{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق
آمون غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 700
الانضمام: Jan 2004
مشاركة: #1
التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق


ها قد أعدم صدام حسين وانتقل إلى رحاب رب غفور رحيم عسى أن يتغمده برحمته ويلهم أهله وذويه وأتباعه الصبر والسلوان ، ورغم أني ـ مثل كثيرين غيري ـ تمنيت ألا ينفذ فيه حكم الإعدام أو ألا يحكم عليه بالإعدام أصلاً لكن هذا ما حدث للأسف الشديد .

ولعل أهم وأعظم ما يمكن أن نعبر به عن مشاعرنا تجاه فقيدنا الغالي هو أن نبحث ونتأمل في الظرف التاريخي والثقافي والاجتماعي الذي جعل من المرحوم ما كانه (طاغية دموي موغل في التوحش) وجعل نهايته بالطريقة التي انتهى بها (الشنق على يد خصومه) ، وهذا على أساس أنني أفترض أن مشهد نهايته على المشنقة وثيق الصلة بمسيرته الطويلة كطاغية ، ليس بمعنى أن الشنق جاء كعقوبة على جرائمه كطاغية ، بل بمعنى أن صدام المشنوق وطالبي الثأر شانقيه صادرون جميعا عن نفس الثقافة وخاضعون لنفس ضغوط وإكراهات واقع تاريخي وسياسي يسّيرهم كما تسّير الأقدار أبطالَ التراجيديا الإغريقية ، وفي هذا المعنى أرجح أن صدام حسين ما كان له إلا أن يكون طاغية وشانقيه ما كان لهم إلا أن يشنقوه ، الطرفان ـ كلا من موقعه ـ تبادلا الإمساك بمقبض نفس الخنجر وكلاهما لم يتردد في غرس الخنجر في رقبة الطرف الآخر ، والحق أن تاريخ العراق الحديث ـ منظورا إليه من زاوية معينة ـ لم يخرج عن قصة الخنجر الذي ينتقل من يد إلى يد دون أن تقصر واحدة منها في استخدامه .

حاولت الأمس واليوم أن أعود إلى بعض منظري الاستبداد والطغيان ، وخصوصا الفيلسوفة الأميركية – الألمانية حنا آرندت ، طالباً العون في فهم التوتاليتارية البعثية الصدامية ، ولم أفلح في الوصول إلى شيء ، ذلك أن آرندت عالجت بالنقد والتحليل نماذج من نظم شمولية تقود أمماً متجانسة ومتماسكة ثقافياً واجتماعياً ، مثل النظام النازي في ألمانيا والماركسي ـ اللينيني في روسيا والشيوعي في الصين ، فيما العراق بلد منقسم على خطوط عرقية ـ مذهبية ، وهذا الاختلاف الأساسي بين العراق والبلدان الثلاثة تجعل فرضيات آرندت الأساسية في شأن الطغيان غير ذات معنى بالنسبة للحالة العراقية .

مثلا ، افترضت هذه الفيلسوفة اليهودية عشيقة مارتن هايدغر النازي ، أن الشمولية تكون ممكنة حيث توجد جماهير متطلعة إلى الانتظام السياسي ، والجماهير هي هذه الكتلة الضخمة من غير المبالين بالشأن العام الذين لم ينطووا تحت لواء أي تنظيم مدني مثل الأحزاب السياسية أو النقايات المهنية أو اتحادات تجارية أو غيرها ، ويفتقدون لوعي مشترك بمصالح وأهداف مشتركة وعملية وممكنة مثل تلك التي تنشدها طبقة اجتماعية منظمة مثلا ، هذه الجماهير برعونتها وافتقادها لأي خبرة بالجدل السياسي ووعيها المشوه هي الحضانة التي تتلقف طروحات الشموليين غير العقلانية دائما دون مساءلة لا تملك أدواتها وشروطها ، فهل يمكن تخيل أن الشمولية البعثية وجدت في العراق جماهيرَ من هذا النوع ؟ أشك كثيراً ، فالانقسام المذهبي والعرقي الحاد في في هذا البلد (وأي بلد مشابه مثل لبنان) يحول دون تجميع كتلة جماهيرية راجحة تحت لواء واحد ، والحق أن عامل الانقسام هذا يجب أن يوفر هو نفسه حصانة ضد الاستبداد (تأمل الحالة اللبنانية) .

طالما أن الانقسام العراقي من شأنه أن لا يوفر قاعدة جماهيرية للشمولية البعثية وفي نفس الوقت لم يؤد دوره المفترض في منعها أو على الأقل التخفيف من حدتها ودمويتها ، فأين بالضبط تنبت جذور الاستبداد العراقي ، والتوتاليتارية البعثية خصوصاً ؟

سؤال أدعوكم للاجتهاد في تقديم إجابة عليه .




01-01-2007, 09:31 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - بواسطة آمون - 01-01-2007, 09:31 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  من أين اشتقت التوتاليتارية؟ ماجن 2 1,439 10-30-2008, 01:53 PM
آخر رد: lellou
  هل بدأ العد التنازلي لتفتيت العراق ؟ : انزال علم العراق باقليم كردستان ابن نجد 222 55,512 10-14-2007, 02:11 AM
آخر رد: ابن نجد
  شيعة العراق بالمهجر ... سلموا العراق ..وتفرغوا لتغيير مذاهب العباد !!!!! نسمه عطرة 1 983 01-29-2007, 01:02 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  الاتصالات الامريكية البعثية تتواصل متجاهلة الجعفري فضل 7 1,272 06-15-2005, 12:57 AM
آخر رد: على نور الله
  وابتدا مسلسل التنازلات البعثية السورية الذليلة Truth 4 839 02-28-2005, 12:31 AM
آخر رد: فضل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS