Awarfie
متفرد ، و ليس ظاهرة .
المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
|
النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT
1 - وربما كان ما يضع صعوبات أمام تطبيق مفهوم' اللحظة الفاصلة' أنه ارتبط بفلسفة عامة للتغيير والتقدم تتصور أن المجتمعات والإنسانية تنتقل من خلال هذه اللحظات الحاسمة.
يمكننا القول بان تغييرا حاسما طرا على المنطقة ، بغض النظر عن ازمات الشرق الاوسط المزمنة . لان الشرق الاوسط اعتاد فعلا على امتصاص ازماته ،لكن هذه المرة فشل ، تقريبا ، لان هناك لحظة حاسمة كانت بمثابة الانزيم الذي دخل التفاعل الشرق اوسط بقوة و قام بتسريع تلك التفاعلات مما ادى الى التغييرات الحالية و التي شملت ما يشبه الاصلاح الاجتماعي و القانوني في اغلب الدول التي تتسم بالمرونة و خاصة دول الخليج و الاردن و مصر
ألا و هو ( الانزيم ) احتلال امريكا لافغانستان و من ثم للعراق مما وجه ضربة مباغتة للانظمة الشمولية و خاصة الثيوقراطية في المنطقة !
2 - ولا يمكن تفسير الهجوم الواقع علي الدولة اللبنانية, والتدمير المنظم للدولة العراقية ......والتفكيك المستمر للسلطة الوطنية الفلسطينية , والهجوم الجاري من قبل المحاكم الشرعية علي ما تبقي من السلطة السياسية الصومالية, وحتي استعراضات الملثمين في جامعة الأزهر, و يمكنني أن أضيف على الفكرة ( آورفــاي ) ( دعم اتباع الحوثي في اليمن و تشجيعهم على الوقوف ضد الدولة على طريقة نصرالله لبنان ، مما ادى الى موت اكثر من 160 رجلا في المعارك بينهما ) بعد نشر التشيع على مستوى عال إلا كنوع من الهجمات المتنوعة علي الدولة العربية الحديثة.
كما ارى ، فان مشكلة التشيع كانت بمثابة الشوكة التي قصمت ظهر البعير . فمع كل مآسي العراق ، كانت دول الخليج تكاد تكون غائبة ، لكن عندما بدات ايران نشر التشيع على الحدود الشرقية للسعودية انتبهت السعودية الى ان ايران باتت تشكل خطرا جديا على العالم الاسلامي ، كما تراه السعودية !
3 - وفي هذه المرة فإن اللحظة الفاصلة ليست حالة انقلابية كتلك التي عرفناها من قبل, ولا نوعا من الحركات الثورية التي تابعناها فيما مضي, ولا طريقا للتغيير يجري في معظم الدول, ..............أما حالة الفوضي التي تسعي إليها القوي الأصولية المختلفة فهي التي تمزق المجتمعات وتحولها إلي أشلاء .
اذا كانت اللحظة الفاصلة كما يرى الكاتب ، و ليس كما اراها انا ، هي قيام ايران بنشر الفوضى داخل الدول العربية بحجة التشيع . و نسي الكاتب ان يذكر لنا الدور الايراني في محاولة احتكار و الاستئثار بالنضال العربي ضد الصهيونية و اسرائيل و الانظمة التي تتعامل مع امريكا ، كما ترى ايران ! و لهذا فقد كان للور الايراني في تزعم الثورة الشعبية ضد اسرائيل ما جعل الجماهير تهتف لحسن نصرالله في كل مكان و تصفق لحماس و هي ترفع شعارات تسر ايران ( طبعا غاية حماس كانت محاولة الصمود ضد الحصار الاسرائيلي العربي و الامريكي و الاوروبي عن طريق المعونات المالية الايرانية ! فقامت القوى التي تتمسح بالدين و تدعي احتكاره بفوضى عارمة تهدد امن البلاد التي تواجد فيها مؤيدي ايران : حسن نصرالله – لبنان ، الحوثي يدعمه الزنداني – اليمن ، حماس – فلسطين ، النظام المعزول في سوريا ضد شعبه + الشعب اللبناني ، الارعن مقتدى الصدر و زعرانه و مؤيديه من جماعة بدر – العراق ، النظام السوداني- و قد تلوث بالمال الايراني و شلة النجويد التي تعمل ذبحا بمسلمي السودان و مسيحييه على حد سواء في دارفور .... الخ .
4 - هذا الفراغ الاستراتيجي واكبه فراغ ثقافي وسياسي حينما بدا لدي النخب السياسية العربية الحاكمة أن موضوع الإصلاح في الدول العربية لا يزيد علي كونه مؤامرة أجنبية;
لا اوافق على فكرة أن هذا الفراغ الاستراتيجي واكبه فراغ ثقافي وسياسي ، لان هوة كبيرة بدات تظهر بين الانظمة من جهة مواجهة مع الرأي العام و المثقفين من جهة ثانية . لا شك ان النخب السياسية العربية الحاكمة اعتبرت أن موضوع الإصلاح في الدول العربية لا يزيد علي كونه مؤامرة أجنبية; لان ما حدث فاجا الانظمة التي كانت ساكنت سكون القبور عن مجازر صدام و ارهاب حافظ أسد و استبداد القذافي و نطوطات فلان و فلان من القادة العرب ...الخ و لهذا اعترت الضغوط الامريكية عليها بمؤآمرة تمس سيادتها ، ومتى كان يحق لامريكا ان تطلب من دولة عربية تعديل دستورها و تغيير برامجها التربوية و قوانينها و علاقاتها السياسية مع المعارضة الداخلية ...الخ . كان الامر كارثة اهتزت لها الانظمة ، فمنها ما قبل الامر كامر واقع و منها ما اثبت بانه مقبل على الدمار ، قبل ام لم يقبل ، و كانت تلك الانظمة الشمولية مثل سوريا و ايران و القذافي و غيرها . فلاحظنا كيف عكس القذافي سياسته من المتمرد الاول الى الحمل الوديع الذي سلم اسلحته الاستراتيجية عن كل طيب خاطر كي لا يحاكم لاحدى جرائمه و التي ثبتت بالدليل القاطع . و هناك سوريا التي ما زال نظامها يمانع ، خوفا من سقوط رأس النظام و اخيه و صهره . و مما يجدر ذكره ان سولانا في آخر زيارة له الى سوريا منذ يومين كان شرط بشار له ان يحصل على موافقة اوروبية باستثناء أسرة الاسد من مطالبات المحكمة الدولية .
5 - وببساطة فإن المشروع الأصولي للمنطقة وجد نفسه في فراغ استراتيجي يبحث عمن يملؤه, وساعده حماقات ونزعات عدوانية أمريكية وإسرائيلية وحالة من الغيبوبة الأوروبية والدولية; وعندما تم انتخاب أحمدي نجاد في إيران فإن المشروع وجد لنفسه قاعدة من دولة أعادت الاعتبار لمشروعها الثوري مرة أخري.
لست اوافق الكاتب هنا على ان امريكا و اسرائيل ارتكبتا حماقات كانت كعوامل مساعدة للاصولية . فاحتلال العراق حتى هذه اللحظة مبرر تاريخيا ، و حل الجيش أيضا و ربما كان قانون اجتثاث البعث هو من الاخطاء التي وافق الامريكيين عليها و دفعوا ثمنها غاليا اذ بسبب هذا القانون تحول كل موظف عراقي بعثي الى مقاتل ضد الجيش الامريكي ( و ليت الامر توقف على قتل الامريكي فقط ! و بالطبع كانت ايران الممول المزدوج للعدوين المتصارعين على الكعكة العراقية . فقد كان بعض مسؤوليها يدعمون الصدر بالمال و السلاح و الفاعلام و المكاتب و الرجال لكي يمزق السنة في العراق و يحتل المساجد و يخطف المشايخ بينما هو في العلن يعلن تضامنه مع الشعب العراقي كافة . و كان هناك مسؤولين ايرانيين آخرين تقدم المال و السلاح و العتاد بكافة اشكاله للمقاتلين السنة كي ينشروا الفوضى داخل العراق و خاصة داخل بغداد و داخل الشوارع عبر التفجيرات التي تجعل الوسط العراقي غير صالح للحياة تحت الرعاية الامريكية مما يحمل امريكا مسؤولية كبيرة امام المجتمع الدولي . كما كانت ايران تعم بعض السياسيين الشيعة الفاسدين الذين تتملكهم مشاعر الطائفية و الحقد التاريخي ضد ما عانوه سابقا على يد صدام الذي كان مدعوم عربيا و سنيا ، عندما يطلق قذائف مدافعه على مدنهم و يبيد سكانها . لذلك لجا والئك الى التعامل مع فرق الموت الشيعية الصدرية و جماعة بدر منها كي ينتقموا من ناحية و يحصلوا على الارهاب المناسب ليفرضوا مواقف معينة على السنة العراقيين و يحتلوا مواقعهم القديمة في السلطة و يحصلوا على امتيازات من خيرات العراق !
6 - ما يعقد المسألة أكثر بالنسبة لمصر أن الطبقة السياسية علي خلاف ألوانها وطوائفها بين الحكومة والمعارضة لم تكتشف بعد طبيعة التعقيد الجاري في الساحة الإقليمية. وعندما خرجت جماعة الطلبة في جامعة الأزهر ملثمة لابسة أقنعة الجهاد وملوحة بالعنف السياسي,
لا ادري لماذا يعتبر الكاتب احزاب مصر بهذا الغباء و عدم المسؤولية ! ربما كان يحاول في المؤتمر دغدغة السعوديين الى انهم تصدوا للخطر الايراني . لكن مثقفي مصر لم يقصروا ، ولو أن بعضهم لم يقصر في الحصول على الدعم الايراني فكان يمدح سوريا و ايران في الآن نفسه ! لكن بشكل عام كانت الاحزاب تهتم بوضع مصر الداخلي حيث كان مبارك يعمل على توطيد حكم التوريث الملكي للسلطة على الطريقة السورية ، فكان لا بد للوقوف ضد مشروعه هذا فدفع زعيم كفاية ثمنا باهضا لقاء ذلك ، و كان على الكاتب ان يذكر هذا المسالة لو انه توخى الصدق و العدالة في حجمه !
7 - فلم تعد الدولة العربية مشروعا يخصها كما كان الحال خلال العقود الأربعة الماضية حينما شهد العالم العربي حكومات ملكية وجمهورية, عسكرية ومدنية, ثورية وتقليدية, وإنما بات المشروع الواحد الأصولي هو المطروح علي الأمة كلها, قد تختلف الوسائل أحيانا ولكن الأهداف واحدة. وعلي جبهة واسعة ممتدة من المحيط إلي الخليج يوجد العديد من النقاط الفاصلة تبدو منفصلة عن بعضها البعض, ولكل منها ظروفها وشروطها, ولكنها كلها تتجمع في نقطة فاصلة واحدة تريد تصفية الحساب مع الدولة المدنية التي تراكمت تطوراتها خلال القرنين الماضيين. !.
لم يكن للدولة العربية ما يثبت بان لها مشروعا يخصها منذ اكثر من أربعين سنة تقريبا سوى القضية الفلسطينية التي تحولت مع الزمن الى معيار لتسابق المتسابقين للوصول الى السلطة داخل كل دولة عربية ، و بعد الوصول تصبح القضية مجرد علكة فقدت طعمها الذاكي . و لطالما كانت تلك الدويلات ، بل شبه الدويلات ، تدخل في احلاف ضد بعضها البعض . لكن اخيرا بدا يتبلور في الافق حلفان ، هما حلف ايران و معها سوريا بشكل علني ، و معها السودان بشكل غير معلن ! و الحلف المضاد و يضم السعودية و دول الخليج و مصر و لبنان الحكومة ، اضافة الى الاردن و الكويت . اما ما تبقى من الدويلات العربية فهو يعتبر نفسه غير معني بكل ما يجري في المنطقة الشرقية من الوطن العربي .
تحياتي للجميع .
:Asmurf:
|
|
03-15-2007, 09:05 AM |
|