الأستاذ أبو عاصم يقول:

Arrayقد عجبت وأعجب من حالك يا زميل وكيف تحاول التقليل من شأن أولئك القوم وهم ينصحونك بالمعروف وأنت لا تحاول حتى إكرامهم بغلق ذاك الجهاز المنبعث منه ذاك الغناء، من باب إظهار الود والاحترام للبلد الذي أنت فيه.
[/quote]

عندما كنت بالمرحلة الإعدادية قام الشباب "الإخوة" في جماعة الاخوان المسلمين بتوزيع علينا قصاصات ومطبوعات تدعونا للامتناع عن سماع الأغاني لأنه "من جلس يستمع إلى قينة صب الله الآنك في أذنه يوم القيامة" إلخ كل هذه الأحاديث. الأمر نفسه يحدث عندما يدخل سلفي محل واحد ويطلب من صاحب المحل أن يقفل أداة التسلية والترفيه عن الناس بفرض فهمه الشخصي للحديث على الجالسين في المحل. بالمناسبة، أغلب هذه الأحاديث منهجيا مشكوك في صحتها من الناحية التأريخية لأن تدوين الحديث جاء في القرن الثاني للهجرة وتحوم حوله شكوك بالملايين.

لماذا يغلق جهاز الراديو يا أبو عاصم؟ أليس كل واحد حر في محله؟ أليس كل واحد حر في بيته يسمع ما يشاء ومن لا يعجبه فلينصرف مشكوراً لمكان آخر؟

من تسميهم أتباع أبي لؤلؤة وتنعتهم بكافة النعوت من الشيعة هم قوم من أجمل ما رأيت من البشر لرحابة صدرهم وروح الإخاء الإنساني الحاضرة فيهم بصدق وكم أن الواحد يقدر أن يشعر معهم بالأمان والقبول دون التعليل والتبرير وتقديم الحجج والأسباب.. هو يراني أخ له لأنه ببساطة تربيته الإسلامية الشيعية تفرض عليه أن يكون إنسان رحب الأفق واسع الصدر حليم البال.

لم أقابل شيعي واحد للآن لم يعجبني بل كلهم وكلهن محل تقدير وإعجاب شديد من جانبي. يكفي أنهم لا يلجأون للاصطناع بل يظهرون على ما هم عليه دون قناع.

أنت تهاجمهم هنا وتنعتهم كافة النعوت وكان من الأجدر بك توحيد الصف مع من يقاسمك الاعتقاد والإيمان لا أن تتناحر على أيكما أصح والعالم يشاهد ويكتب عن هذا في المجلات والجرائد العالمية. آن الأوان للسمو والتسامي على كل خلافات مذهبية وتضع فلان هذا من الشيعة على أنه أخوك فعلاً ودون رجوع لحسابات ودفاتر الماضي وأبي علقمية وأبي شفلحة وأسماء ما أتى الله بها من سلطان. زماننا على الأرض قصير ولا مجال إلا للتآخي.