كلما اردت توجيه النقد الى قبضة التشييع السياسي الذي يتجذر في العراق، كلما جاءت ضربة جديدة من قوى الارهاب الوهابي تؤدي الى قتل مئات من ابناء الشيعة الفقراء والبسطاء تعيق طرحا موضوعيا يمكن التعرض له بهدوء.


ان إصرار السلفيين الوهابيين على إستئصال الشيعة جسدياً وبهذه الوحشية المتناهية، لاتترك مجالا للتفاعل مع عناصر الصورة العراقية من اجل إنقاذ مايمكن إنقاذه وخلق إتفاق وطني.

إن المزيد من الضربات الجماعية لن تؤدي إلا الى فقدان الامل و لدى المزيد من الشيعة والانضواء تحت مظلة مشروع الاحزاب الدينية الطائفية، وإغلاق العقل، ليبقى تقسيم العراق هو الحل الوحيد " العاقل" او القضاء على بعضنا البعض.

إن التفجيرات العشوائية التي تبرز مدى الحقد الوهابي/ السلفي على المشروع الوطني، يصب الماء في طاحونة تعزيز سلطة الاحزاب الشيعية الطائفية وتجذير مشروعهم على حساب العراق بأكمله.

إن تصرفات المتتطرفين السنة الدينيين، ولااقول البعثيين، تفرض على الصراع ان يأخذ منحى ديني طائفي، ليفصل الطائفيتين الى معسكرين متخاصمين. هذه الاستراتيجية تجعل الوهابيين منتصرين تكتيكياً، إذ انهم يصبحون حامي حمى الطائفة من عمليات الثأر التي يقابلهم بها متتطرفي الشيعة من الميليشيات الحزبية وعملاء ايران.

وبالرغم من انه تجعلهم اقوياء تكتيكياً، إلا انها ليست في صالحهم إسترتيجياً، فهي تؤدي الى استنزافهم وجميع القوى السنية الاخرى التي من السهل القضاء عليهم تحت نفس الحجة، في ظروف إبادة الشيعة العشوائية.

عاجلا ام آجلا ستتضطر القوات الامريكية للخروج، لتواجه القوى الوهابية السلفية خصمها اللدود وجها الى وجه بدون إعلام او صحافة، ولن تكون النتيجة في صالحهم ابدا وهم الذين اهدروا قواهم عبر سنين، في الوقت التي تحافظ فيها الميليشيات الطائفية الشيعية على قواها وتتدربها وتزيدها في إنتظار لحظة خروج الامريكان. عندها لن ينفع حتى الفيدرالية.


إن استمرار عمليات الطائفيين، تخرب الحوار الوطني وإعادة الاصطفاف ضد الطائفية. إنها تجذر الطائفية وسلطتها وتضع الاساس لشق العراق، فلماذا؟