أعتقد أن تسمية "المحكمة" "محكمة علنية" هو وجهة نظر. وجهة النظر الأخرى هي أنها لم تكن "محكمة" بحسب مواصفات العدالة بشهادة المؤسسات الدولية التي تابعت هذه المسرحية، ولم تكن "علنية" حيث أن الكثير من جلساتها كانت مغلقة.

المحكمة هي مسرحية أمريكية للإستهلاك الأمريكي أولا والعالمي ثانيا. وهي مغامرة محسوبة (calculated risk) وقد وجب إدارة الـ risk بما يتطلبه الأمر من ضرورات المغامرات المحسوبة.

لكن نمط الإعدام شنقا هو النمط النموذجي لعدالة آيات الله الإيرانيين. النمط العراقي هو السحل أو الضرب بالقنادر أو الرمي بالرصاص أو ألإختراق بالدرل الكهربائي. وهم، أي العراقيين، بالتأكيد ليسوا بحاجة الى محاكمات علنية لإحقاق عدالتهم الثأرية .. نحن نتكلم عن نموذج عربي عشائري طائفي هنا وليس عن كانتون سويسري.

وإيران بقدرتها أن تلعب لعبة "الفوضى البناءة" بذات الكفاءة التي تمارسها الولايات المتحدة، بل بكفائة أكبر بسبب الواقع الجيوسياسي. خلافها مع المحافظين الجدد هو ليس حول ما فعلته الأخيرة في العراق بقدر ما هو خلاف حول ما ينوي المحافظون الجدد فعله تجاه نظام الملالي. عداوة نظام آيات الله للنظام العراقي المخلوع هو امر بديهي، وكذلك هو بديهي أيضا تقاربها مع نظام أيات الله الذي نصبه المحافظون الجدد في بغداد. أما دعم إيران الإفتراضي (والممكن منطقيا) للمقاومة العراقية فهو فقط لإنهاك الأمريكيين وليس للسماح بعودة النظام القديم أو حتى عودة رجالاته. والايام المقبلة .. إن جاءت .. ستظهر أن موقفها في الحرب الأهلية العراقية سوف يكون في صف المالكي والجعفري والحكيم، أي "رجالات الديمقراطية الأمريكية" وضد المقاومة العراقية.

تحياتي