..