لا أعتقد بأن أحمدي نجاد غبي أو يعتمد على "الحظ". فإيران وراء صنع "الظروف غير الملائمة" لضربها من خلال تعقيد مهمة أمريكا في العراق وإفشالها، وهي عرفت حتى اليوم - كما يبدو - كيف تقنع الكثير من الدول الكبيرة (روسيا والصين مثلاً) بإمكان التفاوض معها. وهي - ثالثة - تمضي قدماً في مشروعها وتستفيد منها حتى على الجبهة الداخلية من خلال تعبئة قومية فارسية تلتحم مع الأيديولوجية الدينية التي تتحدث باسمها جمهورية الملالي.

أحمدي نجاد ليس دونكيشوت - وليته كان - بل هو أخطر من هذا بكثير. فهو يريد - كما يبدو - استعادة أيام "الأكاسرة" ويعمل على أن تكون إيران قوة عسكرية نووية ضاربة، لأنه يعلم بأنه لا دور إقليمي لإيران، ولا أمان لجمهوريتها الطائفية دون رادع نووي.
أحمدي نجاد ليس دون كيشوت، فالتحضير لهذا النوع من السلاح بحاجة إلى امتلاك قدرات نووية في المرحلة الأولى وامتلاك الوقت الكافي لتصنيع المعدات الكفيلة بتخصيب اليورانيوم وتركيب القنبلة. وهو أمام نظر العالم وسمعه عليه أن يتمسح بمعاهدات تسمح بامتلاك الوقود النووي كي يربح الوقت من خلال إبداء حسن النية. بل ان التفاوض على هذا مع الغرب أمر مهم، فالتفاوض يأخذ وقتاً والوقت مهم جداً في المضي قدماً في مشروع انتاج القنبلة.

الإدارة الأمريكية الغبية كان عليها أن توجه ضربتها لإيران وليس للعراق، فالعراق كان معذباً محاصراً لم تترك له "عاصفة الصحراء" الكثير من القوة والحيل.
اليوم، المشروع النووي لدولة ملالي العجم يجعل ضرب المنشآت النووية الإيرانية "هماً قومياً عربياً" وأولوية ليس ما بعدها أولوية. إذ أن أي قنبلة نووية إيرانية محتملة هي عبارة عن تهديد مباشر لأمن العرب ومصادر ثروتهم. كمثال على هذا، تصوروا وضع دول صغيرة مثل "البحرين" أو "الكويت" في حال ا متلكت إيران القنبلة النووية، وأي ضغط سوف يُمارس عليها من الخارج ومن الداخل (من خلال أقلياتها الطائفية). هنا، لن أركز كثيراً على أن "وقود دولة ملالي العجم الطائفي الديني" هو "قنبلة موقوته" سوف تنفجر على الشرق برمته لو استطاعت إيران أن تحقق إنجاز القنبلة النووية.

خلاصته، يجب ضرب منشآت دولة الملالي النووية حالاً وسريعاً، قبل العمل الحثيث على تفكيكها من الداخل (بواسطة مد العون لمجاهدي خلق وما تبقى من حزب "توده") والخارج، بممارسة ضغط وحصار اقتصادي وتقني عليها.

واسلموا لي
العلماني