الذي يبدو من تخبطات المسؤولين الاسرائيليين وتصريحاتهم
انه نوع من إعادة منح الجمهور الإسرائيلي نوعا من الإحساس بالنصر
هذه الحرب التي تورطت فيها اسرائيل هذه المرة تنفيذا لاجندة امريكية
تبين انه لا يمكن لإسرائيل أن تتعادل فيها عسكريا مع مقاومة حزب اخفى حتى عن جمهوره وانصاره قدرات ستغير مستقبلا معادلات ونظريات وعقائد مدارس عسكرية كبيرة
يشدد قادة الدولة العبرية على أن الانتصار مطلوب لأن غيابه سيترك آثارا استراتيجية على مستقبل الدولة اليهودية.
هم محقون بذلك ولعل زلقة لسان شمعون بيريز بان ما يحصل مسألة حياة او موت بالنسبة لاسرائيل في محلها الحقيقي والواقعي

اسرائيل بلا ردع وبلا نصر
يعني لن يطول الزمن الذي ستتحول به هذه الدولة جنوب افريقيا ثانية يحكمها اليهود والعرب على السواء

إسرائيل هزمت
وما يجري منذ اسبوع هو محاولة استعراض قوة للتغطية على النتائج المخزية لجيش دان حولتس
وكل القصف الجوي الذي طال معظم الاراضي اللبنانية مؤخرا كان قصفا سياسيا لجيش مهزوم

لاحظوا معي هذه المفارقات
بعد المؤتمر الصحفي للجنرال ميشال عون تم قصف منطقة مناصري عون في كسروان وساحلها
بعد مؤتمر نبيه بري الصحفي ايضا الذي قال فيه لا نصر لاسرائيل لدينا تم قصف منطقة الشياح المحسوبة عليه وقصف جسر الحجة الملاصق والمؤدي الى قصر المصيلح مركز بري في الجنوب
بعد تصريح السيد فضل الله بان اي قوة دولية لن تأخذ بعين الاعتبار حماية اهل الجنوب ستعامل كقوة احتلال
فتم قصف مدارس الايتام ومعاهد المبرات في الضاحية ومنطقة الجنوب (معروب) التابعة لمؤسسات السيد فضل الله

هذه اعمال جيش مهزوم عسكريا فقد اخلاقياته بل وفقد صوابه

ما يضحك ويبكي من ناحية اخرى أن أتباع إسرائيل في العالم العربي يدّعون بأن مجرد قبول حزب الله أخيرا بإدخال الجيش اللبناني إلى الجنوب يعتبر خسارة لحزب الله وهزيمة نكراء له
بل ذهب بعضهم الى أن مجرد القبول بوقف اطلاق النار هزيمة للمقاومة
لكن الواقع يقول ان حزب الله لم يهزم بالمقاييس السياسية والعسكرية بل حقق انتصارا كاسحا

كيف ؟
بمجرد وقوع اسرائيل المدنية والعسكرية تحت الغطاء الناري والصاروخي للحزب يعني ذلك سقوط مقولة الدولة التي لا تقهر التي غرسوها في وعي العرب جميعا على مدى عقود
وبالتالي إسرائيل المحصنة بغطاء القوة كُشف عنها فأصبحت ملطشة حتى لعرب ال 48 ومحط اذلال لقوى الممانعة في الضفة وغزة
هذه المسألة قد لا نفهمها نحن ولا تشكل لدينا اي اهتمام
ولكن لدى الحكومة الاسرائيلية تشكل مقتلا وضياع لجهود تزييف الوعي العربي استمر خمسة عقود
الان اسرائيل في حالة من الذعر ومن الخزي لا يوجد لها مثيل ولم يوجد لها مثيل في حروبها السابقة
ولو كان هناك قدرة نفسية (عند العرب) للهجوم على إسرائيل في هذا الوقت بالذات لانتهت بدون اي تعب او جهد او حاجة الى تصريحات نجاد واستحضار مقولات عبد الناصر والخميني ولهرب الجيش الإسرائيلي قبل الشعب اليهودي واستقل السفن عائدا الى موطنه الاصلي .
لان النصر بالنسبة لاسرائيل هو نصر إرادات والهزيمة هزيمة ارادات
هذه الحرب بنتائجها الحالية ستنعكس على الهجرة اليهودية الى فلسطين سلبا وسنرى قريبا هجرة يهودية معاكسة
وساذج من يعتقد بانها لن تؤثر

استراتيجيا
حيدت القوة البحرية الاسرائيلية ولم يعد لها اي قيمة عسكرية
ودمرت مفخرة القوات البرية (الميركافا الجيل الرابع )
وشل الدعم اللوجيستي حتى تموين القوات الاسرائيلية المتقدمة يلقى لهم بها من الجو وربما وقعت بيد عناصر المقاومة واستفادو منها
والقوات الخاصة (غولاني وايغوز وشيبيت) لحقت بها الاهانة والشرشحة
وأخرجت القوة الجوية من التأثير في المعركة فذهب الإسرائيليون لقتل المدنيين من أجل الإزعاج والتمويه وإظهار أن الربح هو بحجم الدمار وكثرة القتل.
وما يقوم به الطيران الاسرائيلي على فظاعته في الجانب المدني اللبناني لكنه عسكريا مثل (الضراط على البلاط ) ولا يمثل الا حركة إعلامية فاشلة .

سياسيا
اسرائيل تفاوض الان على اساس قدرتها على قتل الابرياء وتدمير البنى التحتية اللبنانية
ولا شيء آخر

يتبع مع دوليا واقليميا