تحية طيبة وبعد

جلنا, هنا من أصول اسلامية. ننتمي عرقا و لحما لآباء و أمهات مسلمين. ولنا أشقاء مسلمون وأخوات مؤمنات قانتات حافظات لفروجهن. بل شخصيا, لي كثير من الأصدقاء المسلمون الملتزمون, بل ولي أصدقاء من هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, وبحكم عملي فان لي أصدقاء حميمين من القضاة الأكثر اسلاما ممن سلفوا في القول, ومع علمهم يقينا ب "علمانيتي" فهم لا يكنون لي الا كل المحبة و التقدير. بل بعض منهم لا يناديني الا "يالعالماني" و حين يأتي وقت الصلاة يقول لي القاضي "انت ما عليك صلاة" يقصد المرأة الحائض. وهو يقولها مازحا. ولم يصدف أن تعارض عملي و مرافعاتي مع نهجي و ديدني التنويري.

صدقوني, ان ما نقوله هنا, نقوله لكل اصدقائنا, و نتحاور معهم كما نتحاور هنا, وينتهي الحوار بابتسامات و تهكمات سريعة, ثم يعود كل منا من حيث أتى. لم اشعر قط أنني مضطهد في بلدي أو انني منبوذ بعلمانيتي أو لنهجي الذي أخترته لنفسي و بارادتي..

أنتم اليوم تجهدون أنفسكم في أمر محسوم. فالتدمير الذي تقومون به لن يسكت أفواهنا, وحواراتنا هنا لن تغير شيئا. فالأمة, وهذا لتطمينكم في غيبوبة تامة و يستحيل أن تفيق. لقد أرتضت هذا النوع من الحياة وأصرت عليه, وكل ما هو ليس بوعيهم ليس مقبولا, مهما حاولنا و مهما فعلنا و مهما كتبنا و مهما صحنا و مهما بكينا : هم كما هم ..وسيظلون..

حسام راغب..