{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
على ماذا يحتفلون ؟! .
بريق غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 195
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #1
على ماذا يحتفلون ؟! .
لوهلة ظُن إن الفرح محروم على العراقيين .

ولوهلة أخرى ظُن إن الرصاص معدوم وجوده في بعض العراق حيث يفترض إن يُسمع إطلاقه على جنود الاحتلال .

تلك الوهلتين تبخرتا عندما ملأ السرور ، والحبور بعض الوجوه العراقية المرهقة ، وخروجها للشوارع معبرة عن فرحها ، مع غزو الرصاص سماء بعض مناطق العراق ، ولم يكن ذلك الغزو من اجل مقاومة المحتل ، وإنما تعبيرا عن الفرح ، والسعادة ، والشعور بالبهجة .. تحت مرأى جنود الاحتلال المتطلعين لتلك المظاهر الاحتفالية ، وعلامات الدهشة والرضا - معا - تملا أشداقهم .

وبالموازاة مع تلك المظاهر فقد شوهدت عبارات الترحيب ، والتبريكات ، والتهاني تتوسط شاشة العراقية ، وبشر رئيس الوزراء المالكي بنهاية حقبة ، والقى الحكيم عبارات التهاني عبر قناته الفضائية ! .

ليس من نافلة القول التصريح إن هذا الاحتفال ، والصخب لم يأتي لأن الاحتلال الأمريكي ، والغربي للعراق قد لملم حقائبه ، وغادر بغداد والعراق ! .. بل إن الداعي لذلك الفرح العارم هو إن الاحتلال نفسه قد انتصر لبعض الضحايا ، وحكم على الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالموت شنقا .

هذا الاحتفال ، والفرح الطاغي ، وهذا الابتهاج العارم يتم ، ويعلن ، ووضع العراق أسوا مما كان عليه أيام صدام حسين .

يتم هذا الاحتفال ، وعدد القتلى في العراق منذ أربعة سنوات تقريبا - أي منذ غزو أمريكا لهذا البلد - يتجاوز الستمائة وخمسين الف عراقي ، وعدد القتلى يوميا يقترب من 200 قتيل .

يتم هذا الاحتفال ، والعراق الموحد غير موجود سوى في الورق ، وعلى الخارطة ، ففعليا ، وواقعا فالعراق مقسم ، ومُقطع لأوصال مشتتة شمالا ، وجنوبا ، ووسطا .

يتم هذا الاحتفال ، والعراق يعيش في حرب طائفية ، ومذهبية مستترة ، ومقنعة تحت مسميات متعددة حقيقتها الكبرى كونها حرب أهلية .

يتم هذا الاحتفال ، وثروة العراق لا يُعلم عنها شيئا منذ قدوم المحتل ، وهي عرضة للنهب ، والسرقة ، والتبديد من الجميع ، وكل طرف منهم يتهم الآخر ، في أشارة لاختلاف اللصوص حين القسمة .

يتم هذا الاحتفال ، وأزلام ، ورجال صدام حسين استعيض عنهم برجال اقل ما يقال عنهم أنهم لصوص ، وخونة ، وعملاء ، وفاسدين .

يتم هذا الاحتفال ، وفدائيي ، وجيش صدام يستبدلون بمليشيات تقتل على الهوية ، وتسفك دماء العراقيين بغير حساب .

باختصار يتم هذا الاحتفال وصدام كان يدير عراقا أفضل بكثير من العراق الذي يُحاكمه الآن .

ان المسلك الاحتفالي السابق لا يمت ، ولا بأي حال من الأحوال للواقع الكئيب ، والمصير المشئوم الذي يعيش فيه ووصل اليه العراق اليوم ، وهو واقع يسوء بمراحل عن ما كان عليه نفس البلد عندما كان يديره صدام حسين .. وليس في مسلك الاحتفال السابق تعبيرا عن قدرة المحتفلين على تحسين أوضاعهم ، أو شعورهم بالسلام ، والطمأنينة ، وإنما هي مشاعر تعبر عن نفسية مأزومة ترتهن للتاريخ ، وتقف على أطلاله ، ولو كان واقعها مأسوف عليه أكثر مما مضى .

ما الذي يستفيده العراقي - الضحية لصدام حسين - عندما يستبدل قاتله بقاتل آخر ؟! .. وما الذي يستفيده هذا العراقي المُحتفل وهو يعلم انه يُقتل بأداة أخرى غير يد صدام ؟! .. أليس الأجدى به إن يثور على قاتليه ، ولا يفضل قاتلا على آخر ؟! .. بل ما المكسب الذي يحققه العراقي الضحية ، والحكم يصدر وهو لا يملك من صياغته ، وإقراره شيئا ؟! .

لن نخالف المنطق ، ونجافي الحقيقة ، ونقول إن هذا الاحتفال لا يوجد ما يستدعيه ، ولن نخون دماء الأبرياء متهمين الاحتفال بالمشاعر الكاذبة غير الصادقة ... لكن لن نكف عن الاستطراد ونقول إن نفس الأشخاص ، ونفس الضحايا يُقتلون الآن بأيدي أخرى اشد قسوة ، وسفكا للدماء .

لكي يكون الحكم عادلا على صدام حسين ، فيجب قبل ذلك من محاكمة طبيعة الشخصية العراقية ذاتها ! ، تلك الشخصية الجانحة في تعاملاتها مع خصومها السياسيين نحو العنف ، والقسوة !.. فلم يشذ صدام عن تلك الطبيعة القاسية ، وكان وفيا لنمط شخصيته العراقية ! .. فالتاريخ السياسي الحديث يشير ان العراقي المتطلع للسلطة عليه إن يرتقي ذلك المكان فوق جماجم المنافسين له القابعين في نفس المركز .. بل إن المفارقة المضحكة إن مقتدى الصدر ابرز المطالبين بإعدام ما يصفه بـ(هدام) قد حقق له مركزا سياسيا عندما صفى خصمه السياسي عبدالمجيد الخوئي قتلا متهما إياه بالعمالة ، والخيانة ، بدون محاكمة في طريقه للاستفراد بمرجعية طائفته ، وهي - إن تأملنا - نفس ممارسات صدام ، وطريقته في دعاويه على خصومه !..

لا يجب ان يُفهم أننا نسعى لتبرئة صدام من تهم الديكتاتورية ، والاستبداد ، والقمع ، والوصول للسلطة عن طريق سفك الدماء ، والبقاء بها بنفس الوسيلة لمجرد حجة إن جميع أقرانه السياسيين السابقين له وصلوا للسلطة بنفس الطريقة ! .. أن سيادة القانون ، ومحاسبة المخطئين على مساويهم ، وخطاياهم ، وتحقيق العدالة هو أمر لا يمكن الاعتراض عليه ، أو رفضه .. فان يحتكم القائد المستبد لحكم الشعب ، وان يخضع لإرادته ، وان يحتكم للقانون ، وان تُفرض عليه العدالة لهو عين الصواب ، وهو ما يجب ان يتم .. لكن في حالة محاكمة صدام فهو كمستبد ، وظالم في حق الشعب العراقي يحاكم بوسائل غير عراقية ، ولإغراض غير عراقية !.. فكيف يتفاخر المحتفلون بفعل لم يحققوه لأنفسهم ، وإنما حققه لهم الغير؟! .. ومن المثير للسخف أكثر إن هؤلاء المحتفلين غير قادرين على مجرد التأكد من هل سوف يتم تنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين أم لا ! .. فهذا التنفيذ للحكم خاضع أيضا لنفس الطرف غير العراقي الذي اصدر عبر أدواته الحكم ، وهو يقرن تداعيات هذه المحاكمة منذ البدء لضرورات ، وأهداف انتخابية داخلية في بلده .

أن صورة المشهد الكئيبة هي إن الناقم على صدام لا يملك من عنان أمره شيئيا كما هو الحال بكل العراق الذي لا يملك حريته ولا استقلاله ، ولا سيادة قراره .. وهؤلاء الناقمين هم مجرد مشجعين في لعبة هم وقودها ، وهم المصفقين والمتحمسين لتداعياتها ... وتشجيعهم ذاك خاضع لسيطرة الاحتلال الذي يجود عليهم بأهداف غير شرعية بين الفترة والأخرى تحمس تشجيعهم أكثر ، وتنسيهم بالموازاة مع ذلك أنهم هم وقود اللعبة ..

ان ذلك التشجيع وذلك الاحتفال المتطرف - لو تأملنا به أكثر - لوجدنا انه مرتهن للتاريخ ، واقف على تخومه ، وأطلاله ! .. يغذي ذلك الارتهان ، والوقوف درجة كبيرة من الحقد ، والحمق معا ، وقادة سياسيين مستفيدين ، ومستغلين لوضع قائم ، وواقع كئيب جلبه الاحتلال للبلد ، وهو - أي الاحتلال - مأساة العراق الحقيقية التي يغفل عنها المحتفلون متمسكين بقشور من خلال إزالة نظام صدام ، ولو كان الواقع الحالي يسوء عن حال العراق أيام صدام بما لا يمكن قياسه .

11-09-2006, 02:06 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة بريق - 11-09-2006, 02:06 AM
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة الكندي - 11-09-2006, 03:07 AM,
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة طنطاوي - 11-09-2006, 10:20 AM,
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة طيف - 11-09-2006, 11:44 AM,
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة jafar_ali60 - 11-09-2006, 01:05 PM,
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة بريق - 11-09-2006, 06:53 PM,
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة الكندي - 11-09-2006, 08:36 PM,
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة طنطاوي - 11-09-2006, 11:46 PM,
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة بريق - 11-10-2006, 03:43 AM,
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة The Godfather - 11-10-2006, 07:58 AM,
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة jafar_ali60 - 11-10-2006, 08:53 PM,
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة طيف - 11-10-2006, 11:45 PM,
على ماذا يحتفلون ؟! . - بواسطة بريق - 11-11-2006, 12:27 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الأقباط يحتفلون بعيد الميلاد وسط أجواء احتقان Kamel 1 611 01-07-2007, 09:03 PM
آخر رد: Kamel
  الارمن في ايران يحتفلون باليوم العالمي لمخترع الخط الارمني على نور الله 56 11,344 10-31-2006, 09:50 PM
آخر رد: طيف
  اذا أردت أن تعرف ماذا سيجري في سوريا.عليك أن تعرف ماذا يجري في الاكوادور..??!!! بسام الخوري 4 1,495 08-20-2005, 11:20 PM
آخر رد: هملكار
  اللبنانيون يحتفلون بعيد الاستقلال. Emile 2 643 05-07-2005, 08:38 PM
آخر رد: خالد

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS