لبنان يمر بمرحلة دقيقة وعصيبة ، ولا أحد يختلف على هذا ، وأصل المشكلة ومكمن البلاء هو رئيس الجمهورية الممد له قسرا وعنوة بالتهديد والوعيد والإكراه
بقاء رئيس الجمهورية في رئاسة الجمهورية لا مفر منه لأنه الحصن الوحيد والمتراس الأول والأخير أمام لحود للحفاظ على نفسه من دم الحريري
فلحود وضعته سوريا في مأزق صعب فلو استيقظ ضميره الذي يعاني من غيبوبة نهائية ولكن لو استيقظ هذا الضمير فلن يستطيع الاستقالة لأن الرئاسة هي المعقل والحصن والقلعة التي تحمي رأسه على الأقل الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا
ولكن أقول: ماذا لو ؟ واعرف ان من المستحيل بلا ضغوط ان يقدم المجرم نفسه ليقول هئنذا بين أيديكم اعدموني !!

ماذا لو استيقظ ضمير خاطف البرلمان دولة الرئيس غير النبيه البربري وقال: كفانا استهتارا بحياة ومعاش وعقول اللبنانيين ، ونحن يا جماعة أخطأنا وسوريا خرجت ونظامها ضعيف ولا يستطيع انقاذ نفسه ولو هرب الى الامام -وهو لازال يهرب الى هذا الامام الذي لم ينته بعد- فـ ياجماعة: الحكومة دستورية وليست عميلة لأحد لأن العرب يدعمونها دعما معنويا كحكومة وهذا حقها على العرب وهذا واجبهم تجاهها ولا يستغرب ولكن يا جماعة نحن العملاء لايران وسوريا فهم يدعموننا بالمال والسلاح ويلقنوننا المواقف ولا يدعون لنا من أمرنا خيرة نستخير ونختارها ونعتذر لكم وانا من هذه اللحظة أعلن إعادة وزراء أمل الى الحكومة

وماذا لو استيقظ ضمير نيرون ؟!! آه وآه من نيرون محرق بيروت وقاتل الأبرياء من اللبنانيين الذين كل ذنبهم انهم اعتقدوا ان اسرائيل انسحبت ولن تعود الا باستدعاء من الحزب والحزب ليس من مصلحته استدعاؤها تحت أي ظرف ومهما كان !
ماذا لو استيقظ ضمير صاحب النصر الالهي الذي خلق للبنانيين ربا من تمر كصنم عمر بن الخطاب في الجاهلية الذي يعبده وعندما يجوع يأكله !!
كم أنت جميل ونقي ونبيل ايها الرب تشبع الروح فان جاع الجسد أشبعته أيضا !!
كم أنت مأسور أيها الرب في تأويلات السيد صاحب النصر الالهي ان اراد تبادل الاسرى استحضرك لتكون عرابا لهذا التبادل وان اراد خطف الجنود لاستدعاء اسرائيل لاحتلال الجنوب استدعاك لتبارك هذا العمل وان انهزم استدعاك لتعلن في مؤتمر صحفي تحضره الملائكة والناس اجمعين أن السيد ليس مهزوما فعيونكم المسحورة المأجورة لا ترى جيدا فاركنوها على الرف وانظروا بأذانكم هئنذا اقول لكم ان السيد انتصر وانا نصرته !
أترون هذا الدمار الذي حل بلبنان وهذا الخراب والغراب والبوم الذي ينعق في كل مكان ؟ أترونه جيدا ؟ أعلم انكم ستقولون نعم نراه ولكنني أقول لكم قولوا: لا ، لا نراه
وما نرى الا النصر نصرك ونصر السيد فبورك نصرك ونصر السيد وقاتل الله أبصارنا التي لا ترى جيدا فخيل لها انها ترى دمارا وحرائقا وخسائرا في كل شيء !
أقول: ماذا لو استيقظ ضمير نيرون وقال: اعتذر لكم ايها الشعب اللبناني فأنا خضت هذه المغامرة بأمر عمليات سوري كي نبعد شبح المحكمة الدولية عن رقبة رأس النظام السوري وخضتها باسمكم وانا اعلم انها ستجر عليكم الويل والثبور وعظائم الامور ولكنني خضتها لانقاذ داعمنا الثاني بعد داعمنا الاول سماحة الخامنئي الذي علينا له الولاء والطاعة والبيعة والذي نأتمر بأمره ونتبارك بلحيته
وانا اعترف امامكم أننا ظلمنا الحريري عندما قتل بعلمنا وتحت أعيننا وبصرنا لا بل بمساعدة بعضنا وظلمناه مرة أخرى عندما وافقنا على استدعاء حرب اسرائيلية مدمرة لانقاذ رقبة بشار الطويلة
واعترف لكم ان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة حكومة شرعية لا غبار عليها ولها ما لها وعليها ما عليها ككل الحكومات التي قبلها ولا ذنب لها ولا ناقة ولا جمل ولا تقصير !
واعترف لكم أننا أجرمنا في حق كل فرد في الحكومة وأولهم دولة الرئيس فؤاد السنيورة وأنني من هذا المكان اعتذر له ولكم قبله وبعده فأنتم الذين تحملتم منا ما لا يطاق ولا يعقل وصبرتم على كذبنا المكشوف وتناقضنا الصارخ حينما نقول أن الحكومة خائنة ونريد ان نشارك فيها بالثلث ! فهذا التناقض الذي لا يعقل كيف لمن يدعي خيانة شخص في نفس الوقت يطلب مشاركته ؟!!

ولكن هيهات أن يعترف نيرون بجرائمه المركبة ولكنني ومن هذا اليوم أكاد أجزم أنه شريك باغتيال الحريري وما صراخه الذي نسمعه الا على قدر خوفه وفزعه وألمه .