ما كشف عنه تقرير الدكتور صلاح البندر من مخطط مخابراتي سري بغض النظر عن الأهداف التي كان يرمي إليها من وراء ذلك، يدل على أن النظام يخطط لجريمة إبادة جماعية ضد الطائفة الشيعية في البلاد، وإقصائهم عن المراكز الحساسة، وتذويب هويتهم ووجودهم.

لقد آن الوقت أن يحاكم شعب البحرين آل خليفة على كل الجرائم التي ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها بحق أبناء الشعب.

إن شعب البحرين وبسبب ما كشف عنه التقرير من فظائع ومخططات سرية طويلة، متوسطة وقصيرة الأمد ما يزال متكهرباً لهول المخطط الخليفي المحكم الذي يقوم عليه ثلة من المأجورين الذين أمات الله قلوبهم، وصاروا يعينون النظام على إتمام مشروعه من أجل حفنة من الدنانير، وآلوا على أنفسهم إلا أن ينطلقوا من الحقد الدفين لحبك المشروع المنظم، وبالتالي فهم يشاركون في "الجريمة المنظمة" التي يبدو أن النظام كان يعد لها منذ زمن طويل.

أقول إن ما كشف عنه صلاح البندر ليس جديداً في فحواه، ولكنه جاء موثقاً بشكل أذهل النظام محتوياً على "صكوك الخيانة" والوثائق التي تدل على أن المشروع قائم وأن العمل فيه يجري على قدم وساق، إن النظام الخليفي الذي ما زال يثبت للعالم بأسره أنه نظام طائفي يقوم على تقليص الدور الشيعي، إنكشف قبح وجهه وممارساته المنحطة أكثر من مرة، ولكن لا يوجد أحد يعتبر أن ما كشف عنه البندر يعتبر جريمة إبادة جماعية، فالمعارضة التي حصلت على نسخة من التقرير ما زالت تصر على أن تتعاطى مع النظام الخليفي في مشروعه الخطير ناسية أو متناسية أن الجريمة الخليفية المنظمة تستهدفها بالدرجة الأولى.

إن المشاركة في المشروع التخريبي للشيخ حمد بأي شكل وتحت أية ذريعة لا يمكن أن يكون أقل خطراً مما كشف عنه تقرير البندر، وإن الدعوات الخجولة التي تقدمت بها بعض أطراف المعارضة بتكوين لجنة تحقيق..هذه الدعوات وأمثالها التي ما زالت تراوح مكانها لن تطهر المؤسسة الرسمية بشكل كامل من الفساد الإداري والمالي، بل لن تقضي على رأس الفتن خليفة بن سلمان الذي لا يمكن أن يكون بعيداً عن هذه "المؤامرة" قيد أنملة، إن رئيس مجلس الوزراء الذي ما تزال يداه ملطختين بدماء شهداءنا الأبرار، وما تزال عقليته على حالها ما يزال يصر على أن يواصل تنفيذ مخططاته القذرة عن طريق إثارة النعرات الطائفية وتمويل المنتفعين والخونة لتنفيذ مخططات شيطانية الهدف منها هو تطويع الشعب البحراني وإذلاله بغية مواصلة السرقات.

نعود فنكرر إن ما كشف عنه البندر من فظائع، وما أثاره تقريره من تساؤلات يجب أن لا تمر مر السحاب ليست بالأمر الجديد ولكنها جاءت مختلفة هذه المرة بطريقة علمية موثقة تتحدث بلغة الأرقام وتسمية الأشياء بمسمياتها.

ولا يجب أن نعتبر أن رئيس الوزراء، وزعيم الحقبة السوداء خليفة بن سلمان هو المسئول الوحيد عن هذه الجريمة؛ فالنظام الخليفي الحاكم يقف وراء هذه الجريمة، ويمولها من أموال الشعب المظلوم، وأرى أنه من الضرورة بمكان، بعد أن أصبحت القضية تتخذ منحى آخر أن على المعارضة بشتى توجهاتها، يقف من خلفها شعب البحرين أن تستفيد من هذا التقرير، وتقوم بدراسته دراسة معمقة لتتبين مدى خطورة ما تنوي القيام به حين تشارك في الانتخابات الصورية القادمة.

نسأل الله الكريم أن يفضح مخططات النظام الخليفي، ويكشف وجهه القبيح للعالم كله، وأن يحفظ شعبنا المظلوم من النظام وأزلامه، إنه سميع مجيد.