إن وراء الأكـمـة ما وراءهـا ،
الزمـــلاء الكــرام :
منهم للرحيل مستعدون ،
وللحق ذاهبون ،
ولا ينسون مع ذلك نصيبهم من الدنيا .
والبعض كالفراش تائهون يقعون على النار يلتمسون نورا فتحرقهم.
والبعض مدفـوعون ومدفـوع لهم .
والبعض مروجون للشائعات .
والبعض مصفقون ومطبلون ، بل ومشاركون في الباطل ،
وأكثرهؤلاء بلا عقل وبلا دين مسحوبون على وجوههم يعمهون ولا يعقلون ، هم جيوش مجيشة للباطل من حيث لا يدرون ، فهم مجرد كوم بارس ،
يعيثون في النت فسادا ، ويدقون للباطل أوتادا ، ويذرون في أعينهم وأعين غيرهم رمادا.
والبعض يعيش النرجسية بأبهى صورها ، يحسب أنه المثقف الهمام ، والفريد بلا كلام ، وأنه النعمة الكبرى للأنام ، ولا يهمه ما ذا يأتي ولا من أين ولا إلى أين ولا كـام.
أعذروني ربما هي :
:boisdormant:أضـغـاث أحـــلام :boisdormant:.

ــــــــــــــ
سمعت حكمة أحببت أن نستفيد منها : ـ
قيل مثل الدنيا كمثل صحن مليء بالعسل :
والناس كالذباب ( أعزكم الله ) يتدافعون عليه ويتزاحمون ،
فمنهم من رمى نفسه فيه بشراهة فغرق فمات ، ومنهم من وقف على طرفه فالتمس منه ولكنه التصق ولن يخرج حتى يوغل فيه ويهلك ومنهم من وقف يتفرج ويمني نفسه ويترقب الوصول ، ومنهم من عرف العاقبة وأثر السلامة والرحيل ،
فكن من الفئة الأخيرة وادرس العاقبة والتمس النجاة واكتسب الحسنات ليضاعفها لك الله الكريم.
واعلم أنك في منامك أو في مقامك لا تأمن القضاء والقدر ، ولا تدري نهاية السفـر ،
ولا تدوم على حال ، ولا تدري متى تضع الرحال .
ودمتم محروسين بنعمة الله ورحمته .