{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #46
هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟

عزيزي a.rahman ،

تقول :" تسميها أنت الحياة بينما قد يسمـّيها آخرون الله أو الطبيعة. "

و أرى بان :
الحياة شيء يختلف عن الطبيعة . انها مجموعة السمات المميزة لوجود و استمرارية وجود ، و سلوك ، كائن ما ، يعيش في هذه الطبيعة . فحياة الذبابة هي غير حياة الانسان .
و الله هو مجرد فكرة لم تثبت حقيقته كما ثبتت حقيقة الوجود !

و تقول : " أليست الذات مصدر كل أفعالنا ورغباتنا؟ حتى عندما نفكر بمساعدة الآخرين، أليس الدافع تلبية حاجة ذاتية؟ وهل الضمير بعيد عن الذاتية؟ "

و ارى بان :
الذات بالمفهوم النفسي هي غير المفهوم الاجتماعي ! فالذات تعبر عن وعي الهدف لكن الانسان كثيرا ما يسعى الى اهداف هو لا ينتبه لوجوده . و نرى ذلك في نظرية سيجموند فرويد حول دور الليبيدو في صنع الحضارة الانسانية ( انا اجد نظرية فرويد فيها الكثير من المبالغة ) و هي ليست خاطئة تماما او صحيحة تماما .
فالدوافع تحرك القسم الابدائي في نفس الانسان وهو ما يسميه فرويد " الهو " او ما نسميه بالعقل الباطن . و هذا الهو تحركه الغرائز و الدوافع ، اما الذات فهي اكثر وعيا و انتباها لالعاب الهو و هي تعمل على ما يمليه العقل من متطلبات اكثر من تلبيتها للدوافع بشكل غريزي مباشر ! اما الضمير يا عزيزي ن وهو ما يسمى بالانا الاعلى ، او المنظومة الثقافية او العقائدية التي يفرضها المجتمع على الفرد ، بحيث يصبح من يخالف تلك المنظومة هو " انسان بلا ضمير " بالنسبة لذلك المجتمع ! وهنا نجد سطحية من يحدثك عن الضمير و كان الضمير هو كتلة ثابتة و محددة و متجانسة لدى كل البشر و في كل المجتمعات .


كما أرى فان الحقيقة المؤلمة هي في النظر الى عبثية الحياة اذا نظرت اليها كمسالة ذات غاية بحد ذاتها . اما الموت فهو مسالة بديهية ، فيزيائية ، عادية ، لا اعرف لماذا تهتز الذات لذكرها . فكل شيء معرض للتغير و التبدل من شكل الى آخر ..... الخ .... كما قال لافوازيــه . اذا ، لماذا نجد الموت مسألة بهذه الجسامة ؟ لا اعرف ! ربما لان البعض لا يستطيع ان يتصور بانه لا يختلف عن اية حشرة او دودة في حالة الموت ، و انه يؤمن كجدوده بان الانسان أرقى بكثير من حشرة في هذه الحياة العبثية ! و الموت يؤلم من بقي حيا ، لانه فقد شيئا كان يالفه و ترتاح اليه نفسه ، و كم شاهدت أشخاصا يبكون لموت كلب عايشوه لسنوات ، ناهيك عن موت انسان !

" هل يمكن أن نصل إلى الطمأنينة من خلال خداع أنفسنا بوضع أهداف وهمية لحياتنا العبثية الخاوية؟ "

هذا ما اجبنا عليه بالقول ، نعم و " أفضل طريقة لان نتمكن من الوصول الى حالة من الطمانينة المرافقة لعبثية العيش في عالم خواء ، هو ، ان نفعل كما فعل سارتر ، ان نضع لانفسنا هدفا مجديا ، انه الالتزام بقضايا تساعد على التخفيف من يبابية هذا العالم و سرابيته و لامعقوليته . وكانت لسارتر قضاياه ، اذا فلتكن لنا قضايانا التي تلهينا عن البحث غير المجدي عن مبررات الحياة ! "

"
إذا كانت حياتنا عبثية وخاوية، كيف تكون أهدافنا مجدية؟ مجدية لمن؟ للآخرين؟ وما الذي يدفعنا إلى مساعدة الآخرين؟ الرضى عن النفس؟ راحة الضمير؟ عدنا إلى الذات لندور في حلقة مفرغة.
كيف نخفف من يبابية وسرابية ولامعقولية هذا العالم إذا كنا نحن بهذه الصفات؟ فاقد الشيء لا يعطيه. "

عندما نتحدث عن عبثية الحياة ، فنحن نتكلم بشكل فلسفي . اما واقعيا فهناك من يستمتع بالحياة لدرجة انه يجدها جنة ما بعدها جنة . و هناك من يعاني و يتالم يوميا ،او يرى الموت يخيم على من حوله بسبب المرض او الجوع او الحرب ، و مثل هذا الانسان قد يجد الموت أرحم له ، و الحياة عبث بعبث ! فالمسالة تختلف واقعيا عما هي فلسفيا . و من الناحية الفلسفية لا يمكن ان تكون هناك اهدافا مجدية في حال وجود حياة خاوية . لهذا فانت هنا تخلط بين المستويين . لهذا ركز على مستوى محدد في النقاش . فلو اخذنا المستوى الفلسفي بعين الاعتبار فلا اهمية للضمير او الذات او اي شيء ، في حال ان الحياة كانت خاوية ! اما واقعيا ، فهناك الرغبة بتغيير حالة تلك الحياة القائمة بفعل الصيرورة التطورية مما يرغمنا على تقبل الحياة اذا كان يسودها مبدا اللذة و نعمل على تغييرها اذا كان يسودها مبدا الالم . وهنا تكون اهدافنا مجدية لنا و لغيرنا و ربما للاجيال القادمة . و بهذا نخفف من سرابية الواقع المظلم اذا غيرناه و الواقع الحالي في العالم يرينا كيف ان هناك دول يعيش اهلها في جنة دائمة ( تقريبا ) و دول أخرى يظن اهلها بانهم يعيشون اواخر الايام ما قبل يوم القيامة .

" فأنا مثلاً أتكلم بحماس واضح للتشكيك بجدوى الحياة والدفاع عن الانتحار، فلماذا لا أتخذ موقفاً عملياً يوافق كلامي؟
إذا استبعدنا مرض ازدواجية الشخصية يمكن أن يكون السبب أن أصحاب هذا الفكر البعيد عن التطبيق ما زالوا غير متأكدين تماماً من حقيقة ظنونهم، فكما قلت سابقاً أن حالة الموت نهائية وغير قابلة للتراجع عنها عند حصولها. "

القصة كما تبين لي هي انك تخلط ، كما سبق ان قلت لك ، بين البعد الفلسفي و البعد الواقعي للمسالة . مثلا ، لو اراد مراهق تعرض لصدمة عاطفية قوية ان ينتحر فهو لا يناقش نفسه حول جدوى الحياة ، و كل ما يفعله انه قد يترك لاهله رسالة يقول فيها : " لقد مللت هذه الحياة و ارغب بالانتحار لارتاح . " اما الفيلسوف الذي يناقش قضية الحياة العبثية فلا ينتحر . و نلاحظ ذلك لدى كتاب المسرح العبثي ، و لدى كافكا ، او لدى الوجوديين مثل البرت كامو . فهم يفهمونك بكل ما يملكون من موهبة بان هذه الحياة لا تساوي قشرة بصلة ، لكن احدا منهم لا ينتحر . اما جورج حاوي المفكراللبناني و استاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية ، فقد انتحر لان اسرائيل فضت بكارة اول عاصمة عربيةامام عينيه ، و كانت تلك العاصمة هي بيروت . فكتب رسالة ذكر فيها بانه ينتحر لهذا السبب .

و أضيف : يقول بسطاء الناس في حال تعرضوا لآلام شديدة و على مدى طويل : لعلني اموت و أرتاح .

المريض هذا ، يعتقد بانه اذا مات سيكون لديه شعور مريح . و بالتالي يتمنى الموت . بينما الواقع هو ان الانسان في حالة الموت يكون بعيدا عن المشاعر ، مريحة او مؤلمة ! لكن الانسان البسيط لا يفكر فلسفيا ، و لا يفكر علميا ، بل يفكر تلقائيا . فتجده ليس بالعقلاني ولا بالفلسفي !




تحياتي.



:Asmurf:
03-19-2007, 06:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ - بواسطة Awarfie - 03-19-2007, 06:35 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ساهمت فيه بالبحث التالي: “هل هناك صلة بين “أونامونو” و”عبد الخالق الطريس"؟ محمد بلال أشمل 0 440 12-05-2013, 02:21 PM
آخر رد: محمد بلال أشمل
  الأحلام لقد حيرت الجميع هل هناك معلومات موضوعية عنها ؟ نبيل حاجي نائف 24 9,935 12-04-2010, 01:37 PM
آخر رد: بسام الخوري
  هل يكفي لنهضتنا وجود مارتن لوثر، عربي ؟ Awarfie 3 1,675 12-03-2008, 04:06 PM
آخر رد: Awarfie
  هل هناك معرفة تجريبية (= بعدية) وضرورية في ذات الوقت؟ فياض الحكيمي 1 1,005 12-06-2006, 11:42 AM
آخر رد: فياض الحكيمي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS